أعلنت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، أمس الأربعاء،عن إطلاق طلب عروض أولي لاختيار الشركات المؤهلة لبناء محطة للطاقة الشمسية في جبال الأطلس، حيث طالبت الوكالة من المطورين تقديم مستندات التأهيل المسبق بحلول 20 أكتوبر لتمويل وبناء وتشغيل محطة نور ميدلت 3 بقدرة 400 ميجاوات تعمل بتكنولوجيا كهروضوئية.
وكان التحالف بقيادة إي.دي.إف قد فاز، سنة 2019، بعطاء لبناء المرحلة الأولى من المشروع، نور ميدلت 1، وهي محطة للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاوات تم تصميمها لتجمع بين تقنيات الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة.
ولم تكتمل بعد المرحلة الأولى من هذا المشروع رغم مرور أربع سنوات، أعلنت مازن الشهر الماضي أن ستة تحالفات من الشركات تأهلت للمنافسة على بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 400 ميجاوات في جبال أطلس يطلق عليها اسم نور ميدلت 2، وهي محطة ذات طاقة تخزينية تدوم ساعتين.
ومثلت مصادر الطاقة المتجددة، سنة 2022، 18 بالمائة من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، بينما شكل الفحم باقي النسبة المئوية. وتمثل الطاقة المتجددة حاليا 40 بالمائة من القدرة الفعلية في البلاد، ويخطط المغرب لزيادة هذه النسبة إلى 52 بالمائة بحلول عام 2030.
وفي سياق متصل، قال نائب الأمين العام الأول للاتحاد من أجل المتوسط غرامينوس ماستروجيني، إن طموحات المغرب في مجال الطاقة المتجددة، ستكون مربحة للبلد نفسه ولأوروبا أيضاً”، مضيفاً أنّ “استثمارات المغرب في مجال الطاقة المتجددة تقدم عرضاً مفيداً، خصوصا أنّ تغير المناخ والتطورات التي يعرفها مجال التنمية المستدامة بشكل عام أمور تستدعي حلولاً جديدة”.
كما أشار، في تصريح لجريدة “عرب نيوز” الناطقة بالإنجليزية، إلى أن “قضية الطاقة كانت تعتبر تاريخيا قضية سيادة؛ وبالتالي هناك حاجة عالية اليوم لبدء التّفكير في سبل للتّعاون الإقليمي في هذا المجال”، وذلك على اعتبار أنّ مسألة المناخ تتعلق بما هو مشترك، وهو ما يستدعي جهودا متضافرة من طرف كل البلدان المعنية بهذه التغيرات، بما فيها المغرب والمنطقة وأوروبا.
ومن جهتها وضعت وكالة “ميس”، المتخصصة في تحليل البيانات الطاقية، المغرب في الرتبة الثانية ضمن أقوى الدول المنتجة للطاقات المتجددة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلف إسرائيل، فيما حلت الإمارات العربية المتحدة ثالثة.
وقالت الوكالة ضمن تحليل مطول إن قدرة الطاقة المتجددة المثبتة في المغرب بلغت في نهاية عام 2022، 3.69 جيجاواط (1.55 جيجاواط من الرياح، 0.83 جيجاواط من الطاقة الشمسية، 1.31 جيجاواط من الطاقة الكهرومائية-باستثناء التخزين بالضخ)، في المرتبة الثانية بعد إسرائيل (4.8 جيجاواط) كقائد للطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وحسب الوكالة ذاتها، تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الثالث بقدرة 3.64 جيجاواط، “ومن المرتقب أن تتفوق قريباً على المغرب مع وجود محطة للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاواط من المقرر تشغيلها بحلول نهاية العام”.
وأشارت “ميس” إلى أنه باستثناء الطاقة المائية، بلغت حصة “مصادر الطاقة المتجددة الجديدة” من قدرة التوليد في المغرب رقماً قياسياً بنسبة 22.5 بالمائة بنهاية عام 2022، بينما سجلت مصادر الطاقة المتجددة بشكل عام رقماً قياسياً بلغ 34.8 بالمائة.
وقالت، “كانت الزيادة الوحيدة في قدرة المغرب في عام 2022 عبارة عن مزرعة رياح تبلغ 87 ميجاواط في تازة على بعد 100 كيلومتر شرق فاس، تضم 27 توربينًا طورتها شركة EDF Renewables الفرنسية وشركة ميتسوي اليابانية، مما رفع إجمالي قدرة المغرب في نهاية عام 2022 إلى 10.59 جيجاواط”.
وأضافت، “لكن على الرغم من أن الإضافات الأخيرة في السعة كانت متواضعة، إلا أن الدولة تستثمر بشكل كبير في الطاقة الكهرومائية لنقل الطاقة وضخها للتخزين لمواجهة تقطع مصادر الطاقة المتجددة… على هذا النحو، على الرغم من أن الإضافات المغربية الأخيرة لسعة التوليد كانت متواضعة، فإن الاستثمارات الرئيسية الأخرى للمكتب الوطني للكهرباء والمياه قد ذهبت إلى تحديث الشبكة والبنية التحتية لتخزين الطاقة”.
وتابعت بأن لدى المغرب بالفعل 464 ميجاواط من سعة التخزين التي يتم ضخها في أفورار شرق مراكش، فيما تلقت الطاقة المتجددة في المغرب دفعة قبل أيام، حيث أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء في 25 يوليوز عن بدء العمليات التجارية الكاملة في حديقة الرياح بقدرة 300 ميجاواط في بوجدور.
وأعلن المكتب في وقت سابق عن بدء التشغيل في فبراير، وتقدر التكلفة النهائية لطاقة بوجدور بـ3.9 مليار درهم (400 مليون دولار)، ارتفاعا من التقدير السابق البالغ 3.5 مليارات درهم. وأكدت الوكالة أن “بوجدور، ثامن منتزه للرياح في البلاد، تصل طاقة الرياح الإجمالية بها إلى 1.85 جيجاواط، وهي ثاني أربعة عناصر من مشروع طاقة الرياح المتكامل 850 ميجاواط الذي تطوره شركة ناريفا المغربية وشركة إينيل الإيطالية”.
كما يتصور المكتب الوطني للكهرباء والماء إنتاجًا سنويًا في بوجدور يبلغ 1590 جيجاواط في الساعة لمتوسط عامل حمل يبلغ 60.5 بالمائة، “وهو رقم أعلى بكثير من أفضل ما يمكن من الطاقة الشمسية الكهروضوئية (بالنظر إلى أنه لا يوجد مكان على وجه الأرض تشرق فيه الشمس أكثر من 50٪ من الوقت)”، بحسب “ميس”. وأضافت: “مع ذلك، فإن الرياح مثل الطاقة الشمسية تعاني من مشاكل التقطع، في حين إن المواقع المثلى للمحطات غالبًا ما تكون بعيدة عن المراكز السكانية، مما يستلزم استثمارات ضخمة مصاحبة في البنية التحتية للنقل”.
إلياس ديلالي (صحافي متدرب)