تم خلال الندوة الصحافية التي نظمتها مؤخرا إدارة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء، عرض تفاصيل النسخة الرابعة والثلاثين لهذه التظاهرة الثقافية التي تسهر على تنظيمها سنويا كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، والتي ستمتد من 23 إلى 28 يوليوز.
وفي المداخلة التي ألقاها رئيس المهرجان عبد القادر كنكاي، ذكر أن هذه الدورة تحمل شعار “إعادة خلق المسرح”، ويأتي هذا الشعار في سياق ما خلفته جائحة كورونا من آثار على الحركة الثقافية والفنية عموما وعلى المسرح بصفة خاصة. ومن ثم محاولة فتح نقاش حول المستقبل في ضوء المستجدات التي يعرفها العالم. وفي هذا السياق، استحضر مبادرة الفنانين التي كانت تصب في اتجاه التعايش مع الوضع الجديد الذي فرضته الجائحة.
وذكر كذلك أن وجود تظاهرة ثقافية من هذا الحجم، دليل على أن الجامعة بخير وعلى أنها تتسم بالدينامية والانفتاح وبالانخراط الدائم في تنمية الشباب وتأطيرهم وتكوينهم، لمزيد من الإشعاع الثقافي للجامعة.. و”لتكريس ديبلوماسية ثقافية موازية وترسيخ حوار الثقافات وتلاقح شبيبة العالم”.
وتوقف رئيس المهرجان عند البرنامج الثقافي لهذه الدورة، مذكرا في مستهل حديثه بغناه وتنوعه وتميزه بمشاركة دول من كل القارات. كما أشار إلى أن هذه الدورة ستكون في مجملها حضورية، بنسبة 95 في المئة، مع التأكيد على المشاركة المكثفة لفرق مسرحية نم قارات مختلفة، من آسيا: كوريا الجنوبية، والبنغلادش، وأندونسيا. من أوروبا: ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا. من أفريقيا: الكاميرون، السنغال. من العالم العربي: تونس، مصر، سلطنة عمان. من أمريكا: الأرغواي، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى البلد المنظم المغرب، ممثلا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك وكلية العلوم بنمسيك والمدرسة العليا للتجارة والتدبير عين السبع وكلية الحقوق بمراكش.
وتحدث بعد ذلك عن برنامج حفل الافتتاح، مشيرا إلى أنه سيتميز بتقديم عرض مسرحي لفرقة أركون من
المغرب، بعنوان “سماء أخرى” للمخرج محمد الحر، ويتناول هذا العرض بعض تفاصيل الحياة الزوجية المتأزمة، وفي ذلك تعبير عن “انفتاح المهرجان على القطاع الاحترافي للمسرح خصوصا في جانبه الذي يؤمن بالبحث والتجريب، وفي هذا الانفتاح سيتم تكريم فعاليات مسرحية من المغرب: عبد الإله عاجل ونجوم الزهرة وزينب الناجم ومصطفى خليلي والمبدع الإيطالي فابيو أومودي المدير العام لأكاديمية الفنون وأكاديمية المسرح بروما، بالإضافة إلى عدة فقرات فنية وعلمية يعتبرها المهرجان بمثابة تعبير عن حيوية الجامعة”.
وبموازاة مع العروض المسرحية التي سيقوم بتحكيمها خبراء من المغرب وفرنسا برئاسة فهر الكتاني والتي ستقدم طيلة أيام المهرجان بمجموعة من الفضاءات الثقافية: فضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك والمركبات الثقافية مولاي رشيد ومحمد زفزاف وسيدي بليوط وفضاء الفنون الحية، سيتم تنظيم مجموعة من المحترفات الخاصة بالتكوين المسرحي يصل عددها إلى ثمانية، تحت إشراف فنانين من المغرب ومن عدة دول أخرى، لأجل فسح المجال للجمهور للاستفادة من مدارس عالمية، على مستوى التقنيات الحديثة الموظفة في العرض المسرحي وفي الفنون المجاورة من قبيل الفيديو والسينما..
وإلى جانب ذلك سيتم تنظيم حفل توقيع كتب مسرحية من المكسيك، وإصدارين للكاتب المسرحي المسكيني الصغير.
بالإضافة إلى مائدة مستديرة تتمحور حول إعادة خلق المسرح في ظل التغيرات التي يعرفها محيطنا والعالم بأسره على إثر جائحة كورونا التي غيرت مجموعة من المفاهيم والتي كان لها تأثير واضح وقوي على الممارسة المسرحية وعلى الفنون بصفة عامة.
لم تفت المتدخل الإشارة إلى أن ظروف إعداد المهرجان لم تكن هينة، ليس من حيث الإمكانيات المادية، ولكن من الناحية التدبيرية ذات الارتباط بآثار الجائحة.
كما تدخل في هذه الندوة كل من المديرين الفنيين للمهرجان فتاح الديوري وهشام زين العابدين وعضو اللجنة المنظمة مجيد الساداتي، حيث تم التذكير بالأبعاد التي يكتسيها شعار المهرجان ومحاولة خلق آفاق جديدة لتجاوز الإكراهات التي فرضتها الجائحة، كما تمت الإشارة إلى الدور الذي باتت تتيحه التكنولوجيات الجديدة في ما يخص تطوير الممارسة المسرحية.
< عبد العالي بركات