“بريز” محفوظ احترق…

أعلن المكتب المسير لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، خلال آخر اجتماع عقده مكتبه المسير، عن عقد جمع عام استثنائي نهاية الموسم الرياضي الجاري.
جاء ذلك بعد الضغوطات الكبيرة التي مورست على الرئيس أنيس محفوظ، والفريق المرافق له، على خلفية النتائج السلبية التي حصدها الفريق الأخضر، خلال هذا الموسم، إقصاء في ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، هزيمة ضد سريع وادي زم برسم الدورة (23) من البطولة الاحترافية، مما أثر على حظوظه في مواصلة مطاردة، متزعم الترتيب الوداد البيضاوي، والمنافسة على اللقب.
هذا المسار غير الموفق، فجر أزمة عاصفة داخل كل مكونات النادي، مما جعل العديد من أعضاء المكتب يفضلون عدم الاستمرار في تحمل المسؤولية، إلى جانب صاحب “البريز”، وترك ناديهم المحبوب وسط الموسم، وكان الرئيس يتحمل وحده تبعات سلسلة النتائج السلبية.
يحدث هذا، في وقت يمر فيه الفريق بظرف دقيق، يتطلب تكاثف الجهود من أجل تجاوز هذه الفترة الدقيقة، وخاصة الحسم في وضعية لاعبين منهية عقودهم، يشكلون الركائز الأساسية للفريق.
والمنطق يقول إن الفريق الذي شكل لائحة محفوظ، كان من المفروض التعبير عن روح التضامن والتآزر، والاستمرار بنفس السفينة تكملة للمهمة، إلا أن العكس هو الحاصل الآن، وبات الكل يتهرب من المسؤولية، والكل يحاول أن لا يخرج للواجهة، أو يعترف بالفشل.
العديد من أفراد المكتب يفضلون القفز من سفينة محفوظ مخافة من الغرق، وتقديمه وحيدا، ككبش فداء، دون أدنى اعتبار لروح المسؤولية، بعد سبعة أشهر فقط من اختيار هذه اللائحة، والوقوف بزهو أمام الجمع العام وعدسات المصورين والقنوات التلفزية، لكن في عز الأزمة يظهر معدن الرجال.
المعروف أن الرجاء تعيش تحت رحمة شعبوية قاتلة، الكل يبحث عن ذاته قبل التفكير في مصلحة النادي، ولا أحد يجرؤ على الخروج بموقف، أو تصريح صريح وقول حقيقة كاملة، بروح المسؤولية، بعيدا عن شعار “الجمهور عايز كده”.
قد يأتي مكتب مسير جديد، ورئيس آخر، وكيفما كانت قيمة الأشخاص أو كفاءتهم او مرجعيتهم، فالأكيد أن الدائرة ستدور بسرعة، ولن تنعم أية تشكيلة بالهدوء المطلوب، ما دام التسيير أصبح خلال العقد الأخير تحت رحمة الجمهور، وتأثير الشعبوية.
صحيح أن قوة الرجاء تكمن في قيمة الجمهور الذي يظهر حبه وتعلقه بطريقة جنونية، وهذا مكسب مهم، لا يمكن التفريط فيه، ولابد من أخذه بعين الاعتبار في كل القرارات والاختيارات، لكن ليس إلى حد إلى حد فرض الوصاية، والتدخل المباشر في التسيير، لأن المسؤوليات تختلف، مع العلم أن جزء من الجمهور وخاصة الذين يسمون بـ “المؤثرين”، يحركون من طرف أشخاص لا يروق لهم “نجاح” يأتي من بعدهم وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يعيها كل محب رجاوي.

>محمد الروحلي

Related posts

Top