“بيان اليوم” تحاور عزيز بودربالة بعد تكريمه من طرف نادي سيون السويسري

 

حل نادي إف. سي. سيون السويسري بالمغرب واختار منطقة الزيايدة بمدينة بنسليمان لخوض تجمع تدريبيا تحضيري لاستكمال ما تبقى من الموسم في الدوري الممتاز (يتبقى 4 مباريات)، في فترة تشهد فيها سويسرا وباقي دول أوروبا غزارة الأمطار وتساقط الثلوج.

وبهذه المناسبة، وجه مسؤولو نادي سيون الدعوة للدولي المغربي والمحترف السابق في صفوف الفريق عزيز بودربالة في لقاء نوستالجي وفاء واعترافا للفترة المميزة التي قضاها أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم المغربية ضمن النادي بين 1984 و1988.

وبعدما حظي بودربالة بتكريم خاض عرف تواجد مكونات النادي من مسؤولين وطاقم تقني ولاعبين، استغل الدولي السابق الفرصة لإطلاع الضيوف على آخر مستجدات ما يعيشه المغرب استعدادا لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

وعن هذا الحدث اتصلنا ببودربالة وأجرينا معه الحوار التالي:

كيف كان اللقاء مع نادي سيون السويسري الذي حملت قميصه منذ أربعين عاما في أول تجربة احترافية؟

بالنسبة لنادي إف. سي. سيون، فلقد كان أول محطة لي في مسار الاحتراف بعد فريقي الأصلي الوداد البيضاوي. وجاءت هذه المناسبة حيث برمج النادي تجمعا تدريبيا في منتجع في منطقة الزيايدة بمدينة بنسليمان، وذلك بسبب صعوبة الطقس الذي تتخلله غزارة الأمطار وتساقط الثلوج حاليا في أوروبا، مما يدفع الأندية هناك إلى التحول إلى بلدان أخرى للاستفادة من طقس مشمس يساعدها على مواصلة التحضير. وأنا سعيد لاختيارهم المغرب بلدي الحبيب المتميز ببنية رياضية رفيعة وأجواء حياتية رائعة آمنة وجذابة.

تلقيت الدعوة من فعاليات نادي سيون وشهد اللقاء نوستالجيا وتكريما، كيف كان ذلك؟

طبعا .. كانت مناسبة استرجعنا فيها ذكريات الفترة التي حملت فيها قميص الفريق ودافعت عن ألوانه. كما تحدثت مع لاعبي التركيبة الحالية وطاقمهم التقني خاصة وأنني كنت اللاعب الأجنبي الوحيد الذي التحق بهذا النادي محترفا، لأنه في تلك الفترة قبل اندلاع قضية اللاعب بوسمان، لم يكن القانون يسمح بانتداب أكثر من لاعبين أجنبيين. وكنت في تلك الفترة في سيون، وهي مدينة صغيرة وفريقها ليس بحجم الأندية الأوروبية الكبيرة، لكنه واحد من أفضل الأندية السويسرية.

هل تطرقتم إلى ما حققتموه خلال تلك الفترة؟

أكيد .. استحضرنا إنجاز الفوز بكأس سويسرا إضافة إلى الفوز التاريخي في مباراتين على أتليتيكو مدريد (الإسباني) في كأس أوروبا وعلى أبردين (الاسكتلندي) حامل لقب كأس الكؤوس الأوروبية، والذي كان يدربه آنذاك المدرب العالمي السير أليكس فيرغسون. عموما كان اللقاء جميلا ترجم قيم الرياضة عبر كرة القدم في أجواء أخوية.

ماذا عن مكان اللقاء في مدينة بنسليمان التي تتهيأ على غرار باقي مدن البلاد لاستقبال المونديال بواحد من أكبر ملاعب كرة القدم في العالم؟

فعاليات نادي سيون وغيرهم في أوروبا يدركون قيمة البنى التحتية الرياضية في المغرب وشغف المغاربة بكرة القدم والإبداع عامة، إضافة إلى رغبة البلد في احتضان التظاهرات الرياضية الكبيرة. واختاروا بنسليمان عن اقتناع بمؤهلاتها ومقوماتها المناخية خاصة وأنه فيها سيتم تشييد أكبر مركب رياضي في العالم، والذي سيتسع لـ 115 ألف متفرج ، وستحتوي على مجموعة من المرافق من المستوى العالي. وبذلك فالمناسبة تاريخية بالنسبة إليهم باعتبار نادي سيون أول ناد يقيم تجمعا في هذه المنطقة من مغرب مونديال 2030.

ما هو أكثر شيء تطرقت إليه في حديثك مع فعاليات النادي السويسري؟

تحاورنا أكثر حول كرة القدم وما مكن المغرب في ملف ثلاثي من كسب ثقة الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) ومنخرطيها لتنظيم الحدث العالمي. وبينت لهم التحول والتطور الذي يشهده بلدنا بفضل الإرادة الملكية الحقيقية وتوجيهات سامية لجلالة الملك محمد السادس، والتي رسمت خارطة الطريق بمعية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بمسيريها برئاسة فوزي لقجع في كرة القدم، إضافة إلى حركة التنمية حاليا ضمن إنجازات في مختلف المجالات تهدف لنكون في الموعد في 2030. كل هذا سيكون له انعكاس إيجابي على المغرب والمغاربة قبل وأثناء وبعد المونديال، فهناك انتعاش على مستوى كرة القدم ومعها الاقتصاد والسياحة والطاقات المتجددة والشبكة الطرقية والفندقية وغيرها من التحديات. وأبدى مسؤولو نادي سيون إعجابهم بما يجري في المملكة المغربية، وكنت سعيدا جدا بذلك.

كانت بداية مسارك في الوداد ثم انتقلت إلى سيون وبعدها أندية أخرى وتركت دوما صدى طيبا، حدثنا عن ذلك؟

الحمد لله كتب لي أن أسلك هذا المسار انطلاقا من وطني والوداد ثم الاحتراف في سويسرا، ولاحقا راسينغ باريس وأولمبيك ليون بفرنسا ثم إيستوريل البرتغالي. وللتذكير، فقد تلقيت دعوة من نادي أولمبيك ليون الصيف الماضي لأحضر افتتاح متحف ناديهم، وكنت سعيدا وأنا أمام صورة رائعة توثق وتؤرخ للاعب المغربي محمد بؤسا (لاعب الطاس سابقا)، والذي سبق أن لعب لنادي ليون وسجل له هدفا أسطوريا في مرمى نادي أرسنال (الإنجليزي) في منافسات كأس أوروبا سنة 1986. وباعتزاز واحترام وقفت عند الصورة. وهذا يترجم قيمة مواهب المغرب وما حققته في أندية كبيرة وفي مناسبات مختلفة في العالم. والأجمل أن بلدنا الحبيب باجتهاده يحظى باحترام يتسع من يوم لآخر.

حاوره: محمد أبوسهل

Top