توج منتخب فرنسا، مساء الأحد، بلقب بطولة كأس العالم لكرة القدم بعد فوزه الكبير على منتخب كرواتيا بأربعة أهداف لهدفين، في اللقاء النهائي الذي استضافه ملعب لوزنيكي في العاصمة الروسية موسكو.
استحقت “الديوك” هذا التتويج، الثاني في تاريخ فرنسا الكروي، بعد أداء قوي خاصة في الشوط الثاني، في مباراة تعد الأقوى والأجمل في البطولة، بل في تاريخ نهائيات المونديال على الإطلاق.
تتويج فرنسا عكس مستوى منتخبها، والطريقة المتفوقة التي خاض به جل المراحل، انطلاقا من دور المجموعات، بعد احتلال المرتبة الأولى بالمجموعة الثالثة بانتصارين وتعادل، لتقصي في طريقها الأرجنتين رغم وجود الظاهرة ميسي، وليأتي الدور في مرحلة الربع ثم النصف على منتخبي الأوروغواي وبلجيكا. هذا الأخير كان بحق أبرز مرشح للفوز، لكنه خسر في المربع الذهبي أمام فرنسا بهدف يتيم، لكنه ثمين فتح الطريق أمام اللقب الثاني.
جاء تفوق فرنسا بفضل مجموعة من المعطيات الأساسية.
أولا، التوفر على مجموعة متكاملة متجانسة، وصلت في كل الخطوط في ظرف وجيز إلى مرحلة النضج. ثانيا، وجود فريق عمل يشرف على المسائل التقنية بكثير من الحرفية والمهنية، كما يقوده بكثير من الكفاءة المدرب ديديي ديشان.
فازت فرنسا بلقبها الغالي، بعد انتظار دام عشرين سنة كاملة، بفضل جيل جديد مكون على أعلى مستوى، يربط ماضي جيل زين الدين زيدان ولوران بلان ودوسايي، بحاضر جيل مبامي وكريزمان وبوبغبا… وغيرهم من النجوم التي تمارس بأقوى الأندية على الصعيد الأوروبي.
خسر منتخب كرواتيا المباراة النهائية بعد مسار استثنائي شد أنظار العالم، وأكد أن التألق له مفاتيح لا تنحصر فقط في توفر المال، بل في وجود الرجال، وتوفر مناهج التكوين، وجودة الرعاية، وقيمة الأطر المشرفة، والتخطيط بعيد المدى.
وهذا هو السر وراء التألق الباهر لأصدقاء العميد الرائع لوكا مودريش، الذي نال بكثير من الاستحقاق لقب أحسن لاعب بالمونديال، وهو اللقب الذي يمكن أن يجعله المرشح الأول للفوز بالكرة الذهبية الأوروبية، بعد سنوات من سيطرة الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
قدم الكروات منذ دور المجموعات إلى المباراة النهائية، أداء قويا وشيقا، أمتعوا بفضل كرة راقية، كما قدموا دروسا بليغة في الاستماتة والدفاع عن القميص والرغبة في الفوز وتجاوز الصعاب، ونالوا احترام العالم وتقدير عشاق الأداء الجميل.
هنيئا لفرنسا بلقبها الثاني، وتحية تقدير لكرواتيا على عروضها المثيرة للإعجاب…
محمد الروحلي