تجاهل غير مقبول

شرعت مديرية التحكيم التابعة لجامعة كرة القدم منذ ثلاثة أسابيع، في تنظيم لقاءات إعلامية أسبوعية، الهدف منها تحليل ومناقشة، أبرز الحالات التحكيمية التي تعرفها مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم بقسميها الأول والثاني، إضافة إلى شرح مفصل لقوانين التحكيم وبروتوكول “الفار”.
وتبين من خلال الحلقات التي نظمت حتى الآن بالقاعة الندوات، التابعة لمركز محمد السادس لكرة القدم ضواحي مدينة سلا، أن الفكرة كانت إيجابية جدا، واستطاعت تحقيق المطلوب منها، خاصة مع الطريقة المباشرة، والشفافة التي تدور بها، وكذا الأسلوب متبع من طرف يحيى حدقة ومحمد الكزاز، في إدارة الحوار وتبادل الرأي، والحرص على التقييم الموضوعي، والاستماع للحكام المعنيين بالأمر.
كل هذا الشروط ساهمت بقوة، في منح هذه اللقاءات الإعلامية القيمة التي تستحقها، بل تحولت بالنسبة لكل المتدخلين، وحتى المتتبع العادي، إلى دروس غنية من حيث تفسير القوانين، وتوضيح الحالات، وكشف عن كامل تفاصيلها، وأيضا تقوية الثقافة التحكيمية لدى كل المتدخلين، خصوصا في ظل العديد من المغالطات التي تشاع بشأن بروتوكول تقنية حكم الفيديو المساعد، والناتجة أساسا عن سوء فهم المتتبع لمضامين بروتوكول تقنية “الفار”.
والواقع أن صاحب فكرة تنظيم مثل هذه الندوات التقيمية، كان صائبا في مقترحه، ويعد بحق سابقة على الصعيد الدولي، خاصة وأنه جاء على خلفية كثرة الاحتجاجات التي صدرت من طرف الأغلبية الساحقة من الأندية وتذمر جمهورها، إلى درجة لم تخل دورة من دورات البطولة بالقسمين الأول الثاني، إلا ويصدر بلاغ أو احتجاج، أو حتى إشارة، إلى خطأ ما أو قرار  يوصف في غير محله.
إلا أن هذا المجهود الايجابي الذي يبذل كل يوم اثنين، غير مستغل بالطريقة الأمثل من طرف وسائل الإعلام، خاصة الرسمية منها، فالقنوات التلفزية بإمكانها توظيف جيد لمعطيات هذه الندوات التي تهم قطاعا حيويا مؤثرا في مجريات الأحداث.
والأكيد أن المعالجة بطريقة مهنية لمعطيات هذه الندوات القطاعية، من طرف القنوت التلفزية، من شأنها تلبية فضول الجمهور الواسع المتتبع عن كثب لمنافسات البطولات الوطنية لكرة القدم، كما من شأنه التقليل من نسبة ثقافة الشك، ووضع الحالات التي تكون موضع نزاع أو احتجاج  تحت مجهر التقييم والتفسير والتوضيح، في احترام تام لقوانين التحكيم ومستجداته.
هذا التقصير غير مقبول حقيقة، والتجاهل لا يخدم القضية، ولا يساهم في تقوية الثقافة القانونية لدى كل المتدخلين، فهل يتم تدارك هذا الخطأ التي يمكن أن نصفه بالفادح؟

>محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top