تحت إشراف المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، نظم الفرع الإقليمي للحزب بمدينة تارودانت، يوم السبت الماضي حفلا تأبينيا للفقيد والمناضل الفذ المرحوم الحاج الطيب أباسيل الذي وافته المنية يوم 11 شتنبر 2015 عن عمر يناهز 86 سنة، حضره بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب، وعشرات من مناضلات ومناضلي الحزب من الإقليم وخارجه، ضمنهم منتخبي الحزب بالمنطقة، وممثلي الهيئات السياسية المحلية، وفاعلين حقوقيين وجمعويين، وعدد من أصدقاء ومعارف الفقيد، إضافة إلى أفراد عائلته.
وتميز هذا الحفل التأبيني، الذي ترأسه عبد الأحد الفاسي الفهري، عضو المكتب السياسي، بإلقاء عدة شهادات، في حق الفقيد، أجمعت على نبل أخلاقه وإخلاصه للحزب وتفانيه في النضال، وصلابة مواقفه، قدمها كل من الأستاذ عبد اللطيف أوعمو، عضو المكتب السياسي للحزب، وامحمد كيبوش رفيق دربه، كما تناول الكلمة باسم عائلة الفقيد، إبناه محمد ولحسن، تطرقا فيها إلى بعض الأحداث المؤلمة التي عاشاها رفقة أبيهما الطيب أبسيل، بسبب اختيار هذا الأخير لطريق النضال والدفاع عن حقوق الطبقة المقهورة وسعيه الدائم لنصرة قضاياها خصوصا بمنطقة إيغرم. وباسم الحزب بتارودانت، ألقى كاتبه الإقليمي محمد مواد، كلمة أبرز فيها مناقب الفقيد، مؤكدا أنه سخر حياته للنضال وأن شعاره كان هو « «النضال المستميت ضد الظلم والحكرة». وننشر اليوم شهادة مصطفى عديشان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، على أن نعود في عدد لاحق لنشر باقي الشهادات والكلمات.
باسم الله الرحمان الرحيم
الله أكبر ، الله أكبر
قال تعالى في كتابه العزيز: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا” صدق الله العظيم
الرفيقات والرفاق
أيها الحضور الكريم
نجتمع اليوم لتأبين أحد أعمدة رجال هذه المنطقة الأبية، لنقول كلمة حق في هذا الأمازيغي الذي أفنى حياته، متشبثا بحزبه، حزب التقدم والاشتراكية، وأكيد أن كل الكلمات التي سنسمعها ،ستكون لامحالة ليست كالكلمات،لأنها لن تفي الفقيد حقه، بل ستحمل أطنانا من الحسرة والحزن من جراء ما تركه غياب الراحل عنا، ولا نملك من العزاء فيه إلا القول : لا راد لقضاء الله .
نجتمع لنعبرعن حزن عميق لفقدان رفيق التزم لمدة تقارب 40 سنة من الانتماء لحزبه، أي نصف حياته تقريبا، وسيقدم كل واحد منا، جزءا من هذه السيرة من الزاوية التي تعرف منها عليه، مساهمين بذلك، في تثبيت قولة الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز الذي قال : ” إن الحياة ليست هي ما عشناه، بل هي ما نتذكره وكيف نتذكره ” .
وأكيد أن هذا الرجل الامازيغي العصامي والفذ، كان فاتحا قلبه، كما دربه النضالي، لكل الاحتمالات.. رجل وصف بالعنيد في النضال الديمقراطي،لا يخاف لومة لائم، مرددا على الدوام منذ أن سلك درب النضال، بأن “الله كبير، ولا خوف إلا من العلي القدير، إن لم أقم بواجباتي الدينية، وواجباتي الدنيوية”. وهذا الواجب الدنيوي هواختياره لدرب النضال المجسد في الدفاع عن أرضه، ورفضه جهرا للظلم والحكرة، إلى الإعلان عن قراره توسيع هذا المشروع المحلي، ليلتقي به في دروبه النضالية المتعددة، بالقادة التاريخيين لحزب التقدم والاشتراكية، وعلى رأسهم فقيد الشعب والوطن، الرفيق علي يعته، الذي احتضنه بدون تحفظ منذ الوهلة الأولى، عندما تيقن زعيمنا علي، بأن الطيب يجسد ذلك المنجل الذي رسم أيقونة الحزب الشيوعي المغربي، وشعاره الذي كان هو: حزب الطبقة العاملة، والفلاحين الفقراء والمثقفين المتنورين، ليصبح الفقيد الطيب صوتا ورقما يصعب نكرانه، حاملا وثائق الحزب على الدوام من الدار البيضاء والرباط لمنطقته، لترسيخ الثقافة الحزبية وضمان إشعاعها بين أصدقائه وذويه أولا، ثم ليؤسس في مرحلة ثانية، خلية من الفلاحين الفقراء، مقتنعا أن تقوية صفوف الحزب، سيساعده على توسيع مشروعه، والتعريف بقضية الظلم عموما، رويدا رويدا، حتى نضج نضاله، فتحول لمرحلة الجهر، وجسد من خلال هدا المسار، مطلب من مطالب الحزب آنذاك، القاضي بالدعوة للملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، والاقتسام العادل للثروات الطبيعية، لتتوسع الحكاية نحو أفق معرفي بالبحث عن وفي هذه المنطقة التي تسمى اغرم، ليتم فيها اكتشاف فضيع لاستغلال الإنسان للإنسان، وكيف يتجسد الصراع الطبقي فيها، بين جزء من البشرية التي حوربت في أرضها ومائها، وجزء آخر من العمال الموسميين في الحقول العريضة ،المحرومين جميعا من أبسط الحقوق الإنسانية .
وهذا الالتقاء مع الحزب في دروب النضال المتعددة، مرده لكون حزبنا، حزب التقدم والاشتراكية، كان دائم التملك للرؤية وتحليل الواقع، وشرح الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تمر منها بلادنا . ونحن بهذه المناسبة، نسترجع ما حلل به الحزب سنة 1975 هذه الأوضاع، في أطروحته المؤسسة لمؤتمره الأول، التي عنونها ب:”الديمقراطية الوطنية مرحلة تاريخية نحو الاشتراكية “، في ركن: توطيد طبقة كبار الملاكين:
“إن السلسلة القانونية والسياسية والاقتصادية التي وضعت منذ السنوات العشر الأخيرة كانت ترمي إلى إقامة تراكيب رأسمالية في الزراعة:فجرت التضحية ببعض الطبقات الاجتماعية أي صغار الفلاحين ومتوسطيهم والمحرومين من الأرض. وعلى العكس من ذلك فإن الأوليغارشية الموجودة في الحكم، بالارتكاز على أداة الدولة، استطاعت أن توسع ملكيتها التي أتتها من التعاون الوثيق مع سلطات الحماية إلى 500.000 هكتار، وهي مساحة جاءت من أملاك الاستعمار الخاص . وكانت الأداة القانونية المستعملة في هذا المضمار هو الظهير الخاص بمراقبة العمليات العقارية. وأدى هذا الإجراء الإداري إلى توجيه المعاملات على أراضي الاستعمار الشخصي نحو سيطرة الأوليغارشية على الثروات الوطنية التي سلبت من الفلاحين المغاربة.”
السي الطيب وشعار : ” لا للظلم والحكرة”
لم يكن أمام الخصوم السياسيين بالمعنى الشاسع للكلمة، وبتواطؤ مع الإدارة، إلا سلاح فبركة ملفات قضائية للزج بفقيدنا في غياهب السجون،حيث كان التحامل عليه قادرا على قلب الوقائع، واستصدار وثائق مزورة، ليصبح الجلاد هو الضحية، والضحية “متهم وجبت إدانته”.. معتقدا بذلك، هذا الخصم السياسي المتعدد، أن الحكاية انتهت، وأن قصة هذا” الفلاح الفقير”، ستكون عبرة للآخرين، هكذا كان فكرهم، ولكنهم لم ولن يدركوا من أين كان يستمد رفيقنا قوته .
فبعدما كان ينهي شعائره الدينية، كان يترجم شعارات الحزب للغة الأم، الأمازيغية، فكان يجد في ذلك قوة لا تضاهى، إذ ظل يردد على الدوام شعارالحزب : “عاهدنا بلال على أن نسير، ودرب النضال طويل عسير”، مما كان يعطي لفقيدنا شحنة النهوض من جديد ، مثل طائر الفنيق، التي تحكي كل الأساطير أنه كان ينهض من رماده ليبعث من جديد، فوظف ذلك كل الشعراء والأدباء الذين تعرضوا للاضطهاد والقمع في كتاباتهم هذا الانبعاث، وكذلك كان فقيدنا، قوة رافضة لكل أنواع الذل والإهانة، حاملا سيفه المعرفي من جديد ، وشعاره الدائم : “لا للظلم ولا للحكرة” ، ويواصل بهذه الروح وبمعنويات مرتفعة، زارعا من جديد ” الرعب ” في صفوف الخصوم، بتواجده الدائم في ميدان المعركة، دفاعا عن حقه، وحق كل المظلومين من منطقته، ورافعا سقف مطالبه اتجاه حقوق كل الفلاحين الفقراء، متشبثا بحزبه ، الحامل لمشروع الحداثة والتقدم، المناضل من أجل دولة الحق والمؤسسات، والعدالة الاجتماعية .
الطيب رمزا من رموز نضال القرب
لم يكن مصطلح نضال القرب قد شاع في الساحة السياسية بعد، ولكنه كان مجسدا فيه، في ممارساته، سلاحه في ذلك رائحة التراب التي لا تفارق محياه، دائم التسلح بحفنة من تراب أرضه، تعطيه نشوة حمل كل الأسلحة المضادة لكل أساليب الخصوم، مجسدا شعار الحزب التاريخي :” القمع لا يرهبنا، والقتل لا يفنينا، التقدم والاشتراكية يذكي النضال فينا “، يرددها على الدوام، ويبتسم.
خاض رفيقنا معركة تختلف فيها الأسلحة : جلاد يدلي بقمعه ودهاليز سجونه وتواطؤ الإدارة ،وضحية يدلي بخريطة لأرض الأجداد شعارها الحق ثم الحق .. وكلما اشتد الحال عليه، يخرج حفنة من التراب من محفظته، التي نسميها “أقراب” بلغة الأجداد، ويشمها، ليواصل نضاله بتبات، ليفاجأ الجميع مجددا بوجوده، وحضوره، وتشبثه بمواصلة المعركة على جميع المستويات، وهو ما أهله ليكون صوتا ممثلا للساكنة في عدد من المعارك الانتخابية، وحاز على مقعده بجماعة “ولقاضي” بإقليم تارودانت، لتزداد المعاناة باستمرار المضايقات عليه،ومحاولات ثنيه عن خوض غمار الانتخابات خوفا دائما من أن يكون سببا في نشر سلسلة من الفضائح الأخرى، لكن رفيقنا كان صنديدا،قويا بايمانه بمبادئه، فانخرط مرة أخرى في الانتخابات، وفاز في جماعة “النحيت” إثر تقسيم الجماعة القروية “وا القاضي”.. ولولا أن الانتخابات كانت معروفة بالتزوير على عينيك أ بن عدي،لفاز في الانتخابات التشريعية لسنة 1993 التي خاضها دائما وأبدا باسم حزب التقدم والاشتراكية .إذ كان رد فعل الجماهير الشعبية التي انتخبته على كل تلك المضايقات وتزوير هذه الارادة الشعبية ، هو : سوا ران سوا اورين ، دادا الطيب اكلان
السي الطيب وجريدة الحزب
في الوقت الذي اعتبرفيه الخصوم السياسيون بالمعنى الواسع للكلمة، ذات يوم، بأن هذا “المشاغب” قد هده التضييق والحرمان والسجن، التجأ لسلاح آخر من أسلحة الفقراء كما كان يحب أن يسميها، جريدة الحزب الذي كان زعيمنا علي يعتة المدير المسؤول عنها، حيث ثم نشر قضيته مرفوقة بصورته، ليتهافت على ذاك العدد من الجريدة الخصوم قبل غيرهم ، فتتحرك كل الآلات والشاحنات والسيارات والهواتف بمنطقتكم ،بحثا عن ذلك العدد لسحبه من السوق، كي لا يطلع عليه المئات مثله في اغرم ونواحي تارودانت، ويدركوا ما لهذا الامازيغي الحر من قدرات خلاقة، وخوفا من أن يعم هذا الأسلوب كل هذه الفئات المتضررة، لكي لا يتحول نعيم المستغلين للحظة ثورة الفلاحين الفقراء واليد العاملة المستغلة في الضيعات الفلاحية، عندما يتشكل الوعي الجماعي للمطالبة باسترداد أراضيهم ، وبالملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، وبالتوزيع العادل للثروات وخيراته ،التي لهم فيها كل الحقوق ..
الفقيد والأوراق المبعثرة
في إحدى المناسبات الحزبية في التسعينات، انتقلنا نحن أمازيغ الأطلس المتوسط وأساسا من مدينة أزرو، المنتسبين للتقدم والاشتراكية، لمدينة الرباط، لنتلقي برفيقات ورفاق حجوا من ربوع هذا الوطن الحبيب، فشدني رجل يوزع الابتسامة على الجميع، بلباسه الرسمي الامازيغي، ودون شعور عانقته بحرارة، قدوة برفاقي الفلاحين الصغار الأمازيغ المنتسبين للحزب بمنطقتنا، دون أن أكون داركا بأني أعانق مناضلا شامخا وهرما من أهرامات حزبنا.. وكان بجانبي كما هو الحال دائما وأبدا، رفيقي وصديقي محمد بن اسعيد،الذي كان يشتغل صحافيا بجانب رفيقنا علي يعته، حيث تبادلا التحية والعناق بالأمازيغية، فحكى لي بن اسعيد جزءا من مساره النضالي .
ومع مرورالأيام، التحقت بالإدارة المركزية للحزب في 2001، بدعوة من الرفيق المصطفى لبريمي الذي كان مديرا للمقر المركزي وإدارته، أستقبل في البداية عدد من الرفيقات والرفيقات وأدرس معهم الملفات التي يحملونها خاصة عدد من القضايا التي تهم المواطنات والمواطنين، وفي خضم هذا النشاط كان لي ثاني لقاء مع رفيقنا الفقيد السي الطيب ، وكان قد بلغ من الكبر عتيا، حاملا ملفاته وشكاويه دون كلل ولا ملل، دائم الاقتناع بأن العدالة المغربية والإدارة عرفتا بعض التغيير الذي واكب المسلسل الديمقراطي ببلادنا، وكان حلمه أن تصحح العدالة ما أفسدته الإدارة ومما أثارني فيه هو كثرة الأوراق المبعثرة التي يخرجها من أقرابه، محاولا ترتيب الأمور معه منذ البداية، وكانت له قدرة عجيبة في الإجابة عن أي سؤال بالحجة، وسألته : كيف يارفيقي تعرف هذه الورقة من تلك ؟ فأجابني مبتسما كعادته : أعرف الورقة من أول حرف فيها ..فاغرورقت عيناني دموعا، لهذا الأمازيغي القح الذي آمن بقضيته حتى النخاع، دون كلل ولا ملل، مؤمنا بمشروعه، وصامدا، منتصرا بذلك على قساوة الجلاد الذي حاول أن ينتزع حقوقه ،لكنه لم يفلح .. فظلت زياراته متكررة للمقر المركزي بالرباط إلى أن شاءت الأقدار أن يفارقنا على بعض خطوات من هذا المكان ..
السي الطيب : العريس
قبل أن يفارقنا، زار المقر المركزي بالرباط إبان التحضير للانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، فالتقى بأجيال متعددة من الرفيقات والرفاق، منهم من يعرف قضيته عن ظهر قلب، مثل الرفيقات سعاد مزوار، مريم الموساوي، خديجة الطويل، الحاجة مينة البلغيتي، والرفاق محمد بن اسعيد، عبد الهادي بريويك ،عبد المالك أنباري ومحمد خليل، ورفيقات ورفاق آخرين من الخلايا المتعددة التي تجندت لخدمة الحزب داخل المقر، علمت بأن من يزور ذاك اليوم المقر،هو أحد جهابدة النضال التقدمي دفاعا عن القضايا العادلة للشعب المغربي، مناضلا ساهم في التعريف بمصلح العدالة الاجتماعية المنصفة ، فكان يومها العريس ،إذ أصر الجميع على أن يأخذوا معه صورا تذكارية…
السي طيب موت مفاجئ على مقربة من المقر المركزي
التقيته آخر مرة يوم مماته ، وكتبت في صفحتي على الفايسبوك ما يلي :
أحد الرفاق الشداد من قيدومي التقدم والاشتراكية يودعنا هذا الصباح
بينما الفقيد أباسيل الطيب المهووس بحزب التقدم والاشتراكية منذ تمرسه النضال إلى جانب علي يعته وعبد الله العياشي وشمعون ليفي وباقي رواد حزبنا، يقوم بطقسه المقدس في زيارة المقر الوطني في كل المناسبات الحزبية وبدونها، ظل هاجس الاطمئنان على الحزب وصحته جزء من حياته، وكأنه يقوم بزيارة لأحد أبنائه و بناته .. فرح أيما فرح عندما زارنا هذا الصباح بالمقر الوطني ليطمأن على نتائج الحزب دون الدخول في التفاصيل كعادته، طرح السؤال علي : هل الحزب نجح أم لا؟ قلت له طبعا تقدم ونجحنا، فقفز من مكانه فرحا متضرعا للعلي القدير بالحمد والشكر وهو في قمة نشوة الفرح ، وأصر على تهنئة الأمين العام الرفيق محمد نبيل بنعبد الله الذي كان متواجدا في المقر.. عانقه بفرح كبير وقال له الله يرضي عليك ملي الحزب نجح ، وتبادلا التحايا الرفاقية ،وقبل كل الرفيقات والرفاق الذين تواجدوا في المقر صباح الجمعة 11 شتنبر 2015، مبتسما كعادته وضاربا لنا لقاء آخر عما قريب.. لكن حتمية الحياة أخذته من جنبنا وبالقرب منا . شارع محمد السادس .
فقدنا رفيقاتي رفاقي رجلا جسد لسنوات طوال إحدى ركائز شعار التقدم والاشتراكية الذي كان معروفا بحزب الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين، إذ كان فلاحا فقيرا ناضل طوال حياته ضد الظلم الذي تعرض له الفلاحون الفقراء بمنطقة اغرم وإقليم تارودانت عموما، لم يكن يأبه للاعتقالات التعسفية التي كان يتعرض لها، إذ كان التواطؤ ضده من السلطات المحلية وذوي النفوذ وبعض الأعيان الذين لم يكن يرقهم مساره النضالي، وما كان الفقيد علي يعتة يواكبه عبر صفحات البيان وعبر الرسائل الموجهة للجهات المعنية لرفع الحيف والظلم على رفيقنا، وبالتالي رفع الحيف والظلم على كل الفلاحين الفقراء بالمنطقة .. وظل حاملا لملفه طوال كل هذه السنوات، عبر كل الواجهات المؤسساتية: فرقنا بمجلسي النواب والمستشارين، جريدتي البيان وبيان اليوم، الأمانة العامة للحزب في شخصي اسماعيل العلوي ومحمد نبيل بنعبد الله.
كما ظل الفقيد حاضرا في كل الأنشطة الحزبية التي ساهمت فيها بالمنطقة الجنوبية، وآخرها كما حكى لي ذلك الرفيق محمد مواد ونحن نتبادل التعازي، حرصه الدائم لتقديم الدعم والتحية للرفيقات و الرفاق بتارودانت إبان الحملة الانتخابية المنصرمة…
كل الكلمات تذبل في الحديث عن هذا الرفيق الذي كرمه الحزب في مؤتمره الأخير سنة 2014، وكان ضيف شرف المؤتمر، يفرق ابتسامته الرودانية على الجميع ، منتشيا بما وصل إليه الحزب من تقدم وتطور وهو الذي حضر جل مؤتمرات الحزب … رحمك الله رفيقنا وأبانا أباسيل
إنا لله وإنا إليه راجعون