المقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية يحتضن حفلا باهرا لتكريم مناضلين ومناضلات من جيل الرواد

نظم منتدى المناصفة والمساواة والشبيبة الاشتراكية، يوم الجمعة الماضي، بالمقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية، حفل تكريم وعرفان بمناسبة النجاح الباهر للمؤتمر الحادي عشر لحزب الكتاب، وذلك لفائدة عدد من مناضلات ومناضلي الحزب، الذين قدموا خدمات جليلة للوطن والحزب ومنظماته الموازية، أساسا المنتدى والشبيبة، مشكلين بتضحياتهم ونكران الذات مصدر إلهام لجيل من الشباب، والنساء داخل الحزب.
ومن القامات النضالية التي حظيت بالتكريم خلال هذا الحفل، الذي تزامن مع تخليد اليوم العالمي للتطوع، الذي يصادف تاريخ 5 دجنبر من كل سنة، والذي أشرفت عليه شرفات أفيلال رئيسة منتدى المناصفة والمساواة، ويونس سراج الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، نجد قامات نضالية طبعت بمسارها المتميز داخل الحزب ومنظماته الموازية، ويتعلق الأمر بالمناضلات كريمة الخالدي، شامة بن الدوم، ربيعة مجط ورشيدة الطاهري، والمناضلين موسى كرزازي، وسعيد السيحيدة.


وقالت شرفات أفيلال في كلمة لها بالمناسبة “إن تنظيم هذه الأمسية الاحتفالية التكريمية تأتي أساسا تتويجا لنجاح المؤتمر الحادي عشر للحزب، حيث اختار كل من منتدى المناصفة والمساواة والشبيبة الاشتراكية كمنظمات موازي للحزب بجعل هذه المناسبة، محطة للامتنان والعرفان، لأسماء طبعت المسار النضالي للحزب، سواء فيما يخص إبراز القضية النسائية، بل وقضايا حقوق النساء بشكل عام، وكذا إبراز دور الشباب المغربي”.
وأكدت أفيلال أن المنتدى والشبيبة، من خلال هذا الاحتفاء التكريمي يسعيان إلى جعله محطة أساسية للتأكيد على الدور المحوري للنساء والشباب، باعتبارهم الفاعلين الأساسيين من أجل التغيير داخل المجتمع ومن أجل الديمقراطية والحقوق والعدالة الاجتماعية، وكذا من أجل اقتسام الثروة”، بل وأيضا من أجل لفت الانتباه والمساهمة في رفع الوعي المجتمعي، بأهمية الانخراط الكامل للنساء، والشباب من أجل تحقيق التغيير في البلاد”.


وقالت في هذا الصدد، “إن التغيير يصنع من طرف نساء وشباب المغرب، وأنه بدون الانخراط الفعلي لهذه الفئات لنصرة القضايا المجتمعية، لن يكون هناك ديمقراطية، أو عدالة اجتماعية، ولن تتحقق الرفاهية للعنصر البشري”، وفق تعبير رئيسة منتدى المناصفة والمساواة.

تكريم الطاقات

من جانبه، أكد يونس سراج، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، أن تنظيم هذا الاحتفاء ليس فقط مناسبة لتكريم بعض الرفيقات والرفاق بل هو لحظة يسعى من خلالها المنتدى والشبيبة إلى إبراز بعض الأسماء الرفاقية، الذين ساهموا من داخل مواقعهم في الحزب أو شبيبة التقدم والاشتراكية سابقا أو الشبيبة الاشتراكية حاليا، أو من داخل الحركة النسائية في الحزب، ملفتا أن هاته الطاقات قدمت الشيء الكثير للوطن من خلال عملها الدؤوب وسط فئات عديدة من الشعب.


وأشار إلى أن المناسبة الاحتفالية تسعى أيضا من خلال هذا التكريم إلى إبراز دور ومكانة الشباب في مجموعة من المحطات والقضايا الأساسية المرتبطة بالوطن، معلنا أن هذا الاحتفاء التكريمي الخاص نظم بشكل مشترك مع المنظمات الموازية للحزب، ويأتي بعد المؤتمر الناجح للحزب، والذي توج بتواجد عدد من النساء والشباب من قيادات المنتدى والشبيبة داخل اللجنة المركزية، كما يأتي الاحتفاء للتعبير عن الامتنان للمنتخب المغربي لما حققه من انتصار بمنافسات كأس العالم في نسخته لسنة 2022 بقطر، والذي أدخل البهجة والسرور على الشعب المغربي”.
وكشف يونس سراج أن تنظيم هذا الاحتفال جاء بدعوة من رئيسة منتدى المناصفة والمساواة، مشيرا إلى أنه تم التحضير له في أفق تسطير برنامج مشترك للاشتغال، وتنظيم فعاليات أخرى مع المنتدى، ومع مجموعة من القطاعات والتنظيمات الموازية لحزب الكتاب.

وخلال هذا الحفل تسلمت المناضلة كريمة الخالدي، درع التكريم من يد ادريس الرضواني، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية سابقا، وقد حرصت الخالدي على تقديم كلمة عبرت فيها عن امتنانها لهذه الالتفاتة، وهذا الجمع الذي ذكرها بأعز سنوات عمرها، حيث قدمت خلال سنوات السبعينات من وجدة إلى الرباط، وانتمت إلى صفوف حزب التحرر، ثم حزب التقدم والاشتراكية.
وأوضحت الخالدي أن تلك السنوات من النضال لم يكن فيها للتعب أو الملل أي مجال، حيث أتاح لها هذا الانخراط السياسي التعرف على مجموعة من الرفيقات والرفاق، وتذكر في هذا الصدد مليكة البلغيثي، الأخوات رقية وخديجة الخياري، وربيعة الناصري، مليكة الناصري، أمينة لمريني ونزهة الصقلي وأخريات كثيرات.
وحرصت على التأكيد على الأثر الجميل لهؤلاء المناضلات سواء على نفسيتها بامتلاك الثقة، أو على مسارها ومصيرها، مبرزة أن العمل النضالي الذي كانت تقوم به إلى جانب رفيقاتها داخل الحزب، كان يتمحور حول العمل من أجل تحقيق مطالب منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، كما أن الهدف وقتها كان هو الرفع من وعي المرأة حتى تتمكن من المطالبة بحقوقها بنفسها، وكان ذلك يتم عبر المساهمة في التجمعات التي كان ينظمها الحزب، وأيضا عبر تنظيم دروس محو الأمية في بيوتنا، وعبر تقديم دروس الدعم المدرسي للتلاميذ والالتقاء بأمهاتهم وتوعيتهم للمساواة في تربية الأبناء بين الذكور والإناث.


وأشارت إلى ما كانت تقوم به مناضلات الحزب على مستوى إشاعة الأفكار، حيث كن يساهمن في البيع النضالي لجريدة البيان في مواقف ومحطات الحافلات وفي الأسواق، كما كن يقمن ببيع جريدة نساء المغرب التي أصدرتها فيما بعد الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب.
والسيدة كريمة الخالدي مناضلة نسائية وحقوقية من الجيل الأول الذي كان له الفضل في جعل القضية النسائية قضية سياسية ومجتمعية ابنة مدينة وجدة، ناضلت في HYPERLINK “\\\\اوقات” أوقات صعبة حيث كان مجرد الحديث عن حقوق المرأة يعتبر من الطابوهات المحرمة، من مؤسسات الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، وأحد الإطارات الجمعوية التي ساهمت وتساهم في الرفع من الوعي المجتمعي حول حقوق النساء ونشر ثقافة المساواة.
وساهمت كريمة الخالدي أيضا في نشر ثقافة المساواة على صعيد مسارها المهني كأستاذة ومربية من خلال حرصها على دمج البعد الحقوقي في المناهج الدراسية.

جيل الرواد

وحظي المناضل موسى كرزازوي بتكريم خاص وتسلم درع التكريم نيابة عنه المناضل محمد الإدريسي، وينتمي هذا المناضل لجيل الرواد المؤسس الذي ناضل مع الرعيل الأول من داخل الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، وهو من مؤطري خلية ثانوية النهضة بسلا، عايش وعاصر وناضل إلى جانب الرفيقات والرفاق داخل الحزب والشبيبة بناحية الرباط.
ويعد كرزازي من المناضلين الأوائل الذي رفعوا مطلب تخفيض سن التصويت والترشح ومجانية التعليم وتوفير الشغل وغيرها من المطالب الاجتماعية والسياسية، كما كان من طلائع المناضلين المؤمنين بعدالة قضية الوحدة الترابية الوطنية للمملكة المغربية، وترافع عنها في المحافل الدولية باسم الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية.


كما حظي بالتكريم المناضل سعيد سيحيدة، الذي يعد قامة من قامات الشبيبة الاشتراكية والشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، وهو من جيل الرواد المؤسس لهذه المنظمة، وكان شاهدا على لحظة الولادة خلال مارس من سنة 1978 بمركز غابة المعمورة، وكان ضمن المكتب الوطني المشكل آنذاك والذي قاد نضالات الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية بناحية الرباط.
ومعلوم أن المناضل سيحيدة في هذا الصدد عاش تجارب رائدة في هذا الباب سواء قبل التأسيس أو بعد التأسيس، وخاصة على مستوى خلايا التلاميذ والطلبة وجمعيات الأحياء والنوادي السينمائية التي كان ينشط فيها ويؤطرها بسلا أو حي يعقوب المنصور بالرباط.
ومن القامات النضالية النسائية التي تم تكريمها، ربيعة مجط، ابنة مدينة فاس، وهي مناضلة حقوقية نقابية ومربية أجيال.
ناضلت ميدانيا وسياسيا داخل حزب التقدم والاشتراكية، وساهمت في نشر الفكر التقدمي وسط الشبان والشابات ووسط الأحياء المهمشة والطبقات الشعبية، وهي ربت أجيال وأجيال، وقد خانتها ظروفها الصحية على الحضور النضالي الميداني ورغم ذلك لازالت تتابع المشهد السياسي والحقوقي بأدق تفاصيله.
كما حظيت بالتكريم قامة نضالية عالية، ويتعلق الأمر برشيدة الطاهري التي تعد إحدى المناضلات الرائدات داخل حزب التقدم والاشتراكية والتي قادت رفقة عضوات من داخل المكتب السياسي للحزب مسار تأسيس الحركة النسائية المغربية، حيث تعد من الجيل الرائد الذي بادر إلى تأسيس الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب كأول هيئة لانبثاق الحركة النسائية، فهي مناضلة فريدة من نوعها، تفيض بالمشاعر الإنسانية النبيلة، ألأمر الذي جعلها تناضل من أجل رفع الحيف والظلم والاستغلال وتحقيق المساواة والعدالة والإنصاف لكل المقهورين والمهمشين في هذا المجتمع، ناضلت بقبضة من حديد منذ الرعيل الأول للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية على القضية النسائية وقضايا الطفولة، واستمرت متشبثة بمبادئها إلى الآن.


ويشير منظمو حفل هذا التكريم، “فلا تعتقدون أن ما تحقق اليوم من مكاسب للقضية النسائية قد جاء من فراغ بل جاء نتيجة تمسك من مناضلات بمطالبهن وتمسكهن بحقوقهن، وتعد رشيدة الطاهري عضوة أول مكتب وطني للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، وأول رئيسة لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، أو منظمة الطلائع عزيز بلال سابقا”.
هذا وحرص المنتدى والشبيبة خلال هذا الاحتفاء تقديم تكريم خاص للمناضلة شامة بندوم، ابنة مدينة آسفي التي تعشقها حتى النخاع، وهي مناضلة وفاعلة سياسية وحقوقية جعلت من قضية حقوق النساء حصان طروادة وخاضت معارك عدة وفي أوقات صعبة منذ السبعينات بدءا من معركة تغيير مدونة الأحوال الشخصية إلى النهوض بالمشاركة السياسية للنساء.
كما أنها ناضلت من جهة ثانية بعد أن أصيبت بالمرض اللعين من أجل الحق في العلاج وتعميم التغطية الصحية ومن أجل مستشفى عمومي يحمي ويضمن الكرامة الإنسانية.

< فنن العفاني

Related posts

Top