بادر حزب التقدم والاشتراكية إلى مراسلة أحزاب يسارية إسبانية وذلك على خلفية استقبال الجارة الشمالية لزعيم ميليشيات «البوليساريو» الانفصالية على أراضيها.
وقد أعرب الحزب، في المراسلات الموجهة لكل من حزب «البوديموس»، والحزب الاشتراكي الإسباني والحزب الشيوعي الإسباني، عن استغرابه لما أقدمت عليه السلطات الإسبانية من استقبال للمسمى إبراهيم غالي بهوية ووثائق مزورة، معتبرا ذلك سلوكا مستفزا وغير لائق بروح الشراكة المتبادلة بين البلدين.
ومن جهة أخرى، أكدت المراسلة أن هذه الخطوة الرسمية والإرادية التي نهجتها سلطات المملكة الإيبيرية توحي بأن مدريد تختصر التعاون مع الرباط، وتنوه به في مجالات محددة بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني والتنسيق في مجالات الهجرة ومحاربة الإرهاب، بينما تتنكر للثقة الواجب توفرها في العلاقة بين البلدين الجارين، وهو ما تم تجسيده من خلال التعاطي السلبي مع السيادة الوطنية للمغرب على كافة أراضيه، والتعامل الإيجابي مع دعاة الانفصال.
إضافة إلى ذلك، شدد الحزب على أن رفضه لهذا الفعل «المخيب للآمال» ينبني على كون المعني بالأمر عدوا للوحدة الترابية للمملكة، والتي تعتبر قضية مصيرية بالنسبة للشعب المغربي، علاوة على كونه موضوع دعاوى جارية، بمحاكم إسبانية، تتعلق بتورطه الشخصي والبـين في جرائم ضد الإنسانية، وفي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المحتجزين في مخيمات تندوف.
ما يلي نص المراسلة:
«يسرنا أن نتوجه إليكم بهذه الرسالة، وننقل إليكم تحياتنا الخالصة واستعدادنا الدائم لتعميق علاقات التعاون والصداقة بين حزبينا.
إننا نريد من خلال مراسلتنا هذه أن نتقاسم معكم استغرابنا لإقدام السلطات الإسبانية على استضافة المسمى إبراهيم غالي، رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، بشكل سـري وتحت هـوية مزورة. ونعتبر أن هذه الاستضافة، التي يتم تبريرها البعدي بأسباب إنسانية، تشكل سلوكا مستفِـزا لا يتلاءم مع عمق وعراقة العلاقات بين شعبينا وبلدينا، ولا يليق أبداً بروح الشراكة المُتبادلة والمُنصفة بينهما.
إن هذه الخطوة الإسبانية الرسمية والإرادية تجعلنا نشعر، في المغرب، بأن إسبانيا تختزل التعاون مع بلدنا وتنوه به في المجالات الاقتصادية والأمنية، وفي محاربة الهجرة والإرهاب. بينما تتنكر للثقة الواجب أن تسود بين الدولتين، وتتعاطى سلبا مع السيادة الوطنية للمغرب على كافة أراضيه، وتتعامل إيجاباً مع أعداء وحدتنا الترابية.
وعليه، فإن رفض حزب التقدم والاشتراكية لهذا الفعل المخـيب للآمال يعود أولا إلى كون الشخص المذكور معاد لوحدتنا الترابية التي تحظى بإجماعٍ وطني متين. وثانيا إلى أنه موضوع دعاوى جارية، بمحاكم إسبانية، تتعلق بتورطه الشخصي والبـين في جرائم ضد الإنسانية، وفي انتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان ضد المُحتجزين في تندوف. وهي الجرائم التي تقتضي، بالضرورة، متابعته قضائياً عوض احتضانه.
بناءً على ذلك، وتأسيسا على روابط الصداقة التي تجمع بين حزبينا، والتزامهما بالدفاع عن الحق والشرعية والمشروعية، وانتصارهما للمصالح المشتركة والإستراتيجية لبلدينا وشعبينا، يتطلع حزب التقدم والاشتراكية المغربي إلى كل المبادرات التي يمكن لحزبكم الصديق أن يتخذها من أجل الإسهام في تصحيح هذا الخطأ الكبير الذي يهدد، بجدية، حاضر ومستقبل العلاقات الثنائية بين بلدينا. وذلك في إطار مقاربة بناءة تقوم على الالتزام بروابط الثقة والتقدير والتعاون المتكافئ بين بلدينا.
إن حزب التقدم والاشتراكية، ليعول على تفاعلكم الإيجابي مع ندائه لكم، باعتباركم جزء لا يتجزأ من القوى الحية الإسبانية، من أجل تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا المشتركة لبلدينا وشعبينا. لا سيما وأنتم تعلمون جيداً أنّ حزبنا، على غرار باقي الأحزاب المغربية، ظل على الدوام مُارضا لمنطق الانفصال بإسبانيا ومنتصرا لوحدتها واستقرارها ونمائها.
وفي انتظار تجاوبكم، تقبلوا، الأصدقاء الأعزاء، تحياتنا الخالصة.»