تشير كل الدلائل التي أعقبت تأهيل الفريق الوطني المغربي لمونديال قطر 2022، على أن البوسني وحيد خاليلوزيتش سيستمر على رأس الإدارة التقنية.
وما يؤكد هذه الفرضية التصريح الذي جاء مؤخرا على لسان رئيس الجامعة فوزي لقجع خص به الزميلة الصباح، إذ لم يخف إعجابه بهذا المدرب المثير للجدل، ووصفه بالشهم المسؤول و»الراجل، بالمفهوم الدراجي بطبيعة الحال، وأنه فضل -حسب رئيس الجامعة دائما- الاستمرار مع المنتخب المغربي، رغم تلقيه عروض مغرية من جهات أخرى.
بهذا التأكيد انتهى الكلام، ولم تعد مسألة التخلي عن وحيد مطروحة، وأنه سيشرف بكل تأكيد على قيادة «أسود الأطلس» خلال المونديال القادم، رغم الأصوات الكثيرة التي ارتفعت بقوة مطالبة بضرورة إحداث تغيير جذري، بالنظر إلى الأخطاء التي راكمها هذا المدرب، سواء من حيث الاختيارات البشرية أو التكتيكية، ودخوله في نزاعات عديدة مع لاعبين بارزين.
إلا أن الاستمرار بنفس المنهجية، ونفس السلوك والعقلية المتحجرة، قرار محفوف بالكثير من المخاطر، وليس من مصلحة منتخب مقبل على تظاهرة كونية، واعتماد مغامرة غير محسوبة العواقب، وهذا ما سبق أن انتبهت له اتحادات دولية أخرى، وجدت نفسها مجبرة على اتخاذ قرار التخلي عن نفس المدرب، قبل مدة قصيرة من موعد انطلاق المونديال، كما هو الحال بالنسبة لاتحادي كوت ديفوار واليابان.
نفس الأسباب التي أدت إلى التخلي عنه، رغم تحقيقه التأهيل، هي تقريبا نفس الأسباب التي جعلت أغلب الأوساط الرياضية المغربية، تطالب حاليا بإقالته مهما كلف ذلك من ثمن.
والأكيد أن التصريح الإيجابي الذي أدلى به لقجع في حق وحيد، بناه على أساس الشعور بالمسؤولية التي يتحملها على رأس الجهاز الجامعي، وكرئيس للجنة المنتخبات الوطنية، وبالتالي فإن من الصعب في نظره التخلي وسط الطريق عن مدرب «بنى منتخب بأكمله، بعد نهاية جيل المهدي بنعطية، وأنه كان وراء اكتشاف أغلب اللاعبين الحاليين، كعز الدين أوناحي وآدم ماسينا وعمران لوزا»، والتعبير دائما للقجع.
ممكن الاقتناع بهذا الكلام، لكن لابد أن نطرخ التساؤل الملح: هل سيستمر بنفس السلوك، ونفس الميزاجية والعناد، ونفس التخبط وغياب المنطق، ونفس التعامل الفظ مع بعض اللاعبين، خاصة الذين لديهم شخصية متقلبة؟
صعب التصديق أن وحيد ممكن أن يتغير بسهولة، أو يقدم بهذه السرعة على مراجعة أفكاره، وأن يلعب دور القائد المتزن والحكيم والحاضن والمترفع عن الخوض في الجزيئات البسيطة، من قبيل خلاف عادي حول طريقة شرب الماء.
استمرار وحيد أمر واقع الآن، والمؤمل أن يتفوق فوزي لقجع بشخصيته القوية وخبرته في إدارة المفاوضات حتى مع أشد النقابات تصلبا، في تليين مواقف وحيد زمانه، وجعله قادرا على تفادي الأخطاء، وأن يعمل على أساس تواجد فريق عمل، وليس الاستمرار في اتخاذ قرارات فردية تتحكم فيها الانفعالات اللحظية.
مهمة أخرى أساسية منتظرة من لقجع، وتتحدد في حتمية استرجاع كل من حكيم زياش ونصير مزراوي لصفوف المنتخب، فلا أحد من الجمهور يتصور مشاركة بكأس العالم بدون هذين اللاعبين.
وعلى هذا الأساس، فالكرة الآن بمرمى رئيس الجامعة…
>محمد الروحلي