عبر الدولي السابق لحسن أبرامي عن فخره بالانتماء إلى فريق الوداد البيضاوي في تسعينات القرن الماضي، مؤكدا أن ما تحقق في تلك الفترة من ألقاب لم يكن من قبيل المصادفة، بل جاء ثمرة عمل واجتهاد كافة مكونات الفريق الأحمر.
وقال أبرامي في حوار أجراه معه بيان اليوم، أن لقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1992 يظل المفضل في مساره، مبرزا أنه عانى من التهميش في المنتخب الوطني أيام المدرب الراحل عبد الله بليندة ما حرمه من المشاركة بكأس العالم 1994.
وأشار أبرامي إلى أنه حظي بفرصة ثانية بفضل المدرب الفرنسي هنري ميشيل، عندما خاض مضيفا أن مشاركة المنتخب الوطني بمونديال 1998 بفرنسا، كانت إيجابية وكانت لتكون أفضل لولا تآمر النرويج والبرازيل.
-كيف تقضي وقتك في فترة الحجر الصحي؟
نواجه هذا الظرف الصعب ونقضي الوقت في البيت في انتظار أن يرفع الله عنا البلاء و الوباء. وفي ثامن ماي الجاري احتفلت مع أصدقائي في الوداد بالذكرى الـ83 لميلاد نادي الوداد، وبالنسبة لنا -الوداديون- هذا إرث وليس عيدا عابرا، وهو حدث مرتبط بمؤسسة متجذرة ننتمي إليها ونعتز بها “وداد الأمة” نتمنى له الاستمرار والتوفيق.
-كانت بدايتك في الوداد سنة 1989 وعبرت مسارا بمحطات عديدة بتركيا والخليج والوداد واتحاد طنجة وأحرزت ألقابا كثيرة: 3 ألقاب في البطولة، 4 ألقاب في كأس العرش، دوري أبطال إفريقيا 1992، السوبر العربي، الكأس الأفرو أسيوية، ما تعليقك؟
بالفعل هذا هو المسار. والحمد لله مارست كرة القدم في فترة مميزة ضمن الوداد مع مجموعة من المواهب الرفيعة، والألقاب التي أحرزناها لم تتحقق صدفة بل بالقوة والإبداع والحضور الوازن في مدار كرة القدم الوطنية وطنيا ودوليا. لاعبون كبار كعزمي والداودي ونايبت وفخر الدين … وجيل آخر كربيع العفوي واللويسي وبنشريفة وغيرهم … عموما فقيمة الإنجازات تترجم حجم اللاعبين والمؤطرين والمسيرين وكذا الجمهور الكبير الحاضر باستمرار رفقة الفريق في الدار البيضاء وخارجها. ولي عظيم الشرف أن أكون ضمن هذه المجموعة ومحظوظ بالتوقيع على هذا المسار والفضل لله الذي وفقني ولعبت لناد عريق وكسبت حب الجمهور.
-ساهمت في تحقيق تسعة ألقاب مع الوداد، فما هو اللقب الأهم بالنسبة إليك؟
أعتقد أنه اللقب الأول في دوري أبطال إفريقيا بالنسبة للوداد سنة 1992. لقب هام في المنافسات القارية، وكان الوداد في حاجة إلى هذا اللقب لينضاف إلى مختلف الألقاب التي تزين خزانة النادي. والإنجاز أسعدني كثيرا ولن أنساه. وجاء اللقب القاري بعد فترة تعذر فيها الإنجاز على جيل سابق بسبب مشاكل شهدتها كرة القدم الإفريقية آنذاك. وحتى جيلنا لم تكن الأرض مفروشة أمامه بالورود. عانينا في السفريات والإقامة ومختلف البلدان التي عبرنا منها وتغلبنا على الصعاب بفضل مكونات النادي وخاصة الجمهور. الوداد أحرز ألقابا عديدة ، ولكل لقب طعم خاص.
-قدمت مردودا هاما لكن يبدو أنك لم تكن محظوظا في المنتخب الوطني، كيف ذلك؟
بالفعل كانت هناك مشاكل. سنة 1993 ليست هي 2020. الفارق كبير. شاركت بفعالية في مختلف المباريات وظهرت بمستوى جيد، لكن يبدو أن المدرب الراحل عبد الله بليندة كانت عليه ضغوط وفي لقاء جمعني به قدم إلي اعتذاره. وأدركت ما وقع وأنه أخطأ في حقي. وفي استجواب صحفي للراحل بليندة في فترة تحضير المنتخب لمونديال 1994 قال إن أبرامي له بنية بعضلات فئة الفتيان وهذا التصريح تم تأويله لدى المتتبعين. أدلى المدرب بهذا الرأي وأنا حاضر بقوة في الملاعب وطنيا ودوليا. خضعت لاختبارات طبية وفنية في الوداد وفي الاحتراف بتركيا وكذا الخليج ونجحت. وتابع الجميع الجدل الذي أثير حول مشاركتي في المونديال 1994، وقراءة في بعض اللاعبين الذين كانوا ضمن اللائحة والفرق التي ينتمون إليها ورؤساؤها تبين أشياء كثيرة. لن أقول أكثر! لاعبون ضمهم المنتخب دون المشاركة في لقاءات دولية ربما لانتمائهم لأندية تنعم بمسيرين لهم حضور مميز آنذاك. لم يكتب لي المشاركة في مونديال أمريكا 1994.
-لكنك عدت لاحقا لأحضان الفريق الوطني، أليس كذلك؟
عند التحاق المدرب الراحل هنري ميشيل بالمنتخب الوطني وجه إلي الدعوة ضمن لاعبين من الدوري الوطني. وكان لي الشرف أن أشارك في مباريات إقصائية في مساري كأس أمم إفريقيا والمونديال. وسبعون في المائة من لاعبي هذه المجموعة انتقلوا إلى الاحتراف. وكانت المشاركة في كأس العالم بفرنسا 1998 إيجابية وهامة حيث كنا الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني لولا تآمر منتخبي البرازيل والنرويج في وقت انتصرنا فيه على اسكتلندا بثلاثة أهداف دون رد. خرجنا من المسابقة بشرف والأهم أننا حظينا باستقبال من المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني في القصر الملكي ووشحنا بأوسمة. وهذا أكبر إنجاز ومكسب يتمناه كل رياضي.
– بعد الممارسة كهاو ومحترف، انتقلت إلى عالم التدريب، ما هو طموحك مستقبلا؟
نعم كان لي شرف ممارسة كرة القدم في الهواية وفي الاحتراف. أحرزت ألقابا وحملت قميص المنتخب الوطني.الآن أتمنى تحقيق نتائج مميزة في مجال التدريب حيث أشتغل حاليا وأجتهد خدمة لكرة القدم الوطنية.
حاوره: محمد أبو سهل