فعلا تأخرنا كثيرا.. نصر الله بني

تأخرنا ونبتسم 
وكم استعرنا من المواقف 
حتى تغيرت فينا العواطف
تأخرنا كثيرا 
إبني 
وشمعة مبتسمة من حر بكائها
تحترق جنونا 
كي تنير فكرنا 
تغمزنا بعشق 
قبل أن تستعير ضوء النور 
وتموت في الظلمة
وتقيم جنازتها على ركح العتمة 
تأخرنا 
ولم نقرأ جراح عينين 
لطفل 
يشرب دموعه عسلا 
ويبتسم جرحا كما لو أنه الرضاب.. 
عينان ترقصان 
على سمفونيات ناي عتيق
وشجرة زيتون مهجورة 
قبس نور.. كجمرة متناهية 
تأخرنا كثيرا إبني 
نصر الله 
تأخرنا ولم نفتت الخبز للحمام 
ولم نشرب ماء 
بحرنا
ونبيذنا أغلى من عطر مصنوع من العنب
وأفكارنا صارت تسكن
خرابة اليمام 
المهجورة 
تأخرنا كثيرا … كثيرا 
أيها الطفل الصغير 
الجميل 
المتعدد  النظرات 
الحابل بالحياة 
لا تقلق 
وتذكر اسمك 
واسم وطنك 
واشرب حليبك وتذكر قصة البجع 
في بحيرة قصتنا الحالمة 
وكيف رقصنا
سويا 
في مدينة اللوز
وكم كانت العنقاء دليلك ؟؟
فعلا تأخرنا
تأخرنا كثيرا 
نتوهج حلما 
وما زلنا لا نعلم من نكون ؟؟؟ 
لا تستعن 
يا نصر الله 
بمن يقول لك دعك مني 
ابتعد عني 
دعه يرحل ودعه
يرمقك بعيون ساخرة 
ويمشي على سجية البجع 
ففي عينيك أشياء من البلاغة ما  تعجبني
فقد تأخرنا كثيرا 
وما زلنا في مهد الحلم 
نحلم 
وقد وضعت قدمي 
في طريق أرذل العمر 
ولا شيء يتعبني 
لاشيء بات يعجبني
وفي عينيك تحد لسكان قصيدتي 
تحد لمشنقة 
الفكرة المغتصبة  
وفي عينيك
 تساؤلات لا تشبه تساؤلات الله 
ولا الأنبياء
في عينيك
حب؛ 
سخاء؛
وكتب مقدسة شبه ممزقة؛
وحكاية الملائكة الصغار 
الهاربين من لعبة النرد
والشطرنج 
في عينيك بستان أعمق 
من كل التساؤلات 
الهاربة نحو الحياة 
نحو آلهة منسية 
نحو رسام يرسمنا 
ونقاش يعيد نقش الحياة فينا 
كي نبقى ذكرى في بعض محافل الدموع
وجنازة تمطرك بالشهادات 
وننسى 
فقد تأخرنا كثيرا 
وفي أحلامك طفلي 
حب على ضيق 
حب على حجر 
حب على عشب 
وفي فلسطين طفل ينام 
دون حضن أم 
أو أب
أو أخ 
طفل دون منامات 
أو حكايات 
تأخرنا 
وسيدة البيت لا تنظف فمها من حلم الغد 
تحارب فراشات الليل 
تتأفف من أزيز الذباب 
تأخرنا 
في خضم البحث عني وعنك 
وتهنا في خضم السؤال

< شعر: عبد الهادي بريويك 

Related posts

Top