لم يعد هناك مجال للشك، أن منافسات النسخة العاشرة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، ستعرف أطوار قوية ومثيرة إلى آخر دورات من بطولة هذا الموسم، الذي سيستمر تحت إجراءات البرتوكول الصحي، المعتمد من طرف السلطات العمومية وزارة الصحة، حتى إشعار آخر
ومن المؤكد أن القوة التي انطلقت بها بطولة هذا الموسم، والتي تتشابه إلى حد كبير مع الدورات الأخيرة من النسخة الماضية، ستتواصل بنفس الوثيرة والندية، وبالتالي، فان الأندية التي أظهرت تواضعا خلال الدورات الأولى، ستتعذب كثيرا، قصد الوصول إلى ضمان التوازن المطلوب ببطولة، لن ترحم الضعفاء
ويتبين من خلال النتائج المحققة خلال الدورات الأربعة الأولى، أن هناك كالعادة تقسيم للأندية إلى ثلاثة فئات، هناك الكوكبة الراغبة في لعب الدوار الأولى، وهى الفرق التقليدية التي تعودت على حضور سنوي لافت، وهناك الفئة الطامحة إلى مكان آمن بوسط الترتيب، عملا بمثال : “نحن بسلامة نفرح
أما الثالثة والأخيرة، فهي تلك المعذبة فوق الأرض، صاحبة المراتب المسماة بالمكهربة، المهددة بالنزول أو لعب مباراة السد، وهو المستجد الذي ستعرفه بطولة هذا الموسم، والذي ستتم المصادقة عليه خلال الجمع العام القادم، كاقتراح اتفق عليه المكتب الجامعي في آخر اجتماع.
ومن مميزات الدورات الأولى، هناك تألق الفريقان الصاعدان، شباب المحمدية والمغرب الفاسي، حيث أظهرا معا مستوى لافتا، تحت قيادة مدربين وطنيين شابين، هما أمين بنهاشم وعبد اللطيف جريندو، حققا نتائج طيبة تمثلت في حصد انتصارين، تعادلين وبدون هزيمة، بمجموع ثماني نقط، يحتلان مناصفة المرتبة الثالثة، وراء، كل من الرجاء والوداد البيضاويين، واتحاد طنجة المحتل للمرتبة الثانية، وصاحب أكبر مفاجأة مع بداية بطولة هذا الموسم
وإذا كان هناك حضور لافت لكل من الشباب والماص، وأيضا ممثل عاصمة البوغاز، فان هناك أيضا تواضع مقلق لفريقين عريقين، وهما الدفاع الحسني الجديدي ومولودية وجدة، اللذان يقبعان معا بالمرتبتين الأخيرين، وبحصيلة نقطة واحدة، وبدون انتصار، وثلاث هزائم، وبأضعف خطي دفاع، إذ دخلت مرمى الفريق الدكالي تسعة أهداف، بينما تلقت شباك سندباد الشرق سبعة.
في نفس السياق، يصنف فريق حسنية أكادير، الذي لا يطمئن مرة أخرى جمهوره الغيور، بعد المعاناة التي عاشها الموسم الماضي على مستوى منافسات البطولة، رغم تألقه بكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد أن تمكن من الوصول لنصف النهاية وخسرها أمام فريق نهضة بركان، المتوج على حساب بيراميدز المصري في المباراة النهائية
والتركيز على الأندية الثلاثة.. الدفاع، الحسنية، ومولودية وجدة، يعود إلى تاريخهما وعراقتهما، وأيضا خيبة الأمل التي تعبر عنها فئات واسعة من الجماهير الرياضية العاشقة لهذه الأندية، وانتمائها لمدن كبيرة تتوفر على إمكانيات مهمة، وبالتالي، فان الظهور المتواضع غير مقبول، بالنظر الى المميزات التي ذكرناها
ننتظر إمكانية تدارك الأمر خلال الدورات القادمة، قبل إنهاء الشطر الأول من البطولة، وفي حالة الإخفاق في إصلاح أخطاء البداية وما أكثرها، فالمؤكد أن موسما صعبا ينتظر الأندية، التي لن تتمكن من تجاوز على حاجز العشرين نقطة خلال مرحلة الذهاب
>محمد الروحلي