قلعة السراغنة: قافلة إنسانية بجماعة الدشرة… تشجيع التمدرس وحل مشكل الولوج إلى الماء الصالح للشرب

نظمت جمعية “كازا شباب”، نهاية الأسبوع المنصرم، قافلة إنسانية وتضامنية بالجماعة القروية الدشرة، هادفة إلى تحسين ظروف عيش ساكنة هذه المنطقة التي تبعد بحوالي 20 كلم عن مدينة قلعة السراغنة، من خلال تشجيع التمدرس وحل مشكل الولوج إلى الماء الصالح للشرب.     
جسدت القافلة ذات الطابع الإنساني والتضامني التي نظمتها جمعية “كازا شباب”، نهاية الأسبوع المنصرم، بالجماعة القروية الدشرة، التابعة لإقليم قلعة السراغنة، مساهمة المجتمع المدني في تحسين ظروف العيش ساكنة هذه المنطقة التي تبعد بحوالي 20 كلم عن مدينة قلعة السراغنة.  ورامت هذه المبادرة الإنسانية والتضامنية، التي نظمت بشراكة مع عدد من المغاربة المقيمين ببلجيكا ولوكسمبورغ، تعزيز ولوج الساكنة المحلية إلى الماء الصالح للشرب والتشجيع على التمدرس بالوسط القروي، خاصة لدى فئة الفتيات.
ومن خلال هذه المبادرة، تم حفر بئر وتجهيزها بالطاقة الشمسية لتزويد ساكنة المنطقة التي تقدر بأزيد من خمسمائة شخص بالماء الصالح للشرب، لاسيما وأن المنطقة عرفت مؤخرا نقصا على مستوى الفرشة المائية، مما جعل الساكنة تنتقل إلى مناطق مجاورة لجلب الماء، وهو ما سيساهم، لا محالة، في محاربة ظاهرة الهدر المدرسي بإتاحة الفرصة لفتيان وفتيات هذه الجماعة القروية لاستغلال أوقاتهم في التحصيل والتعلم.
 كما تمت، بهذه المناسبة، تهيئة وتجهيز مكتبة وسائطية بمجموعة من الكتب والقصص والحواسب وتوفير الربط بشبكة الإنترنت، مما سيعمل على الحد من ظاهرة الهدر المدرسي وتمكين الناشئة من التعامل عن قرب مع المعدات المعلوماتية.
وتندرج هذه القافلة ضمن برنامج سنوي لجمعية “كازا شباب” على الصعيد الوطني، تسعى من خلاله إلى تشجيع التمدرس وحل مشكل الولوج إلى الماء الصالح للشرب في بعض المناطق النائية بالعالم القروي، والتي تعتبر مكملة للجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والمجتمع المدني على الصعيد المحلي لفك العزلة وتحسين ظروف الساكنة بالوسط القروي.
وفي هذا السياق، أبرز رئيس جمعية “كازا شباب”، محمد بنعيسى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء الأهمية التي توليها الجمعية للمبادرات ذات الطابع الإنساني، لاسيما تلك المتعلقة بتمكين بعض الجماعات من التزود بالماء عبر حفر الآبار، والتي تخلف آثارا إيجابية لدى الساكنة.
وأضاف أن هذه البئر، التي يبلغ عمقها 172 متر بكلفة مالية تقدر بحوالي 90 ألف درهم، كفيلة بتزويد هذه الجماعة بالماء الصالح للشرب بالإضافة إلى خمسة دواوير أخرى، مشيرا إلى أن هذه القافلة تضمنت كذلك تجهيز مكتبة بمجموعة من الكتب والقصص فضلا عن عدد من الحواسب والأجهزة المعلوماتية.
وفي تصريح مماثل، نوه عمارة بوطيب، وهو فاعل جمعوي، بمبادرة جمعية “كازا شباب” والمغاربة المقيمين بلوكسمبورغ وببلجيكا، التي مكنت من استفادة المنطقة من برنامجها الوطني، من خلال حفر بئر ستوفر على أبناء الجماعة القروية عناء اللجوء إلى مناطق أخرى لجلب هذه المادة الحيوية، كما سيمكن الفتيان والفتيات من استغلال الوقت الذي كانوا يستعملونه في جلب الماء من أجل التحصيل والدراسة.
ومن جانبها، أعربت ناتالي جاكوب من لوكسمبورغ عن سعادتها بزيارة المغرب والمشاركة في هذا العمل الاجتماعي والتضامني، مثمنة قيم حسن الاستقبال والانفتاح على الغير والتضامن التي يتسم بها المغاربة.
وفي السياق نفسه، أبرز أمين مغاري، عضو جمعية “كازا شباب” وهو من المغاربة المقيمين بلوكسمبورغ، أهمية هذا النوع من الأنشطة بالنسبة لساكنة العالم القروي، مضيفا أن هذه المبادرة شكلت مناسبة للأجانب المشاركين في هذه القافلة من اكتشاف والوقوف على قيم التقاسم والمحبة وحسن الاستقبال التي يتميز بها الشعب المغربي.

Related posts

Top