ثلاثة أيام قبل انطلاق المؤتمر الوطني 11 لحزب التقدم والاشتراكية، يتواصل عمل اللجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر للاستعداد لهذه المحطة الوطنية الهامة في المسار السياسي الوطني عموما وفي مسار حزب “الكتاب” خصوصا.
من ضمن هذه اللجان، لجنة التواصل والعلاقة مع الصحافة التي يرأسها كريم تاج عضو المكتب السياسي ويشتغل بها فريق من المناضلات والمناضلين الذين يسارعون الزمن منذ شهور من أجل وضع خطة تواصلية ناجعة، من خلال تقسيم مراحل العمل عبر مرحلة ما قبل المؤتمر وما تتطلبه من تعبئة تواصلية ونقاش سياسي بخصوص وثائق المؤتمر، والمرحلة الثانية التي تشكل الإعداد التقني للمؤتمر، ثم مرحلة إدارة التواصل خلال أيام المؤتمر.
اللجنة التي تعمل على جوانب مختلفة تهم الجانب الإشعاعي للنقاش السياسي الجاري داخل الحزب وخارجه بخصوص المؤتمر، والجانب التقني الذي يروم الجانب التواصلي التقني قبل المؤتمر وخلال انطلاق أشغاله، وما يرافق ذلك من وضع خطط تواصلية وبنية خاصة للاستقبال خلال المؤتمر مع استحضار العلاقة مع الصحافة، والإسهام في إنجاح عمل الصحفيين في هذا الصدد.
“بيان اليوم” عاينت المجهود التواصلي الذي انطلق منذ أشهر، والذي دخل في نسق تصاعدي مع بداية العد العكسي للمؤتمر، حيث رصدت طريقة عمل اللجنة وكيفية تقسيم أدوارها واشتغالها.
البداية كانت مع تخصيص برامج تواصلية للتعريف بوثائق المؤتمر وتصوراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا الحقوقية، وكل ما يتعلق برؤية الحزب، والتي جرى إبرازها بشكل جلي أسابيع قليلة قبل المؤتمر من خلال برنامج “استوديو الكتاب”، هذا البرنامج الأخير رصد نقاشا بين أعضاء المكتب السياسي للحزب الذين ساهموا في إثراء النقاش وبين أساتذة وفاعلين قطاعيين حول هذه التصورات التي جاءت بها وثائق المؤتمر الوطني الـ 11.
إلى جانب هذا النقاش، جهود أخرى تبذل بالموازاة مع ذلك، حيث تضع خلية تواصلية اللمسات الأخيرة على وضع بنية استقبال الصحفيين وسبل تذليل عملهم، ووضع جميع التصورات اللازمة من أجل إنجاح هذه المحطة الحزبية الهامة تواصليا وتحقيق الإشعاع المنشود لها، في أفق تحقيق الرهانات الكبرى المنتظرة منها.
أيضا، إلى جانب هذه الجهود، ومع اقتراب المؤتمر أكثر، يشرع فريق تواصلي في وضع قاعدة المعطيات الخاصة بالمؤسسات الصحفية والإعلامية، إذ أنشأ لهذه الغاية موقعا خاصا من أجل تسجيل اعتماد الصحفيات والصحفيين وتيسير رقن بياناتهم للحصول على اعتماد خاص من أجل متابعة أشغال المؤتمر.
في هذا الإطار وللإطلاع أكثر على تفاصيل اشتغال هذه اللجنة، أجرت “بيان اليوم” حوارا قصيرا مع رئيسها كريم تاج والذي سيقربنا أكثر من عمل هذه اللجنة.. فيما يلي نص الحوار:
> بداية، ما هي أبرز الاستعدادات التي تقومونا بها على مستوى اللجنة من أجل مواكبة أشغال المؤتمر المرتقب افتتاحه الجمعه المقبل؟
< بمناسبة أي مؤتمر وطني للحزب، طبيعي أن تكون هناك استعدادات قبلية، وطبعا نحن اليوم على مشارف المؤتمر الوطني الحادي عشر الذي ستحتضنه مدينة بوزنيقة ابتداء من الجمعة المقبل وإلى غاية الأحد، 11/12/13 نونبر الجاري، انطلق عمل مختلف اللجان ومن ضمنها لجنة التواصل، وهذا أمر طبيعي ويسير إلى حدود اليوم بشكل جيد.
هناك الجانب التنظيمي المتعلق باستعدادات الفروع الإقليمية بالخصوص، وباقي الهيئات الحزبية الأخرى المعنية بالمؤتمر، وهناك أيضا الاستعدادات السياسية التي تتعلق بالخصوص بالإعداد والمصادقة على مشروع الوثيقة السياسية، التي بالمناسبة وكما يعلم الجميع هي مطروحة للنقاش داخل الحزب.
هناك أيضا استعدادات فيما يخص الجوانب اللوجستيكية والجوانب الأخرى المتعلقة بتنظيم هذا المؤتمر، وهناك بعد أساسي متعلق بالعمل التواصلي في أفق المؤتمر، هذا العمل وكما هي عادة حزب التقدم والاشتراكية يكون عملا معمقا ويكون بشكل عرضاني يتقاطع مع عمل مختلف اللجان والهيئات الأخرى، أي أن العمل الذي نقوم به هو إبراز مختلف الجهود التي تتم على مستوى كافة الهيئات الوطنية والجهوية والإقليمية، ثم على مستوى القطاعات الموازية، وبالتالي فالعمل يجري بشكل متواز مع العمل الذي يقوم به مختلف المناضلات والمناضلين بالهيئات الأخرى ونبذل جهودا من أجل مواكبتهم في ذلك تواصليا.
> رصدتم للعملية التواصلية مجموعة من البرامج ومجموعة من التصورات، ما الهدف من ذلك وما الذي تطمحون إليه من خلال هذه الدينامية التواصلية؟
< اليوم ما يهمنا في العملية التواصلية بالخصوص هو التعريف بمضامين مشروع الوثيقة السياسية التي ستعرض أمام أنظار المؤتمر، ومن أجل ذلك قمنا بالعديد من المبادرات، بعضها داخلي وبشكل ذاتي، وبعضها الآخر الذي هم الانفتاح على شراكات خارجية مع مؤسسات وهيئات إعلامية، حيث تم في هذا الإطار العمل على إخراج مبادرة “استوديو الكتاب” وهي عبارة عن مجموعة من الحلقات المصورة التي تتناول مختلف المحاور الأساسية للوثيقة السياسية من خلال نقاشات بين ممثلي الحزب وفاعلين من آفاق مختلف، وتناولنا خلالها السياق الذي ينعقد فيه المؤتمر بارتباط مع القضية الوطنية والتحولات التي يعرفها العالم، والأزمة العالمية المطروحة اليوم، العلاقات الدولية والنظام العالمي الجديد الذي هو في طور الولادة، وهذا كله طبعا في خضم موقع الحزب والتفكير في مواقفه بهذا الخصوص، وكذا التفكير في تصورات الحزب وكذا الموقع الذي يجب أن يحتله المغرب دفاعا عن مصالحه الوطنية وقضاياه الاساسية وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.
هناك كذلك الجانب المتعلق بالوضع الاقتصادي بالبلاد والتحديات المطروحة في هذا الجانب، خصوصا مع الوضع الاقتصادي الصعب مع الأزمة العالمية وارتفاع أسعار المواد الأولية وتداعيات ذلك على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، ثم هناك قضية لاسامير بارتباط مع ازمة المحروقات وأهم الإشكالات المطروحة على هذا المستوى، وعدد من القضايا الأساسية التي للحزب مواقف وأفكار بخصوصها وتصورات ضمن وثيقته السياسية التي ستناقش خلال المؤتمر.
تناولنا أيضا من خلال هذه البرامج المسألة الاجتماعية بتشعباتها المختلفة وأساسا ما يتعلق بالتغطية الصحية الشاملة، المسألة الثقافية ومسألة القيم وكيف ينظر حزب التقدم والاشتراكية للمسألة الثقافية، ثم كذلك تناولنا الجانب السياسي والمؤسساتي ومآل المسار اليدمقراطي في البلاد، بلورة الدستور، وعدد من القضايا ذات الراهنية والتي نعتبرها أساسية.
بغية ذلك، اشتغلنا مع مؤسسات إعلامية التي استضافت قيادات من الحزب وأطر من أجل الحديث عن الرهانات السياسات والتنظيمية للمؤتمر، الانتظارات والعرض السياسي الذي يقدمه حزب التقدم والاشتراكية من خلال مؤتمره خصوصا، كما ذكرت في ظل السياق الدولي والوطني الحالي، أيضا نطمح من خلال هذه العملية التواصلية إلى تقديم الأجوبة حول معنى البديل الديمقراطي التقدمي الذي يقترحه الحزب من خلال مؤتمره الوطني.
بالمناسبة، نحن، أيضا، نشتغل على فيلم مؤسساتي والذي سيعرض خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وهو فيلم سيحكي سيناريو ما نعتبره في الواقع قصة نجاح الحزب خصوصا في المرحلة الأخيرة، التي تربط بين المؤتمر الوطني العاشر والمؤتمر الوطني الحادي عشر، التي لم تكن فترة سهلة، إذ كانت فترة مليئة بالصعاب وبالتحديات، طبعتها مجموعة من الأحداث، الخروج من الحكومة والاصطفاف في المعارضة، جائحة كورونا، الانتخابات، وهي مرحلة عشنا خلالها دينامية داخلية وكان الحزب مطالب باتخاذ مواقف والتعامل مع مجموعة من القضايا والملفات والأحداث، وكل هذه الأمور سنقدمها من خلال الفيلم في قالب فني متميز، والعمل عموما ما يزال جاريا لوضع اللمسات الأخيرة على كل هذه الجهود المبذولة قبل انطلاق ساعة المؤتمر.
> إلى جانب هذا، كيف تعملون بالموازاة مع ما هو وطني في مواكبة ما تقوم به الفروع الإقليمية والجهوية، وما هي التحديات الأساسية المطروحة عليكم اليوم خلال هذا المؤتمر؟
< في سياق ذلك، نواكب كل الأعمال التحضيرية التي تقوم بها مختلف هيئات الحزب سواء تعلق الأمر بالقيادة الممثلة في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، أو تعلق الأمر بالفروع الإقليمية التي انطلقت منها دينامية متصاعدة.
كل هذا نقوم بها من خلال الجانب التواصلي عبر صناعة المحتوى التواصلي وتقديم الأجوبة على الاسئلة التي نعتبر أن الناس تطرحها بخصوص الوثيقة السياسية كما ذكرت سابقا، أو القضايا التنظيمية الداخلية، ما يتعلق بالتجديد في قيادة الحزب، الأمانة العامة، وكل ما هو مرتبط بالمرحلة المقبلة.
بالنسبة لمسألة التحديات، فنحن نسعى من خلال هذا النسق التواصلي إلى أن نركز على مسألة أساسية وهي الرسالة التي نود لفت أنظار الرأي العام إليها وكذلك مختلف الرفاق والرفيقات، وهو أن المهم هو ما سيأتي وأن التحدي الكبير هو الذي سيأتي ما بعد المؤتمر، أي أن نبلور كيفية الاشتغال الجديدة، أي كيف يمكن أن نصنع أو نطور عملنا الحزبي وأساليب النضال وطرق الاشتغال مع مختلف فئات المجتمع، وحمل القضايا الأساسية للمواطنات والمواطنين. أن نسعى كذلك، إلى التفكير خلال المرحلة المقبلة في الكيفية التي يمكن من خلالها أن نكون منظمين بكيفية فعالة، الكيفية التي يمكن من خلالها الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال التواصل من أجل العمل التنظيمي الحزبي.. وهذه هي التحديات الحقيقية المطروحة علينا كمناضلين خلال الأربع سنوات المقبلة.