كل شيء يحدث لسبب ما..

تسوء الأمور بشكل كبير.. تشعر بالحصار وكأن بقعة الأمل تختفي يوما بعد يوم . تشعر بالتيه وكأنك واقف لوحدك على لوح خشبي صغير وسط محيط واسع.. دون وجهة ودون هدف..
في الوقت الذي تفقد فيه الأمل في أن كل شيء سيتغير، وفي قدرتك على مجابهة الوضع، يتحول اللوح في لمح البصر إلى بساط طائر يحملك إلى الشط.. وكأن شيئا لم يحدث قط.. وكأن الأمور كلها على ما يرام..
محاولتنا فهم بعض الأشياء أحيانا لا تقحمنا سوى في دوامة من الحلقات المغلقة: سبب فشلنا رغم كل تلك المحاولات التي قمنا بها، إحساسنا بالوحدة رغم كثرة معارفنا، شعورنا بالحزن رغم أننا بلغنا أوج نجاحنا..
لماذا أنا؟
لماذ يحصل ذلك؟
لماذا الآن بالضبط؟
تفشل بعض العلاقات فنعتقد أننا انتهينا، وأننا لن نتمكن البتة من إيجاد رفيق أفضل.. وأننا على هاوية الحياة وقد نقع في أية لحظة.. تمر فترات من الزمن تجعل منا تلك التجربة أشخاصا أقوى بكثير فنرفع من عتبة انتقائنا لرفاقنا..
قد نفشل في مشروعنا الأول ونبكي ونتحسر لأعوام، فتظهر فجأة فرصة أخرى تتوافق أكثر وميولاتنا، فرصة لطالما حلمنا بها واعتقدناها مستحيلة.. ولو نجحنا في ذلك المشروع لما تمكنا من تغيير الوجهة نحو ما هو أفضل حقا لنا.
يكون أحيانا الفشل نعمة.. عظيمة هي المفاجآت التي تختفي تحت عباءة ما نطلق عليه نحن: فشلا..
يقر أرسطو بأنه لكل شيء يحدث لك اليوم هدف، لأنه يحولك إلى الشخص الذي أصبحت عليه اليوم. عندما نؤمن أن كل شيء يحدث لسبب ما، حينما تفشل، تدرك قيمة النجاح.. وحينما تخطئ تعرف الطريق للمسار الصحيح.. حينئذ سنتجنب الوقوع في مستنقع لوم الذات الضحل..
«أؤمن بأن كل شيء يحدث لسبب ما. يتغير الناس لكي تتعلم أن تتخلى، تسير الأمور بشكل خاطئ لكي تتعلم كيفية تقديرها عندما تكون صائبة، تصدق الكذبات لكي تتعلم أخيرا ألا تثق بأحد غير نفسك، وأحيانا تنهار أشياء جيدة لكي تسقط أشياء أفضل سويا». (مارلين مونرو).
فكرة الإيمان بأن لكل هاته الفوضى سببا، سيسمح لنا بأن ننظر عن كثب إلى حياتنا ونختار الأشياء التي لها معنى لنا، والتي تجعلنا نتخذ قرارات أفضل في المستقبل..

بقلم: هاجر أوحسين

الوسوم , , , ,

Related posts

Top