لا للفتنة

يتابع الرأي العام الرياضي الوطني بكثير من القلق تداعيات الخلافات التي أصبحت تبرز بين الفينة والأخرى حول قضية من القضايا أو تعدد وجهات النظر أو صدور انتقاد أو موقف من المواقف التي تبقى عادية ومألوفة بل ومطلوبة، خاصة في المجال الرياضي.
إلا أن الانحراف هذه الأيام في ردود الفعل وصل هذه المرة إلى درجة مبالغ فيها، وتحويل الاختلاف إلى خلاف حقيقي، مع أن الموضوع وفي كثير من الحالات لا يحتمل كل هذا الانزلاق الذي يمكن أن يحمل عواقب وخيمة لا أحد يتوقع مداها ولا نتائجها، ولا وانعكاساتها الوخيمة.
ما يحدث حاليا من خلاف بين جزء عريض من جمهور فريق الرجاء البيضاوي وزملائنا في أثير (راديو مارس) غير مقبول تماما، خلاف دفع به البعض سامحهم الله، لكي يتطور إلى حد المواجهة، مع ما يحمل ذلك من أخطار.
مواجهة تطورت إلى حدود رفض الاعتذار كما جاء على لسان الزميل لينو باكو، الصحفي الرياضي الذي لا يمكن لأي أحد أن يشكك في حبه للمغرب والمغاربة، وتشبعه حتى النخاع بالثقافة المغربية الأصيلة، وتعلقه بالدار البيضاء والبيضاويين.
قد يخطئ أحيانا الصحفي في تعبير ما، أو يصدر عنه رد فعل غير مقبول، فهو بشر معرض للخطأ، وجل من لا يخطئ، ومهنة الصحفي كما هو معروف دوليا، تعرض صاحبها في الكثير من المرات للانتقاد، لكن الأمر ينتهي لحظة تقديم اعتذار، ولينو باكو قدم اعتذاره على المباشر.
ومع ذلك لم تتوقف الحملة التي تعرض لها أغلب العاملين داخل محطة (راديو مارس) من سب وقذف وشتم وإساءة لأعراض الناس، بل وصل الأمر إلى حد التهديد بالاستهداف الشخصي، وهذا أمر مرفوض تماما، ومن الضروري وضع حد لهذا النزاع بشكل عاجل.
الرجاء ناد كبير بتاريخه ورجالاته وجمهوره، وهو من مفاخر الرياضة الوطنية، أسسه الرواد على أساس مبادئ الوطنية الصادقة، وكثيرا ما عبر الرجاويون الأحرار داخل المغرب وخارجه عن حبهم لوطنهم والاستعداد للدفاع عنه في كل الأحوال والظروف، وهذه حقيقة لا يمكن لأي أحد أن ينكرها أو يزايد بشأنها.
ما يحدث حاليا على الساحة كان يقتضي تدخل الحكماء من أجل رأب الصدع والحد من التداعيات وإيجاد حلول تبقي الاختلاف في حدوده الدنيا، حتى لا يتطور إلى ما لا تحمد عقباه، وأن يتوقف البعض عن النفخ في الجمر، و”التهييح” وتصوير الأمر وكأنه مسألة حياة أو موت، وأن هناك من يستهدف الرجاء في وجودها، وهذا غير صحيح نهائيا، فالرجاء أكبر وأقوى من أن يسيء لها تصريح أو تعبير في كلام عابر.
مرة أخرى ننتظر تدخل الحكماء، قصد وضع حد لتطور خلاف إلى فتنة، لأن الفتنة، وكما جاء في القرآن الكريم، “أشد من القتل”…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top