حقق المغرب باستضافته مسابقة كأس العالم للأندية، نجاحا تنظيميا وجماهيريا، وضعه ضمن قائمة مصاف الكبار، على مستوى تنظيم التظاهرات الرياضية الدولية.
كسب المغرب الرهان خلال مدة زمنية قياسية، بل أنقذ مسابقة كانت على وشك الإلغاء، قدم تضحيات كبيرة من الناحية المالية، ووظف كل الطاقات والكفاءات على جميع المستويات، ليقدم في الأخير نموذجا مثاليا، نال كل عبارات التقدير والثناء وحتى الإشادة.
ولعل أبرز شهادات التقدير، تلك التي جاءت ليس فقط، من طرف خبراء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بل من طرف نجوم كبار أمثال لاعبي نادي ريال مدريد الإسباني البطل، ومدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، هذا الأخير الذي فاجأ العالم بأخذ صورة، وسط مركب الرباط ملتحفا بالعلم المغربي، كعربون حب ووفاء، لشعب وقيادة بلد، الكل احتضن العالم بكثير من الود والسخاء.
ليست هذه المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ فالمغرب يمثل محور كل المخططات المستقبلية التي تفكر فيها، سواء (الفيفا) أو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، كما ساهم في إنقاذ تظاهرات إفريقية ذكورا وإناثا، ومن مختلف الأعمار، واستضاف منتخبات وفرق، لم تجد ملاعب أو أماكن للاستعداد والتحضير، فلجأت للمملكة المغربية، بدون أدنى تردد أو حسابات خاصة.
مؤتمرات رياضية عقدت في المغرب؛ عرفت النجاح المنتظر، وخرجت بقرارات وخلاصات تاريخية، بفضل المجهود الذي بذله المسؤولون المغاربة، والدور الذي لعبوه من أجل تقارب وجهات النظر والوصول إلى الإجماع المطلوب.
أمام كل هذه التضحيات التي ساهمت في بقاء تظاهرة على قيد الحياة، تنظيميا وماليا وإعلاميا، لابد من إنصاف هذا البلد الذي قدم الدليل على حسن نيته، ورغبته الأكيدة في تسخير كل الوسائل، من أجل تقديم صورة إيجابية، عن القارة الإفريقية والعالم العربي.
وعندما فكر المغرب في تنظيم تظاهرة قارية، فإنه طلب الحد الأدنى، وهو المتعود على قيمة أكبر، فمن حقه انتظار الإنصاف ورد الاعتبار، فإجراء مسابقة كاس أمم إفريقيا بالمدن المغربية، سيكون دفعة قوية تساهم في إشعاعها الدولي، وهى التي دخلت منذ سنوات، ركودا ملحوظا أثر على مستواها، بل نظمت نسخ كانت شكلية فقط، وهذا ما على جهاز (الكاف) الانتباه إليه، وأخذه بعين الاعتبار.
من حق المغرب أن ينتظر الإنصاف، باتخاذ قرار يقضي بتنظيم «كان 2025» على الأراضي المغربية، حتى وان كانت كرة القدم الإفريقية هي التي ستخرج فائزة في النهاية…
>محمد الروحلي