محمد الطيار لـ «بيان اليوم»: المملكة المغربية تتمتع بمصداقية في علاقاتها السياسية والتجارية والعسكرية

بدأت المملكة المغربية تشق طريقها بثبات في مجال الصناعات العسكرية وباتت تنوع الشركاء في هذا المجال منذ أن وافق المجلس الوزاري برئاسة جلالك الملك محمد السادس في يونيو 2021، على المشروع المتعلق بتحديد كيفيات ممارسة أنشطة تصنيع العتاد والتجهيزات المرتبطة بهذا المجال، وعمليات الاستيراد والتصدير والنقل المتعلقة بها. وكذا مشروع إجراءات حماية أمن نظم المعلومات الخاصة بإدارات الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاولات العمومية والبنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية والمتعهدين الخواص.
في هذا السياق، توالت الزيارات والاستقبالات من مختلف الدول والشركات الكبرى المتخصصة في المجال العسكري والأمني، وأيضا عقد الشركات الأمنية، وكان آخرها استقبال عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، بداية هذا الأسبوع، بحضور الفريق الأول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، توماس هيتشلر، الوزير المنتدب في الدفاع الألماني، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة، مرفوقا بسفير ألمانيا المعتمد بالرباط. حيث تم خلال هذا الاجتماع، تسليط الضوء على المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون العسكري الثنائي، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والجريمة العابرة للحدود والاتجار غير المشروع.
كما حلت بالقاعدة الجوية الأولى بمطار سلا، طائرة النقل برازيلية الصنع من طراز “KC-390″، والمعدة للتجارب، حسب ما نقلته مواقع متخصصة في الأخبار العسكرية وأيضا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المختصين في المجال العسكري.
وتعليقا على الموضوع، قال محمد الطيار، الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية، إنه بالنسبة لإقبال دول من الوزن الكبير كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والبرازيل المعروفة على المستوى العالمي بصناعتها العسكرية القوية، وغيرها، على إبرام شراكات مع المغرب فيما يخص تجارة الأسلحة والصناعة العسكرية ينبني على أمرين.
أولهما، يأتي لكون المغرب دولة تتمتع بمصداقية فيما يخص العلاقات السياسية و التجارية والعسكرية، وثانيهما الانطلاقة الاقتصادية القوية التي شهدتها المملكة خلال العقدين المنصرمين، و انتقال العديد من الشركات الدولية إلى المغرب وفتح استثمارات حققت نجاحا كبيرا على المستوى الدولي ومنها صناعة السيارات وأيضا تصنيع الطائرات التجارية.
وأضاف الطيار، في حديثه مع جريدة بيان اليوم، أنه عندما قررت المملكة المغربية الدخول في مجال التصنيع العسكري ووضع تشريع قانوني خاص به والدخول في شراكات مهمة خاصة منها مع أمريكا والبرازيل، أبدت دول مثل إسبانيا وألمانيا رغبتها الدخول في الورش الذي فتحته جلالة الملك محمد السادس فيما يخص بناء صناعة عسكرية جد متطورة تواكب آخر التطورات التقنية في المجال العسكري وأيضا في مجال الطائرات بدون طيار أو المسيرة.
من جهة أخرى، أشار الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية، إلى أن النظر في المبادرة الملكية الأخيرة المتعلقة بالأطلسي، تستوجب الرجوع إلى الخطب الملكية في السنوات السابقة، ومنها خطاب العرش لسنة 2010 الذي يحدد فيه استراتجية واضحة لفتح العديد من الأوراش التي تحققت بالفعل، وهو ما يبين أن المغرب له رؤية استراتيجية مخطط لها وواضحة يسير وفقها وليست له سياسة ردود الأفعال على بعض القرارات.
وأكد المتحدث نفسه، أنه سواء تعلق الأمر بالصناعة العسكرية أو الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحتى مبادرة الأطلسي لفك العزلة عن دول الساحل الإفريقي، فهي “مشاريع تبين أن المغرب يسير وفق خطة مرسومة على أساس احتلال مركز مرموق على المستوى الدولي، ويؤكد على أنه مركز سياسي واقتصادي وعسكري مهم على مستوى إفريقيا وله دور مهم جدا في منظومة السلم والاستقرار الدوليين”.

< أنس معطى الله

Top