تواصل البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بقسمها الأول، تقديم مستويات مثيرة، تشد أنظار المتتبعين، إلى درجة يمكن تصنيفها من بين أقوى النسخ على امتداد تاريخ كرة القدم الوطنية.
فإلى حدود الدورة الثامنة عشرة، من الصعب التكهن بأسماء الفرق المرشحة لمغادرة هذا القسم، أو تلك القادرة على المنافسة على المراتب الأولى، من بينها صاحب لقب الموسم الحادي عشر من الدوري الاحترافي، حتى وإن كان فريق الوداد، يقدم عطاء مختلف نسبيا بفضل جلبه لعدد كبير من اللاعبين المجربين، وتخصيص ميزانية مهمة للقيام بتعاقدات محليا وخارجيا.
ومن مميزات بطولة هذه السنة، هناك قوة أغلب المباريات، وتقارب المستوى العام بين الأغلبية الساحقة من الأندية، والندية في جل الأطوار، إلى درجة أن هناك عددا كبيرا من المباريات، لم تحسم نتائجها إلا في الوقت الإضافي، وهذا معطى غير مسبوق، خاصة على مستوى عدد اللقاءات في أغلب الدورات.
من بين المميزات أيضا، هناك تألق اللاعبين الأجانب بعدد من الأندية، فعلى مستوى لائحة الهدافين، هناك اكسيل ماي هداف اتحاد طنجة بعشرة أهداف، متبوعا ببين مالانغو نجم الرجاء البيضاوي بفارق هدف واحد، إضافة إلى اتشباو (نهضة الزمامرة) مسوفا واللافي (الوداد البيضاوي)، لامين دياكيتي وديمبا كامارا (مولودية وجدة)، وغيرهم من اللاعبين الأجانب الذين يقدمون عطاءات مهمة، عكس المواسم الأخيرة، حيث لم يكن العطاء أحسن.
إلى جانب الأجانب، هناك لاعبون مغاربة يبرزون بمستوى متميز، ويعتبرون من الجيل الجديد على الصعيد الوطني، كبنيشو، فحلي، سليم، حريمات، موباريك، موهوب، الهبطي، سبول، والعديد من الأسماء الصاعدة التي لا يتسع المجال لذكرها كاملة في هذا الحيز.
هناك إذن تطور ملحوظ لا يمكن تجاهله، وهذا معطى يؤكد أن البطولة الوطنية تعتبر من بين أقوى الدوريات على الصعيد القاري، إن لم نقل الأفضل، خاصة وأن تعدد مراكز القوة بخريطة كرة القدم الوطنية، لم يعد مقتصرا على ناديي العاصمة الاقتصادية الوداد والرجاء، وأصبح بإمكان أي فريق المنافسة على اللقب، كما حدث بالنسبة لاتحاد طنجة والفتح الرباطي على سبيل المثال.
يعد الثلث الأخير من البطولة هذا الموسم، بالكثير من المعطيات غير مسبوقة، ومن المؤكد أن الإثارة والندية والتشويق ستتواصل إلى آخر دورة.
فرجة ممتعة…
>محمد الروحلي