وصل وفد عن مجلس الأمن إلى مدينة الفاشر في إقليم دارفور للوقوف على الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك. وتزامن ذلك مع تصريحات لرئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت التي قال فيها إنه لا يستبعد استفتاء في جنوب السودان من دون تنسيق مع الشمال، وهي خطوة حذر منها حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
ومع وصول الوفد الأممي يوم الخميس الماضي، احتشد مئات المتظاهرين المؤيدين للحكومة في دارفور تعبيرا عن معارضتهم لمذكرتيْ التوقيف اللتين صدرتا من طرف الأمم المتحدة في حق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور. وحمل المتظاهرون أيضا لافتة كتب عليها «الإبادة قصة ملفقة».
وهذه هي الزيارة الثانية لوفد من المجلس إلى الفاشر، حيث يجتمع الوفد مع مسؤولي شمال دارفور والإدارات الأهلية، كما يزور معسكرات النازحين، ويعقد لقاء مع البعثة المشتركة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في الفاشر. وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على الوضع الأمني والإنساني في هذه المنطقة.
ويقوم موفدو الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن بزيارة للسودان تستغرق أربعة أيام. زار خلالها يوم الجمعة مخيما لنازحي دارفور قبل التوجه إلى الخرطوم، ومن غير المتوقع أن يلتقي البشير.
وكان الدبلوماسي الأوغندي العضو في بعثة مجلس الأمن روحاكانا روغوندا قال هذا الأسبوع «إن المجلس لم يطلب مقابلة الرئيس، كما أن الرئيس لم يعرض لقاء المجلس».
وقبل وصول الوفد بساعات، أعلن الجيش السوداني أنه هاجم مواقع المتمردين في دارفور. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد إن قواته هاجمت صباحا مواقع جيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور في سوني شرق جبل مرة».
وجرت المعارك صباح يوم الخميس الماضي، على مسافة أكثر من 150 كلم من قاعدة قوات السلام الدولية في الفاشر التي وصلها الوفد الدولي ظهرا. وأوضح الجيش في بيان تلاه متحدث باسمه أنه لم يلق عند دخوله للمنطقة أي مقاومة تذكر. لكن جيش تحرير السودان أكد حدوث معارك الخميس شرق جبل مرة غير أنه نفى أن يكون الجيش سيطر على المنطقة. وقال إبراهيم الحلو المتحدث باسم حركة التمرد إنه «جرت معارك هامة هذا الصباح».
وأضاف «نطلب من مجلس الأمن القدوم إلى القطاعات التي تدور فيها معارك وإنهاء التطهير العرقي»، مشيرا إلى سقوط 47 قتيلا في المعارك منذ الأحد. وفي السياق، قالت قوة حفظ السلام الدولية في دارفور إن مسلحين خطفوا مدنيا من أفرادها الخميس بعد ساعات من وصول مبعوثي مجلس الأمن الدولي، ولم تعرف هوية المخطوف.
من جهة أخرى، قال مندوبا بريطانيا والولايات المتحدة في مجلس الأمن إن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت أبلغ وفد المجلس خلال زيارته إلى الجنوب أن الاستفتاء المقرر قد يجرى من دون تنسيق مع الشمال.
وأضاف المندوبان، أن سلفا كير قال إن هذا محتمل إذا ما عطل حزب المؤتمر الوطني الحاكم إجراء الاستفتاء، لكنه لن يعلن الاستقلال من جانب واحد.
وفي المقابل، قال القيادي في حزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي إن حزبه لن يقبل بنتائج استفتاء يجرى من دون تنسيق مع الشمال. وترافقت تلك التصريحات مع اتهام الجيش الحكومي قوات جنوب السودان التابعة لحركة سلفا كير باجتياز منطقة متنازع عليها على الحدود بين الجنوب والشمال، واعتبر الجيش الحكومي أن ذلك من شأنه أن يعوق تنظيم الاستفتاء على استقلال الجنوب المقرر في يناير المقبل.