تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.
نور الدين النيبت.. جدار “الأسود” وكاتب التاريخ بإسبانيا (الجزء 3)
يحكي نور الدين النيبت أنه كان قريبا من الانضمام لريال مدريد في فترة تواجده مع ديبورتيفو لا كورونيا سنة 1999، إذ قال “لم يكن لي نصيب في الانتقال إلى ريال مدريد، رغم أنه كان حلما كبيرا، بل صفقة العمر بالنسبة لي.. لم تتم الصفقة، وأنا راض عن مشواري الاحترافي كلاعب وأتشرف به.. مؤخرا رحل لورينزو سانز الذي كان يرأس النادي الملكي في تلك الفترة، ويبدو أن حقيقة تعثر الصفقة قد رحلت معه”..
واستحضر عميد “الأسود”، “بعد كل هذه السنوات لم أعثر على الحقيقة، لأن هناك من تحدث يومها عن أن رئيس ديبورتيفو لاكورونيا أوجوستو ليوندورو كان يرى أن خروجي من النادي أمر مستحيل، لذلك وضع لانتقالي شرطا ماليا تعجيزيا”..
وبعد سنتين من فشل انتقال النيبت إلى “المرينغي”، بدأ ريال مدريد في التعاقد مع سلسلة من النجوم، على رأسهم البرتغالي لويس فيغو، والفرنسي زين الدين زيدان، والبرازيلي رونالدو، والإنجليزيان ديفيد بيكهام ومايكل أوين، لتضيع على اللاعب المغربي فرصة مجاورة هؤلاء النجوم..
بعد 4 سنوات من فشل الصفقة، واجه نادي ريال مدريد ديبورتيفو لاكورونيا، في نهائي كأس ملك إسبانيا سنة 2002، نجح رفاق النجم المغربي في قلب الطاولة على فريق العاصمة الإسبانية، وتغلبوا عليه بنتيجة 2-1، ليفوزوا ببطولة كأس ملك إسبانيا للمرة الثانية في تاريخ النادي..
ويروي النيبت عن تلك الليلة، “ما زلت أذكر جيدا تلك المباراة، كانت لحظة خاصة بل استثنائية، كان الريال يحتفل بذكراه المئوية، وحتى بطولة كأس الملك كان تحيي ذكراها المئوية، والإعلام كله تكهن بتتويج الملكي، إلا أننا باغتنا زيدان وزملاءه بمنظومة تكتيكية فاجأت الريال وفاجأت مدربه ديل بوسكي.. تقدمنا سريعا بهدفين فيما أذكر، وبعدها صعبنا عليهم المباراة، كنا نتمتع بواحدة من أقوى دفاعات الليغا، ولم يفلح الريال بوجود زيدان وراؤول ولويس فيجو ومورينتيس سوى في تسجيل هدف وحيد، لنفوز في النهاية، ونهدي ثاني كأس للملك للاكورونيا”.
وأنهى نور الدين النيبت مشواره الاحترافي بالبطولة الإنجليزية، بعدما اختار الانضمام لتوتنهام الذي لعب معه موسمين من 2004 لغاية 2006، إذ خاض النيبت 34 مباراة مع توتنهام، سجل فيها هدفا واحدا في أحد ديربيات لندن ضد نادي أرسنال (1-0)..
< إعداد: عادل غرباوي