نجوم رياضية ساطعة -الحلقة 19-

تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.

نور الدين النيبت.. جدار “الأسود” وكاتب التاريخ بإسبانيا (الجزء 3)

تفجرت مشكلة بين النيبت وبين والطاقم التقني للفريق الإنجليزي، لرغبته في الصيام وتمسك المدرب بإفطاره، لكنه صمم على الصوم، ونقلت صحف إنجليزية تصريحات خالدة للاعب حينذاك، قال فيها، أنا احترم صيامي، وأتمسك به، وأتمني ألا يتأثر مستواي بعدم الأكل من شروق الشمس إلى غروبها، لقد عشت في إسبانيا 8 سنوات، ولم أخالف معتقداتي لأفطر في رمضان، وأتمنى من الجميع هنا في إنجلترا أن يقدر موقفي”.

ومع انتهاء عقده مع فريقه الإنجليزي سنة 2006، رفض نور الدين النيبت خوض تجربة احترافية جديدة رغم العروض التي توصل بها من دوريات الخليج العربي، خاصة من قطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية، إذ أصر أن تكون هي وجهته الأخيرة، ليعتزل بعمر 36 سنة..

كان المنتخب الوطني المغربي الحب الكبير الآخر لنور الدين، حيث شارك رفقة أسود الأطلس في مونديال 1994، ثم أخرى متميزة بطابع الأداء الجميل في مونديال 1998، مشاركتين كان مصيرهما الخروج من الدور الأول..

لنيبت فرض نفسه أيضا على المستوى الإفريقي، ففي ست مشاركات وعشرين مباراة بكأس إفريقيا للأمم (1992، 1998، 2000، 2002، 2004، 2006) وأولمبياد برشلونة سنة 1992، عرف السقوط أكثر من النجاح، إذ خرج أربع مرات من الدور الأول، وربع النهائي في 1998، إضافة لخسارته نهائي نسخة 2004 برادس (2-1) أمام المنتخب التونسي، نسخة كان النيبت فيها حاملا لشارة عمادة “أسود أطلس” الذي كان قريبا من التتويج بثاني ألقاب كأس الأمم الإفريقية، بعد الأولى سنة 176 بإثيوبيا..

ويبقى أفضل إنجاز بالنسبة لعميد الأسود هو تحصله على وصافة نسخة 2004 لكأس الأمم الإفريقية في تونس، في عهد المدرب بادو الزاكي، بعد الهزيمة أمام المنتخب المنظم للبطولة..

وبعد مشكلته مع المدرب الشهير بادو الزاكي، في سنة 2006 واستبعاده من صفوف المنتخب في مونديال ألمانيا، قرر نور الدين النيبت وضع حدا لمسيرته الدولية بشكل نهائي، وعمل بعد الاعتزال، مستشارا بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قبل أن يعين سنة 2024 مدربا للمنتخب المغربي لأقل من 18 سنة..

 إعداد: عادل غرباوي

Top