نجوم رياضية ساطعة -الحلقة 17-

تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.

نور الدين النيبت.. جدار “الأسود” وكاتب التاريخ بإسبانيا (الجزء 2)

لم يدم المقام كثيرا بنور الدين النيبت داخل نانت الفرنسي، ليدخل غمار تجربة احترافية جديدة، غير بعيد عن فرنسا، وبالضبط داخل البطولة البرتغالية بعدما اختار التوقيع لسبورتينغ لشبونة لمدة موسمين رياضيين (1994-1996)..
خاض النيبت مع سبورتينغ لشبونة 54 مباراة سجل فيها 5 أهداف، وتوج بلقب كأس البرتغال، ليصبح أحد أحسن المدافعين بالدوري البرتغالي وأحد الأسماء التي توصلت بالكثير من العروض خاصة من الدوريين الإسباني والإنجليزي..
تجربة احترافية ثانية استفاد منها النيبت الكثير وتعلم كيف يطور مهاراته، ليتوصل لاتفاق رسمي مع ديبورتيفو لاكورونيا، لينضم له بشكل رسمي في سنة 1996، بمبلغ قارب 6 ملايير سنتيم..
رحلة النيبت بالأراضي الإسبانية وبالتحديد بمنطقة غاليسيا، كان مليئة الأفراح والأحزان والتتويجات، إذ خلال 8 سنوات بـ”الليغا” من مجاورة ديبورتيفو لاكورونيا تمكن من التتويج بلقب البطولة الإسبانية سنة 2000، وكأس ملك إسبانيا سنتي 2002 و2003، وكأس السوبر الإسباني سنتي 2000 و2002..
وفرض النيبت نفسه داخل لاكورونيا رفقة أعظم جيل في تاريخ هذا النادي الذي ضم البرازيلي ريفالدو، ودجالمينيا، وباولو سيلفا، وفاليرون وماكاي ودييجو تريستان، بقيادة المدرب المعروف إيروريتا..
اشتهر النيبت في الفترة التي قضاها مع لاكورونيا بصرامته وتفوقه في النزالات الثنائية مع أقوى نجوم كرة القدم يومها مثل الظاهرة رونالدو وزيدان وريفالدو وكلويفرت، وعديد نجوم الكرة العالمية والإسبانية..
وعاش نور الدين النيبت أزهى الفترات مع “الديبور” في الوقت الذي كان فريقه يقام له ويقعد أمام عمالقة الليغا الإسبانية خاصة ريال مدريد وبرشلونة، وعاش على إيقاع المجد في الوقت الذي بات ممثل مدينة لاكورونيا يضم إلى جانبه كلا من مصطفى حجي وصلاح الدين بصير، حيث كان النيبت يقود الحضور المغربي في واحدة من أبرز البطولات الأوروبية التي خاض فيها 260 مباراة سجل خلالها 15 هدفا..
وكان النيبت أول لاعب مغربي يفوز ببطولة الدوري الإسباني مع ناديه بعد مواطنه العربي بن مبارك رفقة أتلتيكو مدريد في سنوات الأربعينيات..
وقاد اللاعب المغربي لاكورونيا إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي، وكان الفريق قريبا من العبور إلى النهائي بعد مباراة للتاريخ أمام ميلان الإيطالي، لكن هذه المغامرة ستتوقف عند حاجز بورتو البرتغالي الذي توج باللقب في الموسم نفسه، على حساب موناكو الفرنسي.

< إعداد: عادل غرباوي

Related posts

Top