وقفة احتجاجية بالرباط للمطالبة بوقف “تنخيل” شوارع المدن

طالب نشطاء بيئيون بوقف زراعة النخيل، بشكل عشوائي، في الشوارع الرئيسية بمختلف المدن المغربية، بالنظر لما لذلك من تأثير على البيئة وعلى الخصوصية الإيكولوجية للمدن.

وأكد نشطاء في حركة “مغرب البيئة 2050” خلال وقفة رمزية أمام مقر البرلمان بالرباط، نهاية الأسبوع المنصرم، (أكدوا) على أن الاستمرار في زراعة النخيل بشكل عشوائي في المدن المغربية، تكرس التدبير السيئ للمجال، مطالبين بتعويض ذلك بغرس الأشجار التي تنسجم مع الخصوصية المحلية، وتكون أكثر ملاءمة على المستوى البيئي.

ورفع المنتسبون لحركة “مغرب البيئة 2050” يافطات كتب عليها شعارات تختزل مطالب الحركة من قبيل “تنخيل المدن جريمة” و”أوقفوا غرس أشجار النخيل في المدن” و”وقفو النخل غرسوا الشجر”.

وأوضحت الناشطة البيئية سليمة بالمقدم رئيسة “حركة مغرب البيئة 2050” في تصريح صحفي، أن التغيرات المناخية، والتي نجم عنها ارتفاع في درجات الحرارة وقلة التساقطات المطرية، باتت تفرض زراعة الأشجار بدل النخيل، كما تفرض، بحسبها، وبشكل مستعجل الترافع من أجل الشجرة، والوقف الفوري لزراعة النخيل “الرومي”، تقصد النخيل من نوع “الفنيكس داكتيليفرا”، أو النخيل البلدي هذا النوع من النخيل الذي ينسجم فقط، مع المجال الواحي من مراكش شمالا إلى فكيك شرقا، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لإعطاء الشجرة المكانة الاعتبارية التي تستحقها، ككائن حي رفيع وله فوائد بيئية كبيرة على الإنسان وعلى المجال.

وفي نظر سليمة بالمقدم فإن مطلب الحركة بوقف غرس أشجار النخيل (الرومي) راجع إلى كونه غير قادر على تعويض الخدمات الإيكولوجية التي تقدمها الشجرة صيفا وشتاء، على غرار امتصاص ثاني أوكسيد الكربون، وإنتاج الأوكسجين، وتثبيت الغبار، وتلطيف الجو، وتعزيز التنوع الإيكولوجي، بالإضافة إلى الظل الذي تبرز أهميته مع المستويات القياسية لدرجة الحرارة التي يعرفها المغرب.

كما طالبت سليمة بالمقدم بوضع قانون خاص بحماية تراث الأشجار الموجودة بالجماعة الترابية، أي المنع الكلي لاجتثاث الأشجار خاصة تلك الأشجار المعمرة، مؤكدة على تجديد مطلب هذه الحركة البيئية والقاضي بضرورة التنزيل المستعجل لمخطط فعال لعدالة مناخية/ بيئية لجميع المغاربة ولأجيال الغد.  

واعتبر هؤلاء النشطاء في حركة مغرب البيئة أن ما تعرفه المدن المغربية وشوارعها الرئيسية، هو بمثابة نزيف بيئي خطير، يتم بواسطة غرس النخيل واجتثاث الأشجار، وهذا في نظرهم يعتبر جريمة في حق البيئة في الوقت الذي قطع فيه المغرب، على نفسه، خلال “قمة المناخ 22” بمراكش، الالتزام بتسريع وتعزيز العمل من أجل المناخ، بالإضافة إلى التزامه بالعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة، وإطلاق مبادرة تكييف الزراعة في إفريقيا مع تغير المناخ.   

يشار إلى أن حملة “أوقفوا زراعة النخيل بشوارع المدن” أطلقتها “حركة مغرب البيئة 2050” منذ حوالي ثلاث سنوات، كما كانت قد أطلقت عريضة الكترونية تحت عنوان “أوقفوا فورا غرس النخيل بالمدن المغربية، واغرسوا الأشجار”، وهي موجهة إلى وزارتي إعداد التراب وسياسة المدينة، والانتقال والتنمية المستدامة، وقد لقيت تجاوبا واسعا، حيث وقع عليها المئات من المغاربة والنشطاء في مجال البيئة.

محمد حجيوي

تصوير: رضوان موسى

 

Top