‎لنستحضر الروح

يخوض نادي الوداد المغربي يومه الجمعة بالجزائر العاصمة نزالا قويا أمام اتحاد المحلي برسم ذهاب نصف نهاية عصبة الأبطال الأفريقية لكرة القدم.
مواجهة نارية أمام فريق جزائري يحدوه نفس الطموح الذي يتملك العناصر الودادية، ألا وهو الوصول إلى المباراة النهائية، والدفاع عن كامل حظوظه في إمكانية الظفر باللقب والوصول إلى العالمية من أوسع الأبواب.
رغبة الوداد في العودة إلى منصة التتويج على المستوى القاري لم تعد تخفى على أحد، إذ يواظب طيلة السنين الأخيرة على الحضور المستمر واللافت بمنافسات عصبة الأبطال، والسنة الماضية أقصي بكثير من السذاجة والرعونة أمام الزمالك المصري، رغم المقابلة البطولية التي أجراها في مباراة العودة بالرباط، إلا أن التواضع الغريب الذي ظهر به خلال الذهاب بالإسكندرية صعب من المهمة ليحدث الإقصاء القاسي.
هذه السنة يعاود بطل المغرب مرة أخرى التجربة على أمل تحقيق الحلم، رغم أن تشكيلته هذه السنة يعتريها بعض الضعف في خطوط معينة، ولا تقارن بتشكيلة السنة الماضية، إلا أن هذا العامل لا يلغي حظوظه في التتويج، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى الإصرار والقتالية والطموح الذي تظهره العناصر الودادية وأفراد الطاقم التقني في كل المباريات، وبدعم مطلق من إدارة النادي التي لا تدخر أدنى جهد في توفير كل الظروف المواتية للوصول إلى الهدف التي يسعى إليه العائلة الودادية عموما.
على مستوى الأرقام، فهناك سبع مواجهات رسمية جمعت الفريقين المغاربيين، عادت فيها الغلبة للوداد مرتين، فيما عاد الانتصار للاتحاد الجزائري ثلاث مرات، أما التعادل فكان في مناسبتين، علما أن آخر مواجهتين جمعت الفريقين تعود لنسخة سنة 2008 لدوري أبطال العرب، إذ تمكن آنذاك اتحاد العاصمة من الفوز ذهابا بميدانه بنتيجة 2-1، وإيابا بنتيجة 3-2.
كل المؤشرات تؤكد أن المقابلة التي سيقودها الحكم الكاميروني أليوم نيانت، ستكون قوية وصعبة بالنسبة للطرفين، وهذه الصعوبة يشعر بها المدربان معا، ويتجلى ذلك من خلال تصريحاتهما القبلية، فقد اعترف البلجيكي بول بوت، مدرب اتحاد العاصمة، بهذه الصعوبة، وعلى هذا الأساس فإنه قد هيأ فريقه ليكون في قمة مستواه خلال مباراة اليوم، مع التأكيد على أن مجرد الوصول إلى مرحلة النصف يعد أمرا جيدا.
إلا أن المثير في تصريحات بول بوت، ترشيحه للأهلي المصري للظفر بلقب هذه السنة لكونه يملك في نظره لاعبين مميزين أصحاب خبرة كبيرة داخل القارة.
أما الحسين عموتة، فلم يخف هو الآخر تخوفه من قوة المباراة، وقال بأنها ستكون صعبة وبحسابات خاصة، معللا ذلك بكون الديربيات المغاربية غالبا ما تكون معقدة وبحسابات خاصة، والمباراة أمام اتحاد العاصمة لن تخرج عن هذه القاعدة.
ورغم ندية المباراة وحساسية نتيجتها، فإن المطلوب أن تكون عرسا كرويا مغاربيا مميزا نظرا للمستوى التقني المتقارب بين الناديين، ولقوة العناصر التي يتوفران عليها في جميع الخطوط، وكذا القاعدة الجماهيرية الكبيرة لكلا الفريقين التي تحضر بكثافة في مختلف المناسبات لدعم فريقها…
ولتكن الروح المغاربية هي المنتصرة في النهاية…

محمد الروحلي

Related posts

Top