عميد المنتخب الوطني يتحدث عن إصاباته المتكررة وعن تجربته مع يوفنتوس

رغم ثراء تجربته الاحترافية ما بين ناديي بايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي وقبلها نادي العاصمة الإيطالية روما، فإن الهاجس الذي يشغل العديد من جمهور كرة القدم وعشاق عميد المنتخب الوطني المغربي المهدي بنعطية، هو إصاباته المتكررة منذ انتقاله للنادي البافاري قبل عامين، والتي كلفته فقدان مكان أساسي في فريقه.
كما كلفت هاته الإصابات بنعطية حصد غضب محبي المنتخب المغربي وبعض وسائل الإعلام التي فسرت تكرار الإصابات بشكل غير معقول وأنها تكتيكية يهدف من ورائها اللاعب للغياب عن منتخب بلاده والتفرغ لتجربته الاحترافية.
وفي هذا الصدد خص بنعطية الموقع العربي “بوابة العين” بحوار تحدث فيه عن مشكل الإصابات المتكررة، وتفضيله لحمل قميص المنتخب المغربي على نظيره الجزائري وعن تجربته الجديدة رفقة نادي “السيدة العجوز”.

< لماذا تتكرر إصاباتك بشكل ملفت للنظر؟
> ينبغي على الجميع أن يفهم أن الإصابات تدخل ضمن أخطار المهنة، وبالتالي ينبغي تقبلها، من ناحيتي لا يمكنني أيضا الاعتراض على إرادة الله.

< لكن بعض الجماهير المغربية غاضبة وتظن أنك تفضل الغياب عن المنتخب الوطني للتركيز مع يوفنتوس؟
> لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أرفض تمثيل المنتخب الوطني، وأتفهم أن الشعب المغربي يريد مشاهدتي حاضرا في جميع مباريات “أسود الأطلس”، لكن ينبغي على الجميع تفهم أن الإنسان لا يختار أن يكون مصابا، كل ما أعد به الجماهير المغربية أنني لن أدخر أي جهد في الدفاع عن راية الوطن.

< ربما يذكرنا هذا بتفضيلك الانضمام للمغرب رغم تلقيك عرضا للعب للجزائر، فهل تشعر بالندم على تجاهل دعوة الخضر المتألقين قاريا وعالميا حاليا عكس المنتخب المغربي؟
> في البداية أحب أن أستغل حواري معكم الذي عرفت أنه يجد صدى كبير في أنحاء الوطن العربي، لكي أجدد التهاني للمنتخب الجزائري الذي شرف كرة القدم الإفريقية خلال مشاركته الأخيرة في مونديال البرازيل 2014. لكن بصراحة فإن مسألة اختيار المنتخب الذي سأمثله لم تكن معضلة بأي حال، باعتبار أن انتمائي كان دائما للمغرب. صحيح أنني مولود في فرنسا وأن والدتي جزائرية، غير أن اختياري اللعب لصالح المغرب نابع أساسا من القلب ولا دخل فيه للنتائج الرياضية، يمكنك القول إنني مغربي الهوى.

< استعانة منتخبات شمال إفريقيا باللاعبين المولودين في أوروبا تظل مسألة مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بمدى ولاء هؤلاء للوطن الأم، ما رأيك؟
> شخصيا أعتبر التجربة ناجحة بشكل كبير، ولو أنني أوافقكم أن عامل “حب الوطن” يحدد بشكل كبير قيمة الإضافة التي سيقدمها كل واحد من هؤلاء اللاعبين، وفي هذا الإطار يجدر بي الاعتراف إلى وجود اختلاف كبير بين اللعب لصالح ناد وبين الدفاع عن قميص المنتخب الوطني في الجوانب النفسية والحماسية.

< كثر الكلام في المغرب مؤخرا حول مدى قدرة هيرفي رونار على تقديم الإضافة “لأسود الأطلس”، فهل تعتقد أنه قادر على تحقيق حلم التأهل للمونديال؟
> لا يمكن لأي مدرب في العالم أن يحصل على الإجماع باعتبار أن كل شخص يملك رؤية خاصة به. وبحكم تعاملي معه، أؤكد للجميع أن رونار مدرب صارم يعمل وفق منهجية واضحة من أجل تحقيق الأهداف التي يرنو إليها الجميع في المغرب. على الجميع أن يجنب الخلافات في الفترة الحالية لمساعدته، خاصة وأنه نجح في السابق في قيادة منتخب زامبيا وكوت ديفوار إلى الفوز بمسابقة كأس أمم إفريقيا، ما يعني أنه فنيا يستطيع تقديم الإضافة المرجوة وإعادة الأسود إلى أجواء المونديال.

< قبل أن نخرج من الأجواء العربية، أود سؤالك عن موقفك من الأصوات المطالبة بسحب تنظيم مونديال 2022 من قطر؟ وهل تمتلك الدولة الخليجية الصغيرة القدرة على تنظيم بطولة ناجحة؟
> بداية وبعيدا عن اعتبارات عرقية معينة، فإن على الجميع احترام قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وبالنسبة لي شخصيا، أعتقد أن جميع القارات تملك كل الإمكانات اللازمة من أجل تنظيم هذه المسابقة العالمية.

< نعود إلى يوفنتوس حيث لا تلعب بشكل مستمر رغم أن هناك من يعتبرك أفضل مدافع عربي حاليا، لماذا؟
> بطبيعة الحال أنا فخور بهذه الإشادة، غير أني في الحقيقة لا أعيرها أهمية كبرى، ما أسعى إليه هو أن أقدم أفضل ما لدي كلما وقع الاعتماد علي سواء مع فريقي أو المنتخب الوطني. بالنسبة للجزء الآخر من سؤالك فليس لدي إجابة لأن وظيفتي أن ألعب وليس أن أحل محل المدرب، وهو له رؤية فنية يجب احترامها، كما لا تنسى أنني عانيت لفترة طويلة من إصابات متلاحقة.

< هل يمكن أن تلخص لنا الفرق على المستويين الإنساني والتقني بين غوارديولا وأليغري؟
> كما قلت من قبل كلاهما مدربان رائعان وهما أيضا مهووسان بتحقيق الإنجازات، لكن بصراحة أرى أن أليغري قريب من لاعبيه إنسانيا أكثر من غوارديولا.
< سبق أن خضت تجارب في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، هل لك أن تقارن بين دوريات البلدان الثلاثة؟ وما هو أصعب دوري لعبت فيه؟
> أنا بالفعل محظوظ باللعب في ثلاثة دوريات رائعة، ورغم صعوبة المقارنة كون الثقافة الكروية تختلف من بلد لآخر، فإنه مع كامل احترامي للدوريين الألماني والفرنسي، يظل الدوري الإيطالي، هو الأقوى من وجهة نظري، بحكم أن جميع الفرق تمتاز بقوتها التكتيكية والبدنية، ما يجعل جميع المباريات صعبة بدون استثناء.

< لماذا لا نرى لاعبين عرب يتألقون في الدوري الإيطالي مثل بقية البطولات الأوروبية؟
> لا يمكن التعميم، هناك لاعبون ينشطون في الدوري الإيطالي يتقدمهم صلاح وغلام وهما لاعبان رائعان، كما أن تعاقد روما ونابولي معهما يؤكد الثقة الكبيرة في قدرتها على تقديم الإضافة. من جهة أخرى، لا ينبغي أن ننسى أنهما قدما مردودا رائعا مع منتخبيهما مصر والجزائر، مما يفسر إصرار الناديين على التعاقد معهما.

< أخيرا شاهدنا نجوما عالميين لعبوا في بطولات “صاعدة” في الخليج وأمريكا والصين، فهل تفكر في الانضمام لهم لو تلقيت عرضا عربيا مثلا؟
> في الوقت الحالي كل تركيزي منصب على مسيرتي مع يوفنتوس الذي أطمح للفوز معه بكل الألقاب الممكنة، وأعتقد أنه من السابق لأوانه التحدث عن المستقبل الآن، ربما عندما يحين الوقت المناسب، لن أتردد في دراسة جميع العروض التي تصلني.

Related posts

Top