تحل اليوم ذكرى 16 ماي…
قياما، نستحضر الذكرى والأحداث المفجعة، ونقف في باب الذاكرة نسأل عن كل الذي جرى، ولماذا جرى..
الرحمة للشهداء، والسلام للوطن ولأهلنا وللمكان…
في كل سادس عشر ماي منذ 2003، يعانق المغاربة الدار البيضاء، ونجدد جميعا رفضنا للقتل وللقتلة وللغربان الذين استهدفوا أمنها واستقرارها والبهاء، كما نرفع مع أهلها عاليا الشعار: «لتحيا الحياة».
وفي ذكرى هذا العام، أصر الغربان مرة أخرى على بسط سوادهم ورائحة الموت في مراكش، وكأن جهالتهم وخستهم لاتبرزان إلا موتا وقتلا وتفجيرا ودما مراقا…
الدار البيضاء اليوم هي أيضا مراكش
المدينتان رمز لنا
صورة لنا
عنوان لنا
حب يسكن قلوبنا
استهدافهما بالدمار وبالقتل وبالدم، هو استهداف لنا، ولهذا صاح كل المغاربة بالرفض لما حصل وبالغضب من كل هذا الإصرار الإجرامي على الموت وعلى القتل وعلى الخراب…
لم تنحن كازابلانكا الشامخة أمام القتلة ولم تستسلم لسوادهم، و…واصلت الحياة.
ومراكش الساحرة هي أيضا لم تخضع للجاهلين، وهي اليوم تنهض لتستمر ..
المغرب لم يتراجع أمام الغربان ولم ينحن، بل أعلن جهارا وملئ الصوت والوضوح والإرادة أنه ماض في مسلسل الدمقرطة والتحديث والانفتاح، وهنا كان الانتصار على الغربان، وكان فشلهم.
في مناسبة الذكرى، نشير إلى أن الغربان مازالوا يخزنون حولنا خرابا يجري تعميمه من خلال فتاوى غريبة عجيبة، ومن خلال خطابات التكفير والتطرف التي لم تسلم منها حتى منابر بعض المساجد، ومعركة الديمقراطيين والوطنيين اليوم هي ضد كل هذه الجهالة التي يستثمرها الغربان لكي تتحول إلى أفعال قتل وموت وسفك دماء.
الدار البيضاء هي مراكش
مراكش هي الدار البيضاء
ضربهما هو استهداف لقلب وطننا ولقلوبنا كلنا وللرموز والدلالات جميعها…
الغربان يوجهون إجرامهم إلى العمق فينا، ومعركتنا كلنا اليوم يجب أن تتوجه إلى العمق، أي إلى الاستمرار في التغيير، والإصرار على الديمقراطية والحداثة، والتسريع بالنهوض بالأوضاع الاجتماعية لشعبنا، ومواجهة أفكار الغربان…
نحني الهامات لشهداء الإرهاب في الدار البيضاء وفي مراكش
ندعو لهم بالرحمة، ونقرأ لأهلهم السلام.
…ونحتفي بكازا ومراكش..