من المقرر أن يخوض فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، عصر أمس الأحد، مباراة الذهاب ضد ماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي برسم ذهاب ربع نهاية عصية الأبطال الإفريقية، وإلى حدود يوم السبت كانت الأمور عادية حيث واصل بطل المغرب استعداداته كما هو مقرر لها في ظروف عادية، حيث أقام بإحدى الفنادق المتميزة بمدينة بريتوريا وخاض ثلاث حصص تدريبية كان آخرها بالملعب الذي احتضن المباراة .
ملعب “لوكاس موريبي” ملعب قديم يقع بمنطقة شعبية نائية ويعتبر الوصول إليها بدون حماية ضربا من المغامرة المحفوفة بالمخاطر نظرا للظروف الأمنية عامة التي تعرفها أغلب المدن الجنوب افريقية خاصة المناطق المحيطة بالمدن الكبرى.
إلا أن الذي لم يكن في الحسبان هو ترويج خريطة للقارة الأفريقية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي تضم علم الجمهورية الصحراوية الوهمية، إذ تم تقسيم خريطة المغرب إلى حدود الأقاليم الصحراوية التي استرجعت سنة 1975.
هذا الترويج غير البريء 24 ساعة قبل موعد المباراة الحاسمة بالنسبة للفريق المحلي، خاصة وأنه مقبل بعد أسبوع على مباراة الإياب بالمغرب، خلق نوعا من القلق داخل بعثة الوداد البيضاوي مما حتم عليها ضرورة التأكد من حقيقة الأمر واتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية تفاديا للسقوط في فخ أعداء الوحدة الترابية خاصة وسط دولة لا تخفي عداءها لمغرب بل إنها من بين الدول القليلة على الصعيد القارة السمراء التي ما تزال تعترف بالجمهورية الصحراوية الوهمية.
وقبل انطلاق بعثة الوداد لخوض الصحة التدريبية الرسمية بالملعب الذي احتضن المباراة وحضور المدرب الحسين عموتة للمؤتمر الصحفي الاعتيادي بنفس الملعب، تكاثفت الاتصالات بين مسؤولي بعثة الوداد المتواجدين ببريتوريا ومسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس الوداد سعيد الناصري الذي لم يرافق فريقه خلال هذه الرحلة نظرا لانشغالات مهنية.
وقبل اتخاذ أي قرار، تم التأكد من حقيقة وجود الخريطة المذكورة التي تضم شعار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) واسم نادي ماميلودي صانداوز والاسم الكامل لمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية وسط خريطة إفريقيا بتواجد علم جمهورية البوليساريو الوهمية بين حدودي المغرب وموريتانيا.
كانت هناك اتصالات ثلاثية مكثفة مباشرة من المغرب وضمت فوزي لقجع رئيس الجامعة ومستشاره الخاص الزميل محمد مقروف وسعيد الناصري، حيث أعطيت التعليمات الصارمة لكل من المسؤول الإداري ببعثة الوداد إدريس مرباح والمرافق خليل الرويسي عضو مديرية التحكيم، هذا الأخير يعرف القارة الأفريقية جيدا بحكم مروره كحكم دولي سابق.
وبالنسبة للقرارات التي أخبر بها كل من مرباح والرويسي، فهي تقضي بمقاطعة المدرب عموتة للمؤتمر الصحفي قبل المباراة في حالة تواجد الخريطة المعلومة بالقاعة وتسجيل موقفه خلال الاجتماع التقني بكون الوداد جاء لبريتوريا لإجراء مباراة رياضية في كرة القدم ويحتفظ بحقه في اتخاذ أي قرار يراه مناسبا خاصة إذا كان الأمر يمس مقدسات المغرب ووحدته الترابية.
بعد ذلك وقبل انطلاق الحصة التدريبية الرسمية بالملعب، عاد مرباح والرويسي لإخبار مندوب (الكاف) بالأمر واستعداد الوداد للانسحاب من المباراة في أي لحظة ظهر بالملعب علم أو شعار لدولة أخرى غير المغرب وجنوب أفريقيا وعلم الاتحاد الإفريقي للعبة وهو ما تعامل معه المندوب بالإيجاب حيث تم التأكيد رسميا على المكلفين بالأمن من طرف (الكاف) لكي يظلوا على استعداد لمنع أي تحرك غير مسموح به ولا علاقة له بالمجال الرياضي ويمس في العمق حيادية المجال الرياضي خاصة التأثيرات السياسية.
ورغم الموقف الصارم لممثل (الكاف) وتطمينات مسؤولي صانداوز، فإن البعثة المغربية ظلت يقظة ومستعدة لتطبيق الموقف المتفق عليه على مستوى رئاسة الجامعة وإدارة الوداد والقاضي بالانسحاب في أي لحظة من المباراة كيفما كانت النتيجة وفي أي وقت من المباراة.
كانت هذه هي التفاعلات التي سبقت المباراة وهمت ظهور خريطة تضم علم الجمهورية الصحراوية، وإلى حدود صباح يوم أمس الأحد أي يوم المباراة، لم يسجل أي شيء جديد غير عادي، يؤثر على مجريات المباراة، علما أن ذلك لا يلغي إمكانية ظهور تحرك لأعداء الوحدة الترابية للمغرب ومحاولة استغلال أي مناسبة للدعاية لمخططاتها الوهمية والواهية.
وتجدر الإشارة إلى أن الوفد الصحفي المغربي الذي حل ببريتوريا لتغطية المباراة والمكون من خمسة أفراد يمثلون الصحافة من تلفزيون ومواقع وصحافة مكتوبة، اتخذوا موقفا مماثلا يقضي بالانسحاب من المؤتمر الصحفي ومقاطعة المباراة في حالة ظهور أي تحرك يعادي الوحدة الترابية للمغرب مع تسجيل موقف جماعي خلال المؤتمر الصحفي يعلنون فيه أمام الحضور رفضهم استغلال الرياضة لخدمة الأجندة السياسية.
بريتوريا: محمد الروحلي