فجر المستوى الضعيف الذي ظهر به فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم يوم الأحد الماضي أمام نادي المنستير التونسي، والاكتفاء بانتصار صغير، يصعب من مهمته خلال مباراة الإياب يوم الأحد القادم، موجة من ردود الفعل المنتقدة والغاضبة.
فقد تبين من خلال مجريات المباراة، أن الفريق لم يستفد من فترة التوقف التي بلغت أربعين يوما تقريبا، إذ لم يجر مقابلات إعدادية قصد الحفاظ على الإيقاع المناسب، والأكثر من ذلك منح لاعبيه فترة راحة بلغت أسبوعين، مما أثر سلبا على الاستعداد البدني لأغلب اللاعبين.
وفي هذا السياق، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر زيادة غير عادية في الوزن ببطن لاعب وسط الميدان عمر العرجون، الشيء الذي يدل على عدم مواظبته على التداريب، نفس الملاحظة أثيرت بخصوص الحالة البدنية للاعب الليبي سند الورفلي.
كما وجهت أيضا ملاحظات حول اللاعب محمد بنحليب، الذي فضل مغادرة الملعب بمفرده، وعدم انتظار انتهاء المباراة ضد الفريق التونسي، إذ لم يكلف نفسه عناء الخروج بصفة جماعية مع باقي مكونات الفريق، والاستماع إلى كلمة المدرب بعد انتهاء المباراة.
كما سجل غياب محسن متولي، بدعوى تعرضه لإصابة أثناء التداريب، مع أن البعض يرجع الأمر إلى تذمره من قرار المكتب الذي فرض عليه غرامة مالية كبيرة، بسبب خروج إعلامي غير محسوب من طرف عميد الفريق، حمل فيه المكتب المسير مسؤولية الإقصاء من عصبة الأبطال الإفريقية أمام تونغيث السنغالي.
كل هذه المستجدات، انضافت إلى العديد من حالات غياب الانضباط الذي يعاني منه الرجاء، وعجز إدارة الفريق ومعها المدرب، على فرض الانضباط والتحكم بزمام الأمر داخل البيت الرجاوي، ووضع حد لـ “فشوش” بعض اللاعبين الذين لا يقيمون أدنى اعتبار لمسالة الانضباط، واحترام التدابير والقرارات المعمول بها.
وما يفسر هذا التخبط الذي يعاني منه الرجاء خلال الموسم الماضي مثلا، تحطيم رقم قياسي من حيث ثبوت الإصابة بوباء كورونا، عكس العديد من الأندية التي سجلت بها حالات، لكنها تبقى معدودة، في حين أن فريقا كالرجاء من المفروض أنه منظم ولاعبوه منضبطون، لا يعقل أن يسجل به هذا الرقم المرتفع لحالات كورونا، والتي عانى كثيرا من تبعاتها حيث حرم في أكثر من مباراة من خدمات لاعبين أساسيين.
المؤكد كذلك أن المعسكرات التدريبية التي من المفروض أن تكون مغلقة، ولا يسمح بمغادرة أي لاعب، كانت تعرف خروج لاعبين معينين، بدون إذن مسبق، وبدون ترخيص لا من طرف إدارة الفريق، ولا من طرف المدرب، وقد تناقلت الأخبار أن هناك من اللاعبين من ضبط بمدن أخرى، مع أن الفريق يقيم بمدينة الدار البيضاء، وبالضبط بمنطقة عين الذئاب، واختيار هذه المنطقة في حد ذاته لا يشجع على الانضباط، وهذه حكاية أخرى تعكس سوء الاختيار.
المؤكد أن هناك فوضى داخل الرجاء، وهناك غياب الانضباط، وتجلى أيضا في الأحداث التي عرفها مستودع الملابس بعد الإقصاء أمام تونغيث السنغالي، كلها أمثلة صارخة تؤكد أن الإدارة ومعها المدرب، بات الكل عاجزا عن فرض الانضباط المطلوب، والضحية هو الفريق الذي يسجل بين الفينة والأخرى نتائج سلبية تؤثر على مساره، وتغضب جمهوره العريض.
>محمد الروحلي