إلى داخل تيندوف

كشف اللقاء الذي أقيم في الداخلة، بمساهمة شيوخ وأعيان وفعاليات صحراوية، على أن قضية مصطفى سلمى ولد مولود سيكون لها فعلا مابعدها. لقد استلهم شيوخ وأعيان وشباب الأقاليم الصحراوية من شجاعة ولد مولود، عزمهم نقل مواجهتهم للطرح الانفصالي إلى داخل مخيمات تيندوف، وهم في هذا سيكونون مسلحين بقوة موقفهم الوحدوي، وبحجم المكاسب التنموية والديمقراطية التي تراكمت في الأقاليم الجنوبية، وأيضا برمزية عدد من الشخصيات التي طلقت الطرح الانفصالي، والتحقت بأرض الوطن.
الجبهة الانفصالية، وقادة النظام الجزائري المتورطين هذه الأيام في جريمة اختطاف واحتجاز وتعذيب مصطفى سلمى ولد مولود، وهي الجريمة التي نددت بها أوساط دولية متعددة، واستنكرتها مختلف قبائل وفعاليات الصحراء، وكافة فئات الشعب المغربي، ستتفاقم ورطتهم أمام إصرار الصحراويين على السير على النهج النضالي ذاته الذي أسسه ولد مولود، وستسقط آخر أوراق المغالطة الكبيرة لطغمة تيندوف التي تدعي زورا أنها (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي).
إن مواجهة الأكاذيب والمغالطات الانفصالية من طرف صحراويين مغاربة ستقوم على الحجج وعلى الوثائق، وأيضا على جدية وواقعية مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي يعرضه المغرب.
من جهة أخرى، وفي سياق مغالطات (البوليساريو) التي أثيرت في مناقشات لقاء الداخلة، هناك الأكاذيب التي أحاطت بها جماعة تيندوف تاريخيا لقاء 12 أكتوبر 1975، وما تسميه (يوم الوحدة الوطنية)، كما  لو أن الانفصال يمكن أن يكون في نفس الوقت وحدة للوطن.
البوليساريو، جماعة مسلحة تتواجد على أرض دولة أخرى، وتقيم مخيمات للساكنة، وبموجب احتجازهم داخلها تتلقى المساعدات والأموال من أكثر من جهة، ودون أن يخضع ذلك للمراقبة، كما أن الجماعة المتحكمة في المخيمات لم تسمح أبدا بوجود رأي مخالف لأطروحاتها، ولم يتشكل هناك لا حزب ولا جمعية، وحتى عندما خرج واحد من مسؤولي الجبهة وموظفيها الكبار ليعبر عن رأي مختلف، تابع العالم كله كيف كان مصيره، الذي لا زال مجهولا إلى اليوم.
وبالرغم من كل هذا، لازالت الجماعة تزعم أنها الممثل الوحيد للصحراويين، حتى وإن كانت ترفض إحصاءهم، وحتى بعد أن عاد للوطن  كبار المؤسسين الذين طلقوا فكر الانفصال…
وعندما لم يعد لشعارات الانفصال ذات البريق السبعيني، اختار حرس تيندوف  إعلاء شعار كاذب آخر،  ولو أنه بلا منطق، وانتقلوا للحديث عن (الوحدة الوطنية) من داخل عبثية الانفصال…
هي جذبة مجانين، تعدد اليوم الساخرون منها…

Top