ونحن على أهبة الاستعدادات للامتحانات الإشهادية التي تعرف كل نهاية السنة، تحركات ماراثونية على كل المستويات وتعبئة كل المصالح المركزية واللامركزية لإنجاح مثل هاته الاستحقاقات الوطنية والتي تهم الآلاف من التلميذات والتلاميذ وتحمل تطلعات أمهات وآباء وأولياء فلذات أكبادنا، نتساءل ماذا أعدت الوزارة المعنية بقطاع التربية والتكوين كعدة بيداغوجية تشمل دروس الدعم والتقوية، واستدراك بعض الوحدات التعليمية التي لم تستكمل بعد إما بسبب التعثرات الناجمة من عدم ملاءمة برمجة العطل البينية وإما بسبب الزخم الهائل من الدروس التي تقع تحت طائلة البرنامج السنوي أو نتيجة التوقفات المتقطعة نظرا لإضرابات ناهيك عن التغيبات لأسباب مشروعة أو غير مشروعة لنساء ورجال التعليم.
وتخوفاتنا أمام هذا الوضع غير المريح، تبقى معقولة يحركها الوازع الوطني والغيرة على أبنائنا الذين تحدوهم نفس العزيمة ونفس الإصرار للنجاح والتفوق والالتحاق بالمستويات العليا، سيما أن وزارة التربية والتكوين أعلنت في تصريح لها أن السنة الدراسية ستستمر إلى غاية متم شهر يوليوز ربما لتعويض وتأمين زمن التعليمات بعد هدرها من جراء الأسباب التي ذكرتها أنفا.
ولو أننا نشك في ذمة الوزارة من حيث حقيقة هذا التمديد طالما أن مواعيد الامتحانات لم يطرأ عليها أي تغيير.
وكذلك لا يفوتنا التوجس في نفس الاتجاه لنعاود الكرة في التساؤل عن ماذا أعدت وزارة التربية والتكوين من أطر بشرية متخصصة في الدعم التربوي وفي تقوية معارف التلميذات والتلاميذ خصوصا منهم الذين يجدون صعوبة بالغة في الفهم والاستيعاب والالتحاق بركب المتفوقين.
لذلك في انتظار مأسسة ” الدعم التربوي” ليصبح عنصرا من مدخلات الإصلاح الشامل لمنظومة التربية والتكوين والتعليم المندمج، سيما بعد الجدل الكبير الذي خلقه من خلال عمليات الابتزاز التي تنتعش منها مجموعة من الدخلاء، يتوجب على الوزارة الوصية أن تتدخل في إطار مسؤولياتها، وفي إطار أخلاقيات الدعم البيداغوجي، لتقنين ماهيته وكل الجوانب الإجرائية والتقنية المواكبة له من أجل جعله أداة من أدوات الرفع بحظوظ النجاح والية من آليات استدراك النقائص وسد ثغرات بعض التعلمات التي تزيغ عن أهدافها في كثير من الاحيان. ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نترك الحبل على الغارب ويصبح كل من هب ودب يخوض في مسالة الدعم على شاكلته وبطرقه في مؤسسات مفتوحة لهذا الغرض، او في بعض المقاهي ليعطي دروسا في الدعم والتقوية دون مراعاة للأسس وشروط هذا الدعم والشريحة التي يمكن أن تستفيد منه لأن الآمر يتحول إلى ميوعة وفوضى عارمة وكأننا في سوق مزايدة والكل يبيع وهما دون حسيب ولا رقيب وغير محسوب العواقب.
ولماذا لا تقوم وزارة التربية والتكوين مثلا، بانتقاء ثلة من الأساتذة الأكفاء سواء منهم العاملين أو المتقاعدين وتستفيد من تجاربهم وحنكتهم في إطار عقد أو شراكة وتعهد إليهم بمهمة القيام بالدعم التربوي على أسس دقيقة وبطريقة واضحة المعالم يسهر على إنجازها أطر التفتيش الذين تكون لهم صفة المراقبة والتأطير والتشبع بالبرنامج الدراسي طيلة السنة.
هذه صيغة من الصيغ التي يمكن للوزارة أن تفكر فيها بجدية طالما أن الهاجس الوحيد لكل المتدخلين من وزارة وجمعيات أولياء التلاميذ واسر هي نسبة النجاح العالية خصوصا فيما يهم البكالوريا بكل شعبها.
وفي نفس سياق أهمية الدعم التربوي، هناك شيء اخر يتم السكوت عنه او تغييبه من طرف الوزارة الوصية على قطاع التربية والتكوين، ولا يرد في المفهوم العام الذي تتبناه من خلال الإجراءات الخاصة التي تواكب الامتحانات الإشهادية، إنه بكل بساطة الدعم النفسي الذي لا تتطرق إليه وزارة التربية الوطنية في المنظور العام للتتبع ومسايرة التلميذ منذ عملية التحضير الى غاية عملية الاختبار.
بقلم: أغرابي عبد الصادق
أستاذ متخصص في علوم التربية وعلم النفس التربوي