شكل “التأهيل البيئي للتلميذ مدخل أساسي للحفاظ على الماء والغابة والفضاء الأخضر في ظل الإكراهات المناخية والمائية الحالية”، محور يوم بيئي نظم، مؤخرا، بجماعة إمي نفاست إقليم سيدي إفني، وذلك بمناسبة تخليد اليوم العالمي للماء والغابة والأرض.
واستهدف هذا اليوم البيئي، الذي نظمته جمعية الوفاق للتنمية والثقافة والتواصل بشراكة مع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب (فرع كلميم)، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، تلاميذ الثانوية الإعدادية “إمي نفاست” ومجموعة مدارس “النسيم”.
وتهدف هذه المبادرة، المنظمة أيضا بشراكة مع وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون، وجمعية عائشة عن القرب والاهتمام بالبيئة، إلى ترسيخ ثقافة الاستهلاك الأمثل للموارد المائية، وتشجيع التلاميذ وتحفيزهم على إنجاز مشاريع تربوية وتحسيسهم بضرورة الحفاظ على الماء لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
وأكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم وادنون، عبدالعاطي الأصفر، في كلمة بالمناسبة، أن المؤسسات التعليمية تسعى إلى الانفتاح على محيطها بهدف تحقيق أثر سواء على المؤسسة أو التلميذ الذي يتعين تحسيسه وتلقينه قيم المواطنة واحترام البيئة والحفاظ على الماء كمادة حيوية، مذكرا بأن خارطة الطريق التي أعدتها الوزارة تركز على ثلاثة محاور هي التلميذ والمؤسسة والأستاذ.
من جهته، أبرز المدير الجهوي للبيئة بكلميم واد نون، محمد أيت عتو، أن هذا اللقاء هو فرصة لتبادل الآراء وإشراك التلاميذ والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم بخصوص التدبير الجيد للماء والموارد المائية، مؤكدا أن أي مقاربة حول تدبير الماء أصبحت تقتضي إشراك الجميع بينهم التلميذ من أجل اقتراح حلول عملية لهذا التدبير.
وذكر أن المغرب يعيش رهانات التنمية المستدامة من خلال سلسلة من المناظرات الجهوية التي أطلقتها، مؤخرا، وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة من أجل التشاور وإبداء الرأي بخصوص تحيين الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في أفق 2030، مبرزا أن معظم التوصيات التي انبثقت عن المناظرة الجهوية لكلميم وادنون قد ركزت على هاجس نذرة الماء التي تعيشه الجهة مما يدفع الجميع إلى التنسيق وتظافر الجهود والتحسيس بأهمية الماء والاستعمال المعقلن له.
من جانبه، قال مدير وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون، عبد العاطي قايمي، أن هذا اللقاء يكتسي أهمية بالغة بالنظر لشعار هذا اليوم البيئي الذي يتمحور حول موضوع الماء كأغلى ثروة يملكها الإنسان، داعيا إلى ضرورة تحسيس مستعملي المياه بالاستعمال المعقلن والترشيد الجيد للماء لاسيما في المجالات التي تعرف استهلاكا كبيرا للمياه كالمجال الفلاحي.
وأشار إلى أن التدبير الجيد للماء يتطلب من مستعملي الماء الانخراط في هذه العملية باعتبار أن تدبير الماء ليس مسؤولية الإدارة وحدها وإنما هو مسؤولية الجميع من مستعملي المياه إلى الإدارات والجمعيات ولذلك، بضيف السيد قايمي، فإن تدبير الماء يفرض مقاربة تشاركية والتنسيق بين جميع المتدخلين.
أما رئيس جمعية الوفاق للتنمية والثقافة والتواصل، حسن خريبات، فأشار إلى أن الهدف من هذا اليوم البيئي هو ترسيخ الثقافة البيئية لدى المتعلمات والمتعلمين وأيضا التربية على الاقتصاد في الماء والطاقة، والعناية بالمساحات الخضراء والغابة ومعرفة دورها في الحفاظ على البيئة.
بدورهم، أكد باقي المتدخلين، من أطر تربوية وفاعلين جمعويين وممثلي مصالح خارجية، أن التربية على السلوك البيئي المستدام داخل فضاء المؤسسات التعليمية هو رافعة للتغيير من أجل التنمية المستدامة عبر تنزيل مشاريع القانون الإطار 51/17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين خاصة المشروع العاشر الهادف إلى الارتقاء بالحياة المدرسية وأجرأة التزامات خارطة الطريق لتجويد المدرسة العمومية 2021-2026،باعتبارها رؤية تربوية أعطت أهمية جوهرية للأنشطة الموازية في الارتقاء بالفرد والمجتمع.
كما شددوا على أهمية الحفاظ على الغابة بالنظر لمنافعها الكثيرة سواء اجتماعية (حطب التدفئة، رعي، سياحة..)، أو بيئية (تخزين المياه الجوفية)، أو اقتصادية (جني التمار، خلق مناصب شغل..).
وتضمن برنامج هذا اللقاء البيئي، تنظيم معرض بيئي حول الماء والاحتباس الحراري وتدبير النفايات المنزلية والتلوث البلاستيكي للأوساط البحرية والتغيرات المناخية، وكذا عملية تشجير بفضاء إعدادية إمي نفاست، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تمحورت حول التغيرات المناخية، والماء، والتربية على البيئة، والفضاءات الخضراء.
التأهيل البيئي للتلميذ مدخل أساسي للحفاظ على الماء والغابة.. محور يوم بيئي بسيدي إفني
الوسوم