في مشهد مقزز، بل مقرف إلى درجة لا تطاق، قام الناطق الرسمي لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، المسمى عبد الإله الإبراهيمي بمهاجمة لاعب فريق الجيش الملكي زكرياء الهبطي، بالسب والشتم، ولم يكتف سيادته بهذا القدر، بل امتد الأمر إلى البصق في وجهه مرتين…
شوهد هذا السلوك غير الحضاري، والمخل بالأخلاق والآداب العامة، والمسيء للروح الرياضية العالية على نطاق واسع، خاصة وأنه صادر عن شخص قادته الظروف، ليتحول فجأة إلى مسؤول داخل ناد مرجعي، يجر وراءه تاريخا حافلا، ويحظى بقاعدة جماهيرية عريضة، وله متابعون من مختلف الأعمار ومختلف فئات المجتمع…
سلوك يعطي رسائل مغلوطة لفئات واسعة، خاصة من صغار السن، صادر من طرف شخص اعتقد أنه بفعلته هذه، قد “أدب” اللاعب، والأكثر من ذلك سعى إلى تمرير رسالة للجمهور الحاضر بالملعب وخارجه، أنه رد له الاعتبار، بعد الحركات غير المقبولة التي قام بها اللاعب المذكور، عقب تسجيل هدف التعادل بمرمى فريقه السابق.
وثقت عدسات الكاميرات والهواتف النقالة، ما قام به هذا الشخص الذي هو الناطق الرسمي للرجاء، ونائب رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، وكان مؤخرا رئيسا لوفد النادي خلال المشاركة بالبطولة العربية بالسعودية، وأظهرت مختلف الفيديوهات التي وثقت الحالة، أن الفعل كان مع سبق الإصرار والترصد…
فهذا “الفارس المغوار” نزل إلى أرضية الملعب، مترصدا خطوات اللاعب، وهو يتجه نحو مستودع الملابس، بعد حصوله على ورقة حمراء، في البداية ساد الاعتقاد أنه سيطلب من الجمهور، الكف عن رمي اللاعب بالقارورات، إلا أن صاحبنا توجه مباشرة نحو الهبطي قبل هبوطه، ليقوم بفعلته، ولولا تدخل رجال الأمن، لاعتدى عليه جسديا…
صحيح أن ما قام به اللاعب، من حركات زائدة اتجاه جمهور الرجاء، بعد تسجيل هدف التعادل بمرمى الحارس أنس الزنيتي.. غير مقبول تماما، ولا يمكن إلا أن يساهم في صدور ردود فعل غاضبة، لكن أن يتفضل شخص مسؤول، وينزل لأرضية الملعب، ويقطع مسافة كبيرة بخطوات متسارعة، ليهاجم اللاعب بطريقة تسيء للرجاء وللعصبة الاحترافية، وكرة القدم الوطنية بصفة عامة، فذلك عمل يستحق أقصى العقوبات، بل من حق الضحية اللجوء إلى القضاء…
إدارة الجيش أصدرت بلاغا احتجاجيا، مطالبة لجنة الأخلاقيات باتخاذ قرار في النازلة، بينما لم يصدر عن الرجاء أي رد فعل حتى الآن…
كل الأوساط الرياضية تنتظر قرار لجنة الأخلاقيات، المفروض أن تعقد اجتماعا بصفة عاجلة، وأن تظهر نوع من الصرامة يالحرص على تخليق الحياة الرياضية، ومحاربة مثل هذه النماذج السيئة، سواء اتجاه اللاعب المخالف، أو الشخص المسؤول الذي تحول من ناطق إلى “باصق” رسمي…
>محمد الروحلي