فضائح مغربية في لندن

تنزل علينا الأخبار وقصاصات وكالات الأنباء هذه الأيام متتالية، تنقل لنا أخبار تورط بعض عدائينا في تعاطي المنشطات والمواد المحظورة خلال مشاركتهم في منافسات أولمبياد لندن، وتضاف هذه الفضائح إلى خيبة الجمهور من النتائج المحصل عليها هناك سواء في كرة القدم أو ألعاب القوى أو في غيرهما من الرياضات، حيث تأكد أن رياضتنا الوطنية في حاجة إلى تغييرات جوهرية وحقيقية، وإلى كثير من الصراحة والشجاعة في التشخيص وتحديد المسؤوليات، وفي بلورة الحلول والمسارعة لتنفيذها.
أن ننتقل من بلد يقدم للعالم سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج وخالد السكاح وإبراهيم بوطيب ونزهة بيدوان وآخرين، إلى بلد تسافر أخبار تورط رياضييه في تناول المنشطات عبر مختلف جهات العالم، فهذه فعلا كارثة حقيقية، وإساءة بليغة لصورة المغرب، ولسمعة رياضته ورياضييه.
اليوم، يقتضي الأمر قبل كل شيء أن يقف المسؤولون عن رياضتنا الوطنية أمام الشعب المغربي لإخباره بالحقيقة، ولتوضيح ما حصل في لندن.
هل فعلا تناول رياضيونا المنشطات؟ وهل جرى ذلك عن قصد وعن سابق معرفة، أم هناك حيثيات أخرى في الأمر؟ وهل فعلا هناك، كما قيل، لوبيات متواجدة بيننا تقف وراء «سوق» المنشطات هذا، وتعارض أو تعرقل كل برنامج أو خطة لمحاربة هذه الظاهرة المسيئة؟
هي أسئلة إذن تجسد اليوم انشغالات الجمهور الرياضي المغربي بكامله، وتستدعي تحقيقا جديا وشجاعا ونزيها من لدن الوزارة الوصية، مع الإعلان عن نتائج ذلك لكل المغاربة وعبر وسائل الإعلام الوطنية، وأيضا اتخاذ الجزاءات المناسبة في حق كل من يثبت أنه تورط في الإساءة إلى الرياضة الوطنية، وإلى سمعة وصورة بلد بأكمله.
إن ما جرى مع رياضيينا في لندن بشأن المنشطات، وأيضا الهزائم المتتالية التي يتواصل حصدها هناك، تقدم دليلا آخر على أن تعزيز الحكامة الجيدة، والتخليق ومحاربة الفساد والمفسدين، وربط المسؤولية بالمحاسبة هي منهجيات ومنظومات إجرائية وتدبيرية يجب أن تجد معناها وامتدادها كذلك في الحقل الرياضي الوطني، وتلج كواليس المؤسسات الرياضية التي عشش فيها الفساد والجمود والريع..
لم يعد الأمر محصورا اليوم فقط في الهزائم والإقصاءات التي تتعرض لها منتخبات كرة القدم وغيرها، أو رياضيي ألعاب القوى وسواها، ولا حتى في عجز أنديتنا وجامعاتنا عن إنجاب أبطال جدد، وإنما أضيفت لكل ما سبق، فضائح المنشطات، أي اعتماد أساليب غير نزيهة، وغير أخلاقية في تدبير(الكاريير)الرياضي، وكل هذا يهدد بتحويل بلادنا إلى نقطة سوداء في أعين المحافل الرياضية العالمية والإقليمية، ولدى وسائل الإعلام الدولية المختصة.
إننا لحد الآن لا نتهم أحدا، ولا نعمد إلى أسلوب المبالغات والبحث عن مشجب، وإنما نطالب بفتح تحقيق جدي وسريع فيما حصل، وفيما يقال ويكتب ويشاع بمختلف مجالس الحديث، وداخل المغرب وخارجه، وندعو أيضا إلى مصارحة المغاربة بالحقائق وبالمتورطين في الفضائح…
من سيتكلم إذن؟
[email protected]

Top