صاحب «الكرش العاري»

«نجح» رئيس الفريق الدستوري بمجلس المستشارين، في ختام الدورة التشريعية الحالية، في منح مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنيت صورة تجسد عنوانا معبرا عن الدرجة صفر من المصداقية… برلماني الحصان «يعارض» الحكومة بـ «كرشه»، فلا يتردد في الكشف عنها أمام عدسات المصورين، بعد كل تلك الجلسات التي كان خلالها يكشف فيها عن «جبهته»، ويخرج بها على الناس ليصرخ منددا بـ… الفساد، ولم يكن يصدقه أحد، فأخرج اليوم بطنه كوسيلة ثانية للإقناع…
فعلا، إنها كل العورات مكشوفة اليوم، وهي تتحرك علانية أمام كل العيون، ولا تخشى في التعري لومة لائم…
هل فقط بتعرية «الكرش» يمكن توفير الدليل على خوائها من… الفساد؟ ولماذا بدل كشف السرة لم يتم الذهاب إلى المحكمة مثلا وكشف… الحساب، بالوثائق والحجج؟ ولماذا لم يبادر صاحب «الكرش العاري» للرد على كل الصحف الوطنية التي نشرت عنه كثير أشياء طيلة شهور وشهور؟ بل ولماذا مباشرة بعد حصة «الستريبتيز» هذه، شوهد صاحبنا يسلم على رئيس الحكومة ويقسم بأغلظ الأيمان أنه لا يملك ضيعات؟
إن صاحب «الكرش العاري» يمثل نموذجا معبرا عن الكائنات التي ابتلي بها مشهدنا البرلماني والانتخابي في السنوات الأخيرة، وهي لم تنجح سوى في جعل شعبنا وشبابنا ونخبنا الحقيقية تفر من العمل السياسي، ولا تقرب المؤسسات التمثيلية، وبقينا نأسف لبلدنا المسكين الذي يوجد في برلمانه أمثال هذا «الحصان» الغريب.
ليس صاحب «الكرش العاري» وحيدا في هذه السقطة التي أنهت بها الغرفة الثانية دورتها، وأصابت الكل بكثير من القرف والأسى، وإنما يوجد «حصان» آخر متورط هذه الأيام في قضية نهب الرمال بمنطقة عامر، وثالث لا يختلف عن الإثنين تورط في قضية أخلاقية تلوك تفاصيلها مجالس الحديث في تمارة، والحكايات كثيرة وتتناسل هذه الأيام، وكلها تقع على رؤوس هذه «الجياد» غريبة الأطوار.
هل هي الفصيلة إذن برمتها مهددة بالاندثار من حقلنا الحزبي والسياسي؟ وهل «دارت الدورة» بكل هؤلاء، وباتوا يتجهون نحو الانقراض؟
إن ما نحياه مع هؤلاء «الممثلين» لأمتنا، لا يثير السخرية فقط، وإنما يخلف لدينا حزنا كبيرا على بلادنا، وعلى… المستقبل.
المغرب لا يستحق كل هذا الاحتقار والمهانة التي يصفعنا بها هؤلاء يوميا، ولا يستحق أن يتحول برلماننا إلى مسلخة يكشف فيها عن مختلف أنواع «الكروش»، وإنما شعبنا يريد من ممثليه في المؤسسة التشريعية أن يكشفوا له عن عقولهم، وعن مستوى ذكائهم، وعن درجة المصداقية السياسية والأخلاقية التي يمتلكونها.
رب احم هذا البلد الطيب وأهله.
[email protected]

Top