كان جمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ 21 على موعد مع الفيلم الجديد للمخرج المغربي نبيل عيوش «في حب تودا» على شاشة سينما قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات.. هذا الفيلم الذي يعرض لأول مرة في المغرب، ومن المرتقب أن يعرض قريبا في صالات العرض الوطنية، هو من إنتاج مشترك بين كل من فرنسا، المغرب، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، والنرويج،
وخلال التقديم الأولي قبل عرض الفيلم، أعرب عيوش، الذي عرف بتسليطه الضوء في أعماله على مواضيع المهمشين، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان مراكش، بعد أن قدم الفيلم في مهرجان «كان» مضيفا أن «الفيلم يحكي عن عزلة نساء ومعاناتهن ولكن كذلك عن قوتهن وأحلامهن (…) كان علي أن أنتظر حتى أجد الممثلة المناسبة وقد وجدتها فأخرجت هذا الفيلم». وأوضح عيوش بأن فن «الشيخات» هو فن قديم، وهن اللواتي أبرزن فن «العيطة».
فيما أبرزت الممثلة نسرين الراضي بأنها اشتغلت على هذا الدور لمدة سنة كاملة، مشيرة إلى أن الفنانة الراحلة خديجة البيضاوية قد ساعدتها كثيرا أثناء التدريب على هذا الدور، معتبرة أن ما يهمها أكثر هو ردود فعل الجمهور المغربي لأن تودا مغربية.
ويحكي الفيلم الجديد لعيوش «في حب تودا» قصة «تودا» التي شخصتها الممثلة المغربية نسرين الراضي، وهي تحاول أن تصبح «شيخة» وسط مجتمع ينظر لـ «الشيخة» نظرة دونية. إلا أن «تودا»، رغم ذلك، تحب «العيوط»، وتلحقها أينما كانت، في حفلات بالهواء الطلق، حيث يلتف مجموعة من الرجال حول «تودا» وهي ترقص وتغني.. لكن سرعان ما يختمر الشراب في عقول وأجساد الرجال مع مطلع الصباح، فيغتصبون «تودا» بوحشية شديدة وسط الغابة.
تعود «تودا» إلى منزلها منهكة وآثار الاغتصاب على جسدها.. تنام قرب ابنها الصغير وتحتضنه، تسترجع قواها من جديد ثم ترجع للسهر في حانات القرية الصغيرة التي تعيش فيها.. تارة الرجال يتحرشون بها وتارة «شيخات» أخريات يضايقنها.
بالإضافة لكل هذا.. تعاني «تودا»، أيضا، مع ابنها الذي لا يسمع ولا يتكلم، ليجد صعوبة في التأقلم مع الأطفال بالمدرسة. وهو ما جعل «تودا» تقرر الرحيل والابتعاد عن قريتها الصغيرة لتدخل عالم الكبار في مدينة الكبار «الدار البيضاء».
ستقنع «تودا» والديها بأن يعتنوا بابنها في البادية ريثما تستطيع إيجاد عمل يليق بها في الدار البيضاء كشيخة تغني «العيطة».. لكن، «تودا»، لم تكن تحلم بغناء «العيطة» في الدار البيضاء فقط، بل كانت تريد حياة أفضل لابنها في مدرسة تتناسب مع وضعيته الخاصة.
ستجد «تودا» مكانة لها في إحدى حانات الدار البيضاء، لكن سرعان ما ستتمرد من جديد، لتخرج من نمط الغناء الذي يبهج مرتادي الحانة، وتحاول غناء «العيطة».. إلا أنه على ما لايبدو، لا مكان «للعيطة» في تلك الحانة لتتعرض للطرد من طرف الباطرون بعد نشوب شجار حاد بينهما. وتستمر رحلة «تودا» في البحث عن مكان يقدر نمط الغناء الذي تحب.
وقد شارك في الفيلم، إلى جانب نسرين الراضي، كل من الممثلة جليلة التلمسي ومونية لمكيمل، وأمين الناجي وجود شامحي وعبد اللطيف شوقي وعبد الإله رشيد وعبد الرحيم المنياري.
ويندرج فيلم «في حب تودا» (فرنسا، المغرب، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، النرويج) ضمن إطار العروض الاحتفالية للمهرجان التي افتتحت بفيلم «الأمر» من إخراج جوستين كورزل (كندا)، والارتباط لكارين تارديو (فرنسا، بلجيكا)، و«الأكفان» لديفيد كروننبرغ (فرنسا، كندا)، و«الجدار الرابع» لدافيد أولهوفن (فرنسا، لوكسمبورغ، بلجيكا)، و«بذرة التنين المقدس» لمحمد رسولوف (ألمانيا، فرنسا، إيران) ثم «ما زلت هنا» لوالتر ساليس (البرازيل، فرنسا).
مبعوثا بيان اليوم إلى مراكش:
متابعة: سارة صبري
تصوير: أحمد عقيل مكاو