بين ألم الإصابة التي غيرت ملامحها وألم الفراق عن أسرتها وأهلها تعيش الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص (32 عاما) منذ اعتقالها قبل أكثر من عامين واتهامها بتفجير أسطوانة غاز في مركبتها على بُعد عدة أمتار عن حاجز زعيم العسكري جنوبي القدس .
ولم تشفع الحالة الصحية للأسيرة إسراء جعابيص (الأم لطفل صغير) أمام سلطات الاحتلال، فرغم الحروق التي أصابت 65 % من جسدها وبترت أصابع يديها، ورغم حاجتها الماسة لإجراء أكثر من 8 عمليات جراحية، حكمت عليها المحكمة المركزية في مدينة القدس بالسجن الفعلي لمدة 11 عاما، إضافة إلى تعويض لشرطي متضرر بمبلغ 5 آلاف دولار أمريكي، حيث قدم محامي الدفاع عن الأسيرة جعابيص استئنافا على الحكم مطالبا بتخفيضه، وقد عقدت جلسة يوم الخميس الماضي في المحكمة العليا للنظر بالاستئناف المقدم، وتم تأجيل البت فيه على أن يتم إرسال القرار لاحقا.
وظهرت الأسيرة جعابيص خلال المحكمة بإرادة قوية رغم الاوجاع والتشوهات المصابة بها، وقالت بضعة كلمات “الوجع مرئي.. طولت وأنا بالسجن من سنتين… لا علاج ولا مساعدة ولا مبرر لاستمرار اعتقالي”.
ألم نفسي وجسدي
وقبل عدة أيام تحدثت إسراء في رسالة لها عن الآلام التي تعاني منها، موضحة أنها تعاني من تشنجات في اليدين والقدمين وبالتالي هذا يمنعها من القيام بأمورها اليومية إلا بمساعدة الأسيرات.
وأوضحت جعابيص أنها لا تتمكن من ارتداء المشد الذي يغطي الحروق لصعوبة ارتداءه من جهة، ولتمزقه من جهة ثانية.
كما تعاني من جفاف بالعين وآلام كلما تعرضت للهواء أو غسلت عينها بالماء.
أما أنفها فقد أصيب بحروق داخلية وانحراف، وتقوم الأسيرة بالتنفس من خلال فمها ومن فتحة صغيرة جدا في أنفها. كما أن أسنانها تتكسر لضعف الكلس بعد الحادث الذي تعرضت له.
وأضافت جعابيص أنها لا تتمكن من رفع يديها للأعلى بسبب محدودية حركتهما، وأن أذنها اليمنى مكوية وغير موجودة تقريبا، وذلك يسبب لها التهابات.
ولم يتوقف الأمر عند الألم والوجع في جسد إسراء، فقد قالت في رسالة كتبتها مؤخرا أنها تتألم بصمت ونفسيتها تتحطم كل يوم وبحاجة لعلاج نفسي، حيث قالت: “أخاف عندما أرى نفسي “فكيف بالآخرين؟ وماذا سيقول ابني عندما يراني؟ هل سيشعر بالخوف مني؟”.
إسراء بحاجة لعلاج ومتابعة
أما والد إسراء جعابيص فقد قال في لقاء معه: “الوضع الصحي لابنتي إسراء ليس جديدا، إسراء حولت من المستشفى إلى السجن بعد ثلاثة أشهر من إصابتها في الحادث، وكانت بحاجة لعلاج وعمليات بالأنف والأذن والعين واليدين والرقبة… وغيرها”.
وتذكر والد الأسيرة زيارتها الأولى في السجن حيث جاءت إلى مكان الزيارة على الكرسي المتحرك بمساعدة أسيرات”.
وما يقلق الأسيرة جعابيص ويزيد من ألمها هذه الأيام قال والدها: “أخبرت إدارة السجون إسراء مؤخرا أن نجلها (المعتصم 10 سنوات) لم يتمكن من زيارتها مجددا بحجة “عدم حيازته هوية إسرائيلية”.
وأضاف والدها: “حكم الاحتلال بناء على تكهناته، إسراء لم تنو تنفيذ عملية.”
منى جعابيص -شقيقة إسراء- قالت إن إسراء اضطرت قبل حوالي شهرين إلى قص شعرها حتى لا تثقل بسببه على نفسها وعلى الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال.
وتتمنى منى أن رسالة اسراء وأوجاعها والحملة التي أطلقت مؤخرا أن تحرك الجهات المعنية للعمل من أجل تخفيض الحكم عن إسراء، أو على الأقل الحصول على أدنى حقوقها وهو العلاج وإجراء العمليات التي تحتاجها لحين الافراج عنها”.
16 أسيرة مقدسية
من جهته أوضح أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أن هناك 18 أسيرة مقدسية يقبعن في سجون الاحتلال، 5 منهن أصبن خلال الاعتقال وهن “إسراء جعابيص، وشروق دويات، ومرح باكير، وجيهان حشيم، ونورهان عواد”، وهن بحاجة لمتابعة علاجهن، إلا أن إدارة السجون تهمل في ذلك.
من فلسطين: سلمى جابر