الباحث محمد همام يقرأ كتاب “ءيناير: مدخل إلى التقويم الأمازيغي” لزميله الحسين بويعقوبي

شارك الأستاذ الباحث بجامعة ابن زهر، الدكتور محمد همام، يوم الاثنين 8 يناير 2024، في الندوة الافتتاحية لاحتفالية مدينة أكادير بالسنة الأمازيغية الجديدة، حيث قدم قراءة لكتاب زميله، الدكتور الحسين بويعقوبي، الذي يحمل عنوان: “ءيناير: مدخل إلى التقويم الأمازيغي”.
وخلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة الأستاذين رشيد بن بيه وعبد قادر ملوك، قال الأستاذ همام أن الكتاب،(الصادر عن منشورات كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بأيت ملول ـ 2023) غني وشيق ومملوء بالمعطيات والتحاليل والمقارنات والتأويلات، من منظور أنثروبولوجي.
وأضاف أن إصدار “ءيناير: مدخل إلى التقويم الأمازيغي” يجد فيه القارئ “تكامل خبرة المؤرخ والأنثربولوجي، على قلة ما يلتقيان ويتوافقان، وفيه قدر كبير من الحذر المنهجي، وقليل من روح المؤلف النضالية التي عرف بها”.
وسجل الأستاذ همام أن مؤلف الكتاب “كان وقافا عند مقتضيات البحث، وما تتيحه المعطيات والوثائق أثناء النظر والتحليل، لذا كان متسائلا أكثر، ومقتصدا في الاستنتاجات، وفي الأجوبة الحاسمة، مما أعطى للكتاب توازنا معرفيا وثقافيا ومنهجيا بارزا”.
وقدم الكتاب، فعلا، معالم سردية جديدة في فهم موضوع التقويم الأمازيغي، والسنة الأمازيغية، وعلاقة ذلك بتقاويم أخرى، خصوصا: التقويم الميلادي والهجري، وسياقات التفاعل والتأثير والتأثر، في المغرب، وفي شمال أفريقيا عموما. وعلاقة السنة الفلاحية بالسنة الأمازيغية، وكيف وقع الانتقال، في التسمية من الأولى إلى الثانية، وكيف امتزج التقويم الأمازيغي، على مستوى تسمية الشهور مثلا، مع التقويم الهجري، وليس الميلادي!
كما قدم الكتاب معطيات مهمة حول الثقافة الفلكية وثقافة الأنواء في علاقة الأمازيغ بالطبيعة والكواكب والزمن، بما يبرز عبقرية العقل الأمازيغي في إنتاج براديغم تقويم مستخلص من تجربة الأمازيغ في أرضهم ومن تفاعلاتهم مع روافد وافدة، كانت تنقصه السلطة السياسية والقوة، بحسب الكتاب، ليسود مثل التقاويم الأخرى.

Top