جاهزية الأسود لرفع التحدي؟…

يستعد المغرب لتنظيم نسخة غير مسبوقة لكأس أمم إفريقيا، في تاريخ هذه التظاهرة القارية، وظهر ذلك جليا من قيمة التجهيزات الحديثة التي يضعها بكثير من السخاء، رهن إشارة المنتخبات المؤهلة للنهائيات، تجهيزات تعد من الجيل الجديد، بمواصفات الدولية غير مسبوقة قاريا…

وإذا كان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يشترط (6) ملاعب بدفتر التحملات، فإن المغرب يجهز (9) ملاعب على أعلى مستوى، سواء المنجزة حديثا، أو تلك التي أعيد تهيئتها بالكامل، لتصبح تحفا رائعة تشرف قارة بأكملها.

ولعل الأجواء الاحتفالية التي شهدتها عملية القرعة بالرباط مساء أول أمس الاثنين، والاحترافية التي طبعت فقراته، وقيمة الحضور، تعد مؤشرا ذا دلالات عميقة على أن دورة “المغرب 2025” سترفع السقف عاليا، كما اعترف بذلك رئيس (الكاف) الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي.

كل هذه المميزات والخصوصيات، في حاجة إلى التألق أيضا على مستوى المنافسات، بتتويج يعيد كرة القدم الوطنية إلى منصة التتويج، وذلك لن يحدث إلا بإعداد فريق تنافسي قادر على رفع التحدي.

والإيجابي أن كل الإمكانيات متوفرة قصد الوصول إلى الهدف المنشود، فهناك لاعبون على أعلى مستوى، وهناك جمهور داعم في السراء والضراء، وهناك ظروف إعداد مثالية، وبالتالي لابد من توظيف جيد لكل هذه المميزات، من الصعب أن تجتمع دفعة واحدة في منتخب آخر، و”أسود الأطلس” أمام فرصة تاريخية لإعادة ربط الماضي بالحاضر، حتى لا يبقى إنجاز أديس أبابا منتصف سبعينات القرن الماضي، وحيدا بخزانة كرة القدم الوطنية.

فحمل الدولي السابق أحمد بابا خلال حفل الافتتاح لكأس الدورة، بصفته واحدا من فرسان دورة إثيوبيا سنة 1976، بمثابة رسالة واضحة للجيل الحالي الذي يقوده بكل اقتدار العميد أشرف حكيمي، والكرة الآن بمرمى الطاقم التقني بقيادة وليد الركراكي.

وما يؤشر على أن الدورة المقبلة ستكون غير مسبوقة أيضا، على مستوى التقني والجانب الفني، تأهل أبرز المنتخبات الإفريقية، باستثناء غانا المتوجة باللقب أربع مرات، والتي تعد الغائب الأكبر، بعدما أنهت التصفيات في المركز الرابع والأخير في مجموعتها، حيث خسرت أمام أنغولا والسودان.

 وهذا إذا ما أضفنا عامل إجراء التظاهرة بالأراضي المغربية، كمحفز أساسي بالنسبة للنجوم الأفارقة المتألقين على المستوى الدولي، مما ينبئ بمباريات مشتعلة قوية ونارية، لا ترحم المتخاذلين.

وقع المغرب بالمجموعة الأولى، سيلعب مباراة الافتتاح ضد جزر القمر، وتضم مجموعته أيضا مالي وزامبيا، وهي مجموعة متوازنة، على غرار باقي المجموعات، مع أن مختلف التعاليق تصنف المجموعة السادسة الأقوى على الإطلاق بوجود كوت ديفوار حاملة اللقب، إلى جانب الكاميرون الفائز بالكأس خمس مرات، والغابون وموزمبيق.

بيد أن التجربة عملتنا، أنه لم يعد هناك منتخب كبير وآخر صغير، كما حدث في أكثر من مناسبة، فكثيرا ما تحققت نتائج لم تكن أبدا في الحسبان، قبلت المعطيات رأسا على عقب.

 وعليه، فإن الفريق الوطني سيواجه تحديا كبيرا، يفرض اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة، قصد تحويل المشاركة رقم (20) بـ”الكان” إلى موعد للاحتفال والتتويج…

Top