قاد المدرب المغربي محمد عادل الراضي، فريق الجيش الرواندي لكرة القدم، إلى الفوز بلقب الدوري الوطني الرواندي، للمرة الثالثة على التوالي.
عادل ابن العاصمة الرباط، خريج المدرسة البلجيكية، يعد حاليا من أنجح المدربين على الساحة الإفريقية، سبق أن توج مع الجيش الرواندي، بلقب الدوري الوطني المحلي، وأيضا مسابقة الكأس، وكأس شرق إفريقيا للفرق العسكرية لموسمين متتاليين، كما لعب السنة الماضية كأس الاتحاد الإفريقي، وخسر في الدور الثاني بصعوبة كبيرة مع نهضة بركان حامل اللقب، ويطمح الموسم القادم لمشاركة ناجحة بعصبة الأبطال.
فعلى الصعيد الوطني، سبق له أن اشتغل كمساعد للمدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو في تدريب الرجاء الرياضي في موسم 2018/2019، وكمدير تقني بنادي اتحاد طنجة لمدة موسمين، إضافة إلى تجارب قصيرة بغانا والإمارات.
بداية تجربته الإفريقية، انطلقت من غانا، وبالضبط مع “بيشيم يونايتيد”، ليلتحق بعد ذلك بالدوري الرواندي، ويعد حاليا الأعلى أجرا براتب شهري يصل إلى 20.000 يورو، ورغم العروض التي تلقاها، إلا انه فضل الاستمرار بحثا عن مسيرة ناجحة بعصبة الأبطال، خاصة وأنه استطاع بناء فريق منسجم بجيل من اللاعبين الشباب، تألقوا بمسابقة الدوري، ليلتحق سبعة منهم كأساسيين بالمنتخب الرواندي.
هكذا يقدم عادل، البالغ من العمر 40 سنة، نموذجا ناجحا لما يمكن أن يكون عليه أي مدرب مغربي آخر، فهو لم يتسمر في المقاهي، ولم يحول فضاءتها لمنصة لتوجيه انتقادات مجانية لزملائه في المهنة، لم ينصب المكائد للآخرين، لم يتودد لبعض الصحفيين قصد البحث عن شغل، لم يتواطأ مع بعض المسيرين بهدف ضمان الاستمرارية.
وعندما فهم أن السوق الداخلي يعرف ازدحاما غير عاد، لا ينصف الكفاءة ولا يعترف بحق الأسبقية، تطغى عليه فوضى، وفشل كل بنود القوانين من ضمان حماية المهنة، حزم حقائبه قائلا في قرارات نفسه، “أرض الله واسعة، والكفاءة لا وطن لها، ولا جنسية محددة”.
رائع صراحة أن تخوض أطر مغربية تجارب ناجحة بالخارج، سواء على الصعيد العربي أو الإفريقي، فهو أحسن سفير لبلاده، وهناك أمثلة حية، لمدربين مغاربة سبق ان حققوا مسارا موفقا، بل يحتدى به بالنسبة للأجيال القادمة، إلا أن هناك عدد قليل، ممن يتجرؤون على ركوب المغامرة، وخوض التحدي، على غرار مجموعة من المدراس العربية، خاصة التونسية.
فالأغلبية الساحقة تفضل البقاء داخليا، والاكتفاء بتجارب محدودة، بل هناك من يبحث فقط عن عقود متاحة تمكن من الاستفادة من عائدات ملفات النزاعات، لا يهمه التطور في مهنة التدريب، ولا البحث عن آفاق رحبة، بل لا تغريه الانجازات وكسب الألقاب.
والغريب هو ما يطغى على الساحة حاليا من تدافع غير إيجابي، بل غير منصف تماما، يبقى الهدف الوحيد، كسب رخص التدريب، كما حدث مؤخرا فيما يخص دبلوم “كاف برو”، بتواجد أسماء يثير وجودها الكثير من الاستغراب والحيرة، والمنتظر أن يتمكن هؤلاء الناجحون من التحول إلى مدربين لأندية محترفة بأوروبا وآسيا، ما دامت هذه الرخصة الجديدة، تسمح لهم بذلك من الناحية القانونية، وننتظر صادقين أن يتمكن اسم مغربي من التواجد على رأس ناد محترف.
“برافو” عادل الراضي، واصل بثبات، فكل المستقبل أمامك، تسلح بعزيمتك وطموحك، فالأكيد أن لكل مجتهد نصيب، وتذكر دائما أن والدتك رحمها الله كانت تقول لك دائما “سير عادل الله يرضي عليك”…
>محمد الروحلي