تحت شعار “ابحث، شخص، عالج”، تحيي دول العالم الأسبوع العالمي لمرض ضعف المناعة، وذلك في الفترة ما بين 22 و29 أبريل الجاري. وتعد هذه التظاهرة تقليدا سنويا ينظم بمبادرة من مجموعة من الهيئات والجمعيات الدولية عبر العالم لرفع مستوى التحسيس بأمراض المناعة الأولية والبحث عن سبل مواجهتها بشكل أفضل.
وتشمل أمراض نقص المناعة الأولي أكثر من 300 مرض وراثي نادر يصيب 1 من كل 5000 ولادة، يحدث فيها خلل في جهاز المناعة وبالتحديد في وظيفة خلايا الدم البيضاء وكمية الغلوبولين المناعي التي تنتجها الخلايا الليمفاوية والمعروفة باسم الأجسام المضادة.
وأفادت جمعية “هاجر”، التي تعنى بمساعدة الأطفال المغاربة المصابين بضعف المناعة الأولي، والتي انضمت إلى هذه الحملة العالمية، أن المرض يحصد عشرات الأرواح البريئة في طريقه سنويا، إذ يبلغ معدل وفيات الرضع جراء هذا المرض، ما بين 40 إلى 60 رضيعا خاصة النوع الخطير، الذي يمثل 20 في المائة من عدد المرضى، ويتميز بإسهال مستمر وتعفن رئوي دائم مما يجعل معدل الحياة لا يتعدى أربع سنوات بدون العلاج الوحيد الذي يتمثل في عملية زراعة النخاع العظمي.
وأضافت الجمعية، في بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن النوع الثاني من هذا المرض، والذي يمثل 60 في المائة من الإصابات، يجعل الطفل في حاجة إلى حقنة مادة “الإيمينوغلوبولين” كل شهر على مدى الحياة، وفي غياب هذه المادة لا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة 15 سنة. ويصل ثمن الحقنة الواحدة إلى 4800 درهم، ويحتاج الطفل المريض حسب وزنه من حقنة واحدة إلى ثمانية حقن كل شهر مدى الحياة ليستطيع الاستمرار في العيش.
وبهذه المناسبة، ناشدت جمعية “هاجر” كل المتدخلين، وعلى رأسهم وزارة الصحة والمستشفى الجامعي ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، من أجل التدخل بصفة مستعجلة، لإحداث وحدة استشفائية متخصصة في هذا المرض، الذي يصيب أكثر من 18000 ألف مواطن.
وأوضحت الجمعية أن إدارة مستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي، كانت قد وافقت في سنة 2005 على إنشاء وحدة خاصة بمرض ضعف المناعة الأولي، وشرعت بالفعل في إجراءات البناء، إلا أن هذا المشروع يعرف نوعا من الجمود منذ فترة، علما، كما يقول البلاغ، أنه يشكل حلما حيويا وضروريا بالنسبة للأطفال المصابين وذويهم، وأن تحقيقه سيمكن المغرب من استدراك التأخر الكبير في هذا الميدان، مقارنة مع دول الجوار، بحيث تتوفر دولة تونس الشقيقة مثلا على وحدتين من هذا النوع، مكنتا من تحقيق تقدم غير مسبوق في مجال علاج المرض بل وإجراء عمليات زرع النخاع العظمي. وتجدر الإشارة كذلك أن مستشفى الأطفال الهاروشي التابع للمركز الصحي الجامعي، يتوفر على العديد من الأطر المختصة في أمراض ضعف المناعة الأولي والقادرة على المساهمة في إنجاح هذا المشروع الهام.
يذكر أن جمعية “هاجر” أطلقت كذلك، بتزامن مع الأسبوع العالمي لضعف المناعة الأولي، حملة للتبرع بالدم من أجل إنقاذ الرضع والأطفال المغاربة الذين يعانون من هذا المرض، وذلك بمركز تحاقن الدم بالدار البيضاء قرب مستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي، حيث يمكن للمواطنين التقدم للتبرع من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الثالثة والنصف بعد الزوال.
سميرة الشناوي