في لقاء مع عمر بن سيتل ممثل حزب التقدم والاشتراكية بالمجلس الجماعي آيت أوريبل، تحدث عن أزمة التسيير والخلافات الحادة بين مكونات المجلس الجماعي، واستياء الساكنة التي تشكو من مشاكل ومعاناة في عدة مجالات مرتبطة بالبنية التحتية والعيش الكريم . وأشار كذلك إلى أن عدد من المستشارين الجماعيين المنتمين للأغلبية والمعارضة، مستائين من الطريقة والكيفية التي يتم بها تسيير شؤون الجماعة، والتي تنم في مجملها عن ضعف التجربة والحنكة في التسيير وعدم الإلمام الجيد بالملفات والانتظارات والتحديات المطروحة لتنمية الجماعة، وضعف في الأداء وسوء تنظيم وتسيير الدورات، داعيا إلى وضع خارطة طريق لتجاوز هذا الوضع الذي تؤذي ثمنه الساكنة.
يعيش المجلس الجماعي لآيت أوريبل إقليم الخميسات، وضع لا يبشر بالخير، أفرزته نتائج الانتخابات الجماعية 2021 بكل مظاهرها، وضع يتسم بالتوتر والاحتقان وعدم التوافق بين الأطراف المشكلة للمجلس، نتجت عنه صراعات معلنة وخفية لا ندري أسبابها ومسبباتها، فالمتتبع لما تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي من أشرطة فيديو، يقف على واقع لا يرتفع، حيث تحولت أغلب الدورات التي عقدها المجلس الجماعي إلى قاعة لتبادل الاتهامات وهدر زمن الدورات في اللغو وتصفية الحسابات السياسوية الضيقة وموقع للصراع والتطاحن بين الرئيس المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة ومكونات من أغلبيته المسيرة (كذا ! ) ، التي تفككت لاعتبارات وصفوها بالموضوعية ، وبين الرئيس وممثلي المعارضة التي تمارس حقها الدستوري.الشيء الذي خلق أزمة داخل دواليب المجلس ،هيمنت في تعميق المشاكل والمعاناة التي تعيشها الساكنة في عدة مجالات مرتبطة بالبنية التحتية والعيش الكريم .
وقد شكلت هذه الخلافات الحادة بين مكونات المجلس الجماعي، محور نقاشات متعددة بين عدد من الفعاليات والمهتمين بالشأن المحلي لآيت أوريبل، الذين تأسفوا لما وصلت عليه حالة هذا المجلس الجماعي.
فأغلبية الساكنة عبروا عن استيائهم من أداء هذا المجلس، الذي لم يحقق، وهو على مشارف استكمال سنتين من تدبيره لشؤون الجماعة، الحد الأدنى لانتظارات ومطالب المواطنين المشروعة في عدة دواوير كدوار زهانة مثلا ودواوير أخرى تعاني من غياب المسالك والكهرباء والماء ومعاناة التلاميذ في التنقل قصد التمدرس.
ومن جهة أخرى، كشف عدد من المستشارين الجماعيين المنتمين للأغلبية والمعارضة عن استيائهم للطريقة والكيفية التي يتم بها تسيير شؤون الجماعة، والتي تنم في مجملها لضعف التجربة والحنكة في التسيير وعدم الإلمام الجدي بالملفات والانتظارات والتحديات المطروحة لتنمية الجماعة، وضعف في الأداء وسوء تنظيم وتسيير الدورات، وتأجيج الصراعات بين مكونات المجلس، مستغربين في نفس الوقت، كيف لرئاسة المجلس الجماعي التي من المفروض وطبقا للمادة 48 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات والتي تنص على» أن الرئيس يسهر على النظام اثناء الجلسات …» يقوم بالتصفيق ورفع الشعارات إلى جانب بعض المواطنين الحاضرين في أطوار إحدى الدورات …» متسائلين في نقس الوقت عن تصرفات الرئاسة وانسحابها من اجتماع الدورة، وعن هذا النمط الجديد والغريب لرئاسة المجلس التي من وظائفها الحفاظ على وحدة مكونات المجلس وعلى النظام العادي لأشغال الجلسة، مستنكرين القرارات الانفرادية والطريقة التي تعتمدها الرئاسة في تسيير شؤون الجماعة والتي وصفتها بالعشوائية والارتجالية …
وفي تصريح له، أعرب عمر بن سيتل ممثل حزب التقدم والاشتراكية بنفس المجلس على أن : التجربة الحالية للمجلس الجماعي لأيت أوريبل وبالنظر للأجواء العامة التي مرت فيها الانتخابات الأخيرة ونتائجها، كنا ننتظر على العموم أن من يتحمل مسؤولية التسيير وتدبير شؤون المجلس الحالي، سيواكب انتظارات ساكنة الجماعة وتلبية مطالبها المشروعة، لاعتبارات موضوعية . أولا:أن الرئيس المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يتوفر على أغلبية مريحة، ثانيا: الرئيس جاء في فترة تتميز بتحالف الأحزاب الثلاثة وهيمنتهم على مجالس الجهات والمجالس الإقليمية، حيث – يضيف عمر بن سيتل – أن مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة يترأسه رئيسا منتميا لحزب رئيس الجماعة، وبدوره مكتب المجلس الإقليمي للخميسات يتكون من أعضاء منتمين لنفس حزب الرئيس . وكان من المفروض أن تستفيد الجماعة من هذا الوضع، وأن يبصم الرئيس الحضور الإيجابي للدفاع والترافع عن مصالح الجماعة لتنميتها لدى هذه المؤسسات المنتخبة أولا، لكن مع الأسف – يضيف ممثل حزب التقدم والاشتراكية – لم تتم المبادرة وهو ما أدى مع الأسف إلى هدر الزمن السياسي وكبح فرص للتنمية وتحسين ظروف عيش الساكنة .
فالوضع الحالي للمجلس– يؤكد عمر بن سيتل –يسير من سيء إلى أسوأ فحتى برنامج عمل الجماعة لم ير النور بعد، على غرار باقي الجماعات الترابية الأخرى، مما يجعل من المجلس الحالي يسير بدون بوصلة وبدون مخطط استراتيجي، إضافة – يقول المتحدث – أن الرئيس فقد أغلبيته، والوضع العام تخيم عليه التشنجات، جراء بعض الممارسات والتدابير الارتجالية والغرور الزائد والتعنت المفرط والغير المبرر وسوء التقدير، وانعدام التواصل الجدي المسؤول والمعقول وغياب رؤية واضحة حول منهجية التسيير، لان التسيير هو سلوك يمكن أن يكون إيجابيا ويمكن أن يكون سلبيا، فسياسة الاذان الصماء في نظرنا لا تجدي في شيء، وهذا ما فتح الطريق أمام( بلوكاج ) من نوع آخر ستدفع ساكنة جماعة أيت أوريبل نتائجه السلبية .
وفي الختام دعا – ممثل حزب الكتاب داخل المجلس الجماعي –إلى ضرورة تصحيح هذا الوضع القائم، الذي يؤذي ثمنه المواطن، لأن المتضرر الوحيد من هذا الوضع، هي الساكنة التي تنتظر الكثير من المجلس الحالي لتلبية حاجياتها، وتحسين ظروف عيشها – مضيفا – أنه إذا كنا نسجل بإيجاب إتمام مشروع التطهير وإخراجه إلى حيز الوجود ، بفعل تظافر جهود جميع المتدخلين والشركاء من أطر المجلس ومدير المصالح وسلطات إقليمية ومحلية، فإن ساكنة الجماعة تنتظر مشاريع مهيكلة من شأنها إخراج الجماعة من جمودها ووضعها الحالي، من قبيل تقوية البنية التحتية من مسالك وطرق وتعميم شبكة الماء والكهرباء، البحث والتواصل مع المؤسسات الحكومية لعقد اتفاقيات شراكة للنهوض بالقطاع الرياضي والثقافي وتعزيز النقل المدرسي وتفعيل اتفاقية الشراكة مع وزارة الصحة لتأهيل المركز الصحي وجلب سيارة إسعاف جديدة، البحث عن تنمية مداخيل الجماعة بإحداث دكاكين تجارية وتجزئة سكنية مجهزة بمركز الجماعة، تتبع مآل إحداث السوق الأسبوعي المشترك بين الجماعة وبلدية الخميسات.
وهذا لن يتأتى – حسب عمر بن سيتل ممثل حزب التقدم والاشتراكية – إلا بضرورة تصحيح الوضع القائم، ومد جسور التواصل والثقة بين المجلس ومحيطه من سلطات محلية وإقليمية وباقي المتدخلين والشركاء، ووضع خارطة طريق جديدة لتدبير شؤون الجماعة بإشراك جميع مكونات المجلس الجماعي لتنفيذ قراراته، وجعل مصلحة ساكنة جماعة أيت أوريبل التي تستحق الأفضل فوق كل اعتبار .
< أمين إلياس