دعا وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أول أمس الاثنين، بإجراء مهمة تفتيش فورية تهدف إلى تقييم تدابير السلامة المعتمدة في جميع أوراش بناء السدود قيد الإنجاز بمختلف أنحاء المملكة.
وبحسب بلاغ للوزارة فإن نزار بركة دعا إلى إيفاد لجنة للبحث في ظروف وملابسات وفاة 5 أشخاص، نهاية الأسبوع المنصرم، بورش تعلية سد المختار السوسي بإقليم تارودانت.
وأكد نفس المصدر، أن “القانون المغربي يلزم الشركات المتعهدة بضمان شروط سلامة العاملين وغيرهم من الأشخاص المتواجدين في أوراش البناء، وذلك من خلال وضع خطط للوقاية من المخاطر المهنية والتطبيق الصارم لتدابير السلامة” .
وفي انتظار كشف ملابسات الحادث الذي أثار الكثير من التساؤلات، يؤكد مقربون من بعض الضحايا غياب إجراءات السلامة بالورش، منددين باستدعاء الضحايا للعمل بالورش في يوم عطلتهم .
وأوضح أحد هؤلاء في تصريح إعلامي، أن العمال الخمسة منهم اثنان يشتغلان لفائدة وكالة الحوض المائي بسوس ماسة، وثلاثة لفائدة شركة خاصة معنية بمشروع تعلية سد المختار السوسي، تم استدعاؤهم بشكل مستعجل يوم الأحد، للعمل على إصلاح عطب بأحد الأنابيب الموجودة بالنفق لاستخراج مياه الري من السد لفائدة فلاحي المنطقة، مشيرا في هذا السياق، إلى أن صعوبة اعترضت هؤلاء العمال عند محاولاتهم فتح غطاء معدني، مما اضطرهم لعملية تسخينه بواسطة قنينة غاز فوقع الانفجار وتسبب في الفاجعة، دون معرفة السبب.
هذا، وأفاد أحد أخصائي السلامة والصحة المهنية، أن مشاريع بناء السدود تعتبرمن المشاريع الضخمة التي تتطلب أقصى إجراءات السلامة لحماية العاملين، لكن للأسف، يقول نفس المصدر، هذه المشاريع غالبا ما تشهد إهمالا لهذا الجانب، مما يعرض حياة العمال للخطر، موضحا في هذا السياق، أن ضغط الوقت في إنجاز عمل معين، والتقليل في الإنفاق على معدات السلامة والتدريب من قبل الشركات المستخدمة، غالبا ما يتسببان في الحوادث المؤلمة.
وشدد نفس المصدر، على التتبع والمراقبة للأوراش الضخمة من خلال إجراء عمليات تفتيش دورية لمواقع العمل للتأكد من الالتزام بتدابير السلامة، ومدى توفير معدات السلامة الشخصية المناسبة لجميع العمال، والتأكد من صلاحيتها، و تشكيل لجان سلامة في مواقع العمل لمتابعة تطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية بشكل صارم، ومحاسبة المخالفين.
< سعيد أيت اومزيد