منى قبطي: شكرا للمهرجان وللجنة التحكيم لأنكم قدمتم منصة لأصواتنا المقهورة لأن تسمع

حصل الفيلم الفلسطيني «ينعاد عليكو» على النجمة الذهبية مساء أول أمس السبت في اختتام الدورة الـ 21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. والفيلم من إخراج إسكندر قبطي ومن إنتاج مشترك بين كل من فلسطين وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وقطر، ومن تشخيص منار شهاب ووفاء عون وميراف ميمورسكي وتوفيق دانيال.
وعرف حفل الافتتاح الذي أقيم بقصر المؤتمرات، حضور مجموعة من الفنانين الأجانب والمغاربة والنقاد وعشاق الفن السابع الذين حجوا لمتابعة حفل اختتام المهرجان الذي استمر لتسعة أيام من 29 نونبر إلى 7 دجنبر الحالي، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
وقد تألفت لجنة تحكيم الدورة الـ 21 من المهرجان، من لوكا جوادانييتو (رئيسا) من إيطاليا، وعلي عباسي من إيران/ الدنمارك، وزويا أختر من الهند، وباتريشيا أركيت من الولايات المتحدة الأمريكية، وفيرجيني إيفيرا من فرنسا، وجاكوب إيلوردي من أستراليا، وأندرو غارفيلد من بريطانيا/ الولايات المتحدة الأمريكية، ونادية كندة من المغرب، وسانتياغو ميتري من الأرجنتين.


وقد تسلمت الجائزة، منى قبطي، زوجة المخرج إسكندر قبطي وشريكته في كتابة السيناريو، وقالت بالمناسبة: «بداية وبالنيابة عن المخرج إسكندر قبطي والمنتجين والممثلين وجميع طاقم العمل، أتقدم بالشكر الجزيل لمهرجان مراكش ولجنة التحكيم على هاته الجائزة القيمة»، مضيفة أنه «بالرغم من فرحنا الكبير بهذا التقدير، نقف هنا في ظل كل ما نشهده من فضائع وجرائم في حق شعبنا والإنسانية ككل. ونتساءل في ظل عجزنا كيف وصلنا إلى هنا، كيف أصبح التجريد من الإنسانية شيئا عاديا.. كيف أصبح القتل والدمار والتشريد مشهدا مقبولا، كيف فقدنا البوصلة (…) نأمل أن يجيب فيلم «ينعاد عليكو» على بعض الأسئلة من خلال تسليط الضوء على تداعيات التلقين في المجتمعات وتأثيرها على سلوكيات الأفراد، لا سيما في مجتمعات لا تزال فيها النساء مقيدة بأسر عادات وتقاليد تلغي حرياتها الشخصية قبل كل شيء».
واختتمت قبطي كلمتها بالقول «نضالنا مترابط والتحرر الحقيقي لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الآخرين، لا أحد منا حر حتى نكون جميعنا أحرارا، وخاصة النساء من بيننا (…) شكرا للمهرجان وللجنة التحكيم لأنكم قدمتم منصة لأصواتنا المقهورة لأن تسمع».
هذا، ويسلط الفيلم الفلسطيني «ينعاد عليكو» الأضواء على وقائع مترابطة لأفراد أسرة برجوازية من فلسطينيي مدينة حيفا، من خلال نساء يتبنين وجهات نظر مختلفة حول مكانة التقاليد في حياتهن، ليجدن أنفسهن مدعوات للاختيار بين الحريات الفردية أو العيش وفق نمط تقاليد المجتمع.

فيما نال جائزة أحسن دور رجالي رومان لوتسكيي عن دوره في فيلم «تحت البركان» لداميان كوكر (بولونيا) الذي تسلم الجائزة نيابة عن رومان. وقد قال رومان في كلمة له عبر فيديو عرض أثناء الاختتام: «شكرا على هاته الجائزة القيمة التي تعني الكثير بالنسبة لي. أنا ممتن لفريق الفيلم وبالخصوص المخرج. وكما أخص بالشكر والامتنان القوات المسلحة الأوكرانية التي بفضلها ما زلت قادرا على العمل كممثل». من جهته، عبر المخرج داميان كوكر عن سعادته وفخره بتسلمه الجائزة نيابة عن رومان، كما شكر لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
أما جائزة أحسن دور نسائي فقد منحتها لجنة تحكيم المهرجان لممثلتين مناصفة، وهما منار شهاب ووفاء عون عن أدائهما في فيلم «ينعاد عليكو» (فلسطين، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، قطر)، وقد أرادت لجنة التحكيم أن تأخذ بعين الاعتبار التكافل التام في عملهما من خلال دوري الأم والابنة. وقالت منار شهاب أثناء تسلمها الجائزة: «أشعر بفخر كبير وأنا أتسلم هاته الجائزة، وأود أن أعرب عن شكري كذلك لوفاء عون وكذلك لأعضاء لجنة التحكيم».

وقد عادت جائزة أفضل إخراج لداميان كوكر عن فيلمه «تحت البركان» (بولونيا) الذي قال: «إنني لم أكن مستعدا للحصول على جائزة كبيرة لذلك تعوزني الكلمات، لكنني بالفعل ممتن لكم كثيرا».
ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة بين فيلمي الكوخ من إخراج سيلفينا شنيسر (الأرجنتين، البرازيل، إسبانيا، الشيلي)، و»القرية المجاورة للجنة» إخراج مو هاراوي (النمسا، فرنسا، ألمانيا، الصومال).
وقالت مخرجة الفيلم سيلفينا شنيسر والمنتجة مرسيدس كوردوفا: «شكرا جزيلا، نحن متأثرتان للمشاركة في هذا المهرجان الرائع المليء بالمواهب».

أما المخرج مو هاراوي فقد قال: «هذه الجائزة لها مكانة خاصة بالنسبة لي وأشكر العاملين بمهرجان مراكش للسينما (…) وأهدي هاته الجائزة لكل الصناع الذين شاركوا في هذا الفيلم». يشار هنا أن فيلم «القرية المجاورة للجنة» هو واحد من الأفلام التي حظيت بدعم من «ورشات الأطلس».
وقد تنافس على النجمة الذهبية أربعة عشر فيلما وهي: «ما – صرخة الصمت» للمخرج تي ماو ناينك (ميانمار، سنغافورة، فرنسا، النرويج، كوريا الجنوبية، قطر)، «سودان يا غالي» لهند المدب (فرنسا، تونس، قطر) و«جاين أوستن دمرت حياتي» للورا بياني (فرنسا)، و«تحت البركان» لداميان كوكر (بولونيا)، و«ملزمة في السماء» لهيو شين (الصين)، و»معطر بالنعناع» لمحمد حمدي (مصر، قطر، تونس، فرنسا)، و«وينعاد عليكو» لإسكندر قبطي (فلسطين، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، قطر)، و«نهاية سعيدة» لنيو سورا (اليابان والولايات المتحدة الأمريكية).
بالإضافة إلى «الذئاب تأتي دائما في الليل» لغابرييل برادي (أستراليا، منغوليا، ألمانيا) و«البحر البعيد» لسعيد حميش بن العربي (فرنسا، المغرب، بلجيكا)، و«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» لمراد فرات أوغلو (تركيا) و«الكوخ» لسيلفينا شنيسر (الأرجنتين، البرازيل، إسبانيا، شيلي)، و«القرية المجاورة للجنة» لمو هاراوي (النمسا، فرنسا، ألمانيا، الصومال)، و«العواصف» لدانيا ريموند – بوغنو (فرنسا، بلجيكا).
وفضلا عن أفلام المسابقة، عرضت مجموعة مختارة موزعة على أقسام أخرى من المهرجان، وهي العروض الاحتفالية، العروض الخاصة، القارة الحادية عشرة، بانوراما السينما المغربية، عروض الجمهور الناشئ والأسرة، والأفلام التي تقدم في إطار التكريمات. وهي كلها أعمال مختارة من 70 فيلما وتمثل 32 دولة.
وتميزت هاته الدورة بتكريم الفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي، إلى جانب الممثل والمخرج الأمريكي شون بين والمخرج والسناريست الكندي ديفيد كروننبرغ. كما شاركت 18 شخصية في فقرة «حوار» التي كان يحتضنها مسرح «ميدان»، وأغنت هاته الشخصيات، التي من بينها من فاز بجوائز أوسكار وغولدن غلوب، وتوجت في مهرجانات عالمية كبرى مثل كان وبرلين والبندقية، النقاش حول السينما، مع المهتمين من الطلبة وجيل السينمائيين الشباب الذين كانوا يحضرون للاستماع والاستفادة من تجارب هاته الشخصيات. ومن أبرز من شاركوا في هاته الفقرة: الممثل والمخرج الأمريكي شون بين، والمخرج والسيناريست الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، والمخرج والسيناريست والمنتج الإيراني محمد رسولوف، والمخرج والسيناريست والمنتج الأمريكي تيم بيرتون، والمخرج والسناريست الكندي ديفيد كروننبرغ.. بالإضافة إلى السينمائيين المغاربة الشباب وهم كمال الأزرق وعلاء الدين الجم وياسمين بنكيران وإسماعيل العراقي.
من جهة أخرى، استفاد 12 فيلما من دعم «ورشات الأطلس»، التي أطلقها المهرجان عام 2018. وقد عرفت الورشات حضور 340 مهنيا من مجموعة مختارة تتكون من 27 مشروعا سينمائيا في مرحلة التطوير أو مرحلة التصوير. وقد حظي هذا الفوج بمواكبة السينمائي الأمريكي جيف نيكولز.

كما كان جمهور المهرجان، على موعد مع الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، فاكهة هاته الدورة، في قسم «القارة الحادية عشرة»، إحدى فقرات المهرجان، حيث التقت مع محبيها في متحف إيف سان لوران، مع عرض فيلم «ماريا كالاس مونيكا بيلوتشي: اللقاء» للمخرج اليوناني يانيس ديموليتساس، وهو فيلم وثائقي يتحدث عن السنوات الثلاث الأخيرة لماريا كالاس على المسرح. وقد تحدثت بيلوتشي مع جمهورها عن هاته التجربة حيث قالت: «تأثرت بقصة ومسيرة ماريا كالاس. أخذت مخاطرة كبيرة بالصعود إلى المسرح، المسرح تمرين لا يرحم. على المسرح، هناك صدق كبير مع الجمهور».
ويعد المهرجان، موعدا للنقاشات بين مهنيي السينما من جيل الرواد وجيل الشباب، وكذلك فرصة للانفتاح على ثقافات أخرى من خلال الأعمال السينمائية التي يتم عرضها في مدينة تاريخية تحمل سحرا خاصا.

< مبعوثا بيان اليوم إلى مراكش:
< متابعة: سارة صبري
< تصوير: أحمد عقيل مكاو

Top