أردوغان يلجأ للسعودية لفك الحصار الروسي

تتزامن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية مع الأزمة الخانقة التي تعيشها بلاده بعد الإجراءات الروسية الأخيرة، ما يوحي بأنه يحاول اللجوء إلى الرياض للتخلص من الحصار الروسي الذي امتد على أكثر من واجهة، وأصبح يهدد بإرباك الاقتصاد التركي.
وبعيد وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، انتقل أردوغان إلى قصر اليمامة حيث كان في استقباله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وذكرت الوكالة أن الملك سلمان وأردوغان عقدا جلسة مباحثات استعرضا خلالها العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وسيحاول أردوغان خلال الزيارة إقناع السعودية بأنه الشريك السني الأساسي في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ أسبوعين رغم أن تركيا سبق أن استقبلت المبادرة السعودية ببرود واستبعدت أن تكون للتحالف الجديد أيّ صبغة عسكرية، وأن يكتفي بالبعد الأيديولوجي في المعركة ضد الإرهاب، وفق ما جاء في تصريحات المتحدث باسم الخارجية التركية طانجو بيلغيج.
ويتوقع مراقبون أن يطلق الرئيس التركي وعودا خلال الزيارة بشأن استعداد أنقرة للعب دور فعال في التحالف، على أن يكون ذلك مجرد تصريحات لاسترضاء المملكة والحصول على دعم اقتصادي ودبلوماسي منها في مواجهة العقوبات الروسية.
وسيكون الموقف التركي من استقرار مصر مقياس اختبار سعودي لتوجهات أردوغان المستقبلية وخصوصا من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يحظى بدعم تركي، إذ لا ترغب السعودية بفتح جبهات ثانوية تشغلها عن المهمة التي تقوم بها في اليمن وسوريا.
ولا يثق السعوديون بوعود أردوغان، فقد سبق له أن عرض تقديم الدعم لعاصفة الحزم التي شنها التحالف العربي على الحوثيين، داعيا إيران إلى الانسحاب من اليمن، ومتهما إياها بالسعي لوضع المنطقة تحت هيمنتها، لكنه زار طهران بعد مدة وتحدث عن حلّ سياسي للأزمة اليمنية ما أعطى الانطباع بأنه يقف إلى صف إيران وحلفائها في اليمن، ويريد حوارا يثبت مكاسبهم.
وقبل زيارته الحالية إلى الرياض، جدد أردوغان الهجوم على إيران متهما إياها بتنفيذ سياسات طائفية في المنطقة وخاصة في سوريا، ومن الواضح أنه يحاول استثمار رغبة السعودية في تطويق الدور الإيراني ليقدم نفسه حليفا سنيا للمملكة.
وأشار المراقبون إلى أن الرئيس التركي قد لا يجد صدى لمطالبه لدى المسؤولين السعوديين في ظل العلاقة الجيدة بين المملكة وروسيا، والتي عكستها زيارات متبادلة للمسؤولين، وقنوات الحوار المستمرة حول الحل السياسي في سوريا.
لكن أردوغان سيحاول استثمار البرود الذي قد تتركه عملية اغتيال زهران علوش بين الرياض وموسكو، وما يتبدى من وجود خطة روسية لإضعاف المعارضة السورية التي شاركت في مؤتمر الرياض الأخير، بهدف دفعها إلى حوار غير مشروط مع نظام الأسد.
واستبعد متابعون للزيارة أن ينجح الرئيس التركي في الحصول على دعم اقتصادي وفتح السوق السعودية أمام المنتجات التركية التي استهدفتها العقوبات الرّوسية، خاصة أن سياسات أنقرة سبق أن أغضبت دول الخليج وتسببت في تراجع إقبال السياح الخليجيين على المدن التركية.
ويعود قطع الخليجيين مع السوق التركية إلى سياسات أردوغان الداعمة لجماعة الإخوان والتي تصنّف في السعودية والإمارات كتنظيم إرهابي، فضلا عن عدائه لمصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، ولا شك أن الرياض ستقيس أي انفتاح على الأتراك بمدى التزامهم باستقرار مصر.

Related posts

*

*

Top