نظمت جمعية العلامة الجمالية بوجدة وبدعم من المديرية الجهوية للثقافة لجهة الشرق وبتنسيق مع مسلك علوم الإعلام والصحافة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، أمسية الاحتفاء بالشاعر المغربي محمد علي الرباوي وذلك مساء يوم السبت 3 دجنبر برحاب مركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة، تناول الكلمة الأستاذ بنيونس بوشعيب رئيس الجمعية الذي اعتبر هذا الاحتفاء تآلفا للدفاع عن الجمال والانتصار له، واستمتاعا في الوقت ذاته بجاذبيته، قائلا: “العلامة الجمالية تَرْهَنُ رؤيتها الثقافية بترسيخ وعي جمالي متميز، وتسعد بالانضمام إلى كل محفل ينتصر للجمال ويقاوم القبح”.
كما استعرض مسار الشاعر الحافل بالانجازات، سواء الإنسانية أو الشعرية خصوصا، وفي سياق متصل تقدم بالشكر والامتنان لكل “النقاد والمبدعين وأصدقاء الشاعر على مساهماتهم العلمية والإنسانية والجمالية في الكتاب الذي يؤرخ لهذه اللحظة الفارقة في تاريخ الجمال”، بعدها تناول الكلمة منتصر لوكيلي المدير الجهوي للثقافة لجهة الشرق الذي أشاد بالشاعر محمد علي الرباوي، وبمكانته الشعرية وبتجربته التي اعتبرها “تجربة ترحالية، تستمد آفاقها من مختلف المعارف والعلوم الحقة واللغات الأجنبية واللغة العربية التي حذقها جيّداً، إضافة إلى معرفته بلغته الأم الأمازيغية”، ووجد في شعر الشاعر رائحة الواحات الممزوجة بايقاعات بعيدة قادمة من أسرير بتنجداد، معبرا عن سروره بالتعاون مع الجمعية قصد الانتصار للجمال، بعدها تم تناول الكلمة عن مسلك علوم الإعلام والصحافة كل من آية مغرور وعبد الحليم العمراوي لتقديم كتاب “مرافئ السندباد الأسمر”، الذي اشتمل على دراسات نقدية وشهادات في تجربة الشاعر محمد علي الرباوي والذي قام بتنسيق مواده والإشراف عليها الأستاذ محمد ماني، كما تم عرض بورتريه توثيقي من إعداد الأستاذة شفيقة العبدلاوي اشتمل حوارا وتتبعا لمسيرة الشاعر الترحالية انطلاقا من قصر أسرير بتنجداد، إلى أن رسا على مرفإ وجدة عبر محطات شعرية وإنسانية، وقد تضمن البورتريه حوارا مع الشاعر كان قد أجري معه في أماكن مختلفة من مدينة وجدة أرَّخت لمروره منها، بعد ذلك أعطيت الكلمة للمحتفى به الشاعر محمد علي الرباوي الذي بدا عليه التأثر لما سمع ورأى، فشكر بداية كل الجهات المنظمة والحاضنة لهذا الاحتفاء، ليتحدث عن بداياته بمدينة وجدة عام سنة 1973 والتقائه بشعراء من طينة الشاعر حسن الأمراني الذي كان حاضرا في الاحتفاء، والراحل محمد بنعمارة وغيرهما، حيث استطاعت هذه الأسماء الشعرية أن تقتحم حدود الجغرافيا المحلية والوطنية، وختم كلامه بتجديد الشكر قائلا: “لكل من هيأ هذا اللقاء شكرا لكم على هذا الوفاء”، وقد انتقلت الكلمة بعدها إلى الشعراء الحاضرين وهم الزبير خياط وجمال أزراغيد والبتول محجوبي ومحمد ماني، حيث ألقوا من نصوصهم الشعرية ما طرب وفاح عطره على الجمع، لتعود الكلمة إلى الشاعر محمد علي الرباوي الذي اتحف الحضور بشعره.
وقد تم في هذا اللقاء تقديم تذكار للشاعر اشتمل صورة الغلاف الجماعي المنجز في نصوصه، كما تم تسليمه شهادة لقب، وهو تقليد تراهن عليه الجمعية، اذ منحته العلامة الجمالية لقب “سندباد الشعر المغربي” بناء على دراسة نصوصه الشعرية، كما تم تقديم مجموعة من الهدايا من لدن أصحابه وأحبابه من بينهم الخطاط المغربي حماد يوجيل، وكان الختم بتوقيع الكتاب الذي حمل عنوان “مرافئ السندباد الأسمر: قراءات وشهادات في شعر محمد علي الرباوي”.
حضر هذا اللقاء المتميز ثلة من أحباب الشاعر وأصدقائه وعدد من الشعراء والباحثين المهتمين بالنقد والأدب عموما، وتجدر الإشارة إلى أن جمعية العلامة الجمالية قد أسندت مهمة تسيير وتقديم فقرات هذه الأمسية الاحتفائية لطلبة علوم الإعلام والصحافة إيمانا منها بالطاقات الشابة وفتح المجال أمام الفعل الثقافي الجاد.
متابعة: إلهام الصنابي