أنقذوا مولودية وجدة…

في عز الأزمة المالية الطاحنة، تعيشها الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية لكرة القدم، وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها، اتجاه مختلف المتعاقدين، يتم البحث عن حلول عاجلة، على أمل الخروج المؤقت من دوامة الخصاص الفظيع…

أمثلة كثيرة تعج بها الساحقة الوطنية، والأفدح عندما يتعلق الأمر، بأندية عريقة تمثل حواضر مهمة، وفي مقدمتها نادي مولودية وجدة، عاصمة الجهة الشرقية، بما تمثله من بعد استراتيجي، وقيمة حضارية وتاريخية…

هناك بوجدة، تظهر معالم الأزمة الخانقة، إلى درجة أن الطاقم التقني يشتغل في ظروف جد صعبة، بسبب عدم تأهيل اللاعبين، والاكتفاء بعناصر من فئة الأمل، وهذا ما يفسر حصد هزيمتين في دورتين، كان آخرها بالميدان أمام الاتحاد التواركي بثلاث أهداف لواحد…

وضعية جد معقدة تجعل الفريق الوجدي، من بين أبرز المرشحين لمغادرة الدرجة الأولى، إذا لم تتخذ إجراءات استعجالية وتدابير آنية تحد من النزيف…

هناك لجنة مؤقتة تحاول تدبير اليومي، والسهر على ضمان خوض المباريات الرسمية، تفاديا لتقديم اعتذار، لكن إلى متى؟…

في آخر جمع عام، تعهد الرئيس المستقيل محمد هوار، بحل جزء من الديون المتراكمة، والتي تصل في المجموع إلى أربعة ملايير، مما يحول دون تأهيل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم…

إلا أنه وإلى حدود متم شهر غشت الماضي، لم يتم الوفاء بتعهده، لتدخل كل مكونات النادي في مرحلة انتظار قاتلة، مع استمرار إهدار المزيد من الوقت، مع ما يترتب عن ذلك من تعميق الأزمة…

المؤكد أن الجهة الشرقية عموما، و”ناس وجادة” المتواجدين بمختلف جهات الوطن وخارجه، لهم من الإمكانيات التي تمكن من وصول النادي، إلى وضعية مريحة على غرار ما تعشيه حاليا الجارة النهضة البركانية، منذ تحمل فوزي لقجع مسؤولية قيادة الفريق البرتقالي…

إلا أن هناك حسابات شخصية وخلافات هامشية؛ وصراعات من نوع خاص، تحول على ما يبدو دون حدوث التفاف حول المولودية، صاحبة الأمجاد والتاريخ الحافل والقاعدة الجماهيرية العريقة…

نعتقد أن حصول الإجماع حول مصلحة الفريق، يقع بالدرجة الأولى على المسؤول الأول عن السلطة المحلية، خاصة وأن معاد الجامعي والي الجهة، سبق له أن قدم خدمات مهمة لفريق الدفاع الحسني الجديدي، فلماذا “عجز” عن القيام بنفس هذا الدور الحيوي بعاصمة الشرق؟…

وفي انتظار آخر المستجدات التي نتمنى أن تكون إيجابية، لتفك ضائقة المولودية الوجدية، فما يجب التأكيد عليه، هو أن النادي قيمة حقيقية، وتراث لا مادي لا يقدر بثمن، وهذه الحقيقة التي يجب أن يستوعبها كل وجدي وكل غيور…

>محمد الروحلي

Related posts

Top