تستعد بلادنا، كما كل بلدان العالم، للقيام بالتلقيح ضد فيروس”كوفيد-19″، وبديهي أن العملية تطرح اليوم عديد إكراهات وتحديات يجب التغلب عليها لتمكين شعبنا من اللقاح، والمساهمة في القضاء على الوباء، وبالتالي حفظ صحة مواطناتنا ومواطنينا.
من المؤكد أن الترتيبات العلمية ذات الصلة، وتوفير اللقاح وإيصاله للناس، كل ذلك يمثل جهدا كبيرا وإنجازا يستحق التقدير والتثمين، ولا يمكن سوى الثقة في السلطات الصحية لبلادنا، والحرص على الإقبال الجماعي على التلقيح تأمينا لسلامة بلادنا وشعبنا من الوباء.
لكن المطلوب اليوم، يبقى هو تنوير الناس وتوعيتهم بأهمية التلقيح وسلامة اللقاح وأمنه، وبالتالي دحض وتفنيد الأفكار الخرافية والشائعات والمغالطات التي تروج وسط مجالس الحديث، والتي تهدد بإضعاف ثقة شعبنا، وتخلق حالة مستشرية من الإحباط والشك والانهزام.
هذه العملية التواصلية والتثقيفية تقتضي انخراط السلطات الحكومية وانفتاحها على الإعلام والاعتماد على المهنيين، وكذلك إشراك الخبراء المتخصصين والقوى المختلفة لتعزيز الحوار العمومي بهذا الخصوص، ولتحفيز ثقافة العقل والتنوير، ومواجهة أفكار الدجل والتشكيك والإحباط.
من جهة ثانية، لا يجب جعل الحديث عن اللقاح مناسبة للقطع المباشر مع التقيد بالتدابير الوقائية والحاجزية، مثل: التباعد الجسدي، ارتداء الكمامة، غسل اليدين بانتظام، ولكن من الضروري مواصلة الالتزام بذلك في سلوكنا اليومي الفردي والجماعي، وفي نفس الوقت المساهمة الإيجابية في إنجاح عملية التلقيح لكي تشمل أغلب الفئات المعنية من شعبنا.
طبيعي أن عملية بهذا الحجم، وفي ظرفية دقيقة مثل التي نحياها جراء هذا الوباء غير المعروف من قبل، ستشهد صعوبات ميدانية وتدبيرية ولوجيستيكية أثناء مباشرة تنفيذها، وبقدر ما يفرض الأمر أن تتجند السلطات لمواجهة كل هذه الإكراهات وتستعد لها بشكل استباقي، يجب كذلك على المواطنات والمواطنين إبداء القدر الكافي من التفهم والانخراط والمساندة.
عملية التلقيح تعتبر مرحلة أساسية وهامة في المعركة ضد فيروس”كوفيد-19″، ولهذا من الواجب الاستفادة من اختلالات كل المراحل السابقة، وتفادي تكرار أو ظهور ممارسات فاسدة اشتكى منها الناس من قبل، وكانت تقترف من لدن أعوان السلطات المحلية في المناطق…
إن حماس موظفي السلطات العمومية والمصالح الصحية والإدارية، على الصعيدين المركزي والمحلي، يبقى شرطا أساسيا لإنجاح التعبئة الوطنية في هذه المرحلة، وأي تراخ، ولو كان صغيرا، من شأنه التأثير في الإنجاز والتنفيذ، وتضاف إلى ذلك أهمية تمتين ثقة الشعب في العملية برمتها، وهو ما يقتضي التواصل والتفسير والتوعية، وانخراط الإعلام الوطني بقوة ومهنية وجاذبية.
هذه الأيام، شرعت بلدان في تلقيح مواطناتها ومواطنيها، وتنقل قنوات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي ذلك من قارات مختلفة، وهناك سباق عبر العالم للانتصار على الوباء وحفظ الصحة العامة، وشعبنا أيضا من حقه التمتع باللقاح والانتصار على الفيروس، وحفظ صحته وسلامته، ولهذا من واجبنا أن نثق في الجهد الكبير الذي تبذله بلادنا بهذا الخصوص، وأن نثق في الكفاءة العلمية والمهنية لأطرنا الصحية الوطنية، وأن نحث شعبنا على الإقبال على الاستفادة من حقه في التلقيح، وأن نتصدى للخرافات والأخبار الكاذبة، وللمغالطات التي يروجها جهلة ومتاجرون بصحة مواطناتنا ومواطنينا.
< محتات الرقاص