اختيارات وقرارات خاطئة…

لم يمض على انطلاق البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم سوى عشر دورات، حتى أعلنت مجموعة من الأندية تغيير مدربيها، بل هناك من الأندية من غيرت مدربها مرتين، وفي مدة قصيرة جدا، كما هو الحال بالنسبة لسريع وادي زم.
فالفريق “الوادزمي” إن صحت التسمية، وضع الثقة في فؤاد الصحابي الذي تمكن معه من الحفاظ على مكانته بقسم الكبار، إلا أنه بعد دورتين فقط، تم التخلي عنه، ليعوض بالتونسي منير شبيل، وسرعان ما تخلي عنه هو الآخر…
يوسفية برشيد فضل هو الآخر الاستغناء عن خدمات عبد الرحيم النجار، بعد خمس دورات، ليعوضه بالمدرب المصري محمد فتحي، والملاحظ أن الفريق الحريزي، فضل أخيرا التعاقد مع مدرب رسمي، عوض تكليف أحد لاعبيه القدامى، بمهمة الوقوف بكرسي الاحتياط، دون أن يكون مؤهلا من الناحية القانونية للقيام بهذه المهمة، إلا أن تساهل إدارة الجامعة، كان يسمح بالاعتماد على أبناء الفريق.
وعرفت الدورة الثامنة الاستغناء عن مدربين اثنين دفعة واحدة، هما فوزي جمال بفريق أولمبيك آسفي، وهو الذي أنهى معه منافسات بطولة الموسم الماضي، ووضعت فيه الثقة، قصد الاستمرارية على رأس الطاقم التقني، إلا أنه سرعان ما تبين لمسؤولي الفريق العبدي، أن الضرورة تفرض تغيير المدرب، فكان التعاقد مع عبد الرحيم طالب.
المثالي الثاني جاءنا من طنجة، فرغم الآمال العريضة التي علقت على المدرب بيرنار كازوني، إلا أن الارتباط لم يستمر طويلا، إذ تم الانفصال، بعد سلسلة من النتائج السلبية، فكان الطلاق، الذي عجل رحيل الإطار الفرنسي، هذا الأخير الذي نجح بوجدة، إلا أنه لم يتفوق بطنجة، ليتأكد أن هناك عوامل أخرى تتحكم في أسباب النجاح أو الفشل.
اتحاد الفتح الرباطي راهن على التعاقد مع أمين بنهاشم، إلا أن النتائج لم تساير، حيث تعددت النتائج السلبية، الشىء الذي جعل الفريق يقبع بمؤخرة الترتيب، وهي الوضعية التي لا تليق بناد مهيكل، لا يعاني كليا من أي خصاص، أو مشاكل تعرقل مساره.
الإخفاق على مستوى النتائج، قاد أيضا إلى إحداث تغيير على مستوى الإدارة، وذلك بعودة حمزة الحجوي مكان نوال خليفة بمنصب الرئاسة، والتعاقد مع الإطار الوطني جمال السلامي، بعقد يمتد لخمس سنوات، وهو أطول عقد يوقع بالدوري المغربي.
وبالوصول إلى الدورة العاشرة، أعلن نادي الرجاء الرياضي البيضاوي عن الاستغناء عن المدرب التونسي لسعد الشابي، رغم الحصيلة الإيجابية التي حققها في ظرف أقل من ثمانية أشهر، إذ استطاع الفوز بلقبين، واحد عربي وآخر أفريقي، كما احتل المرتبة الثانية ببطولة الموسم الماضي.
هذه الحصيلة المقبولة، لم تشفع له بالاستمرار مع الفريق الأخضر، حيث تم بسرعة التعاقد مع البلجيكي مارك فيلموتس، المدرب الذي قيل إنه عالمي، رغم أنه كان عاطلا عن العمل مدة طويلة…
هذه هي الحصيلة إلى حدود الثلث الأول من بطولة هذا الموسم، ولا زال الرقم مرشحا للارتفاع، خاصة وأن مدربين آخرين مهددين بالمغادرة، إذ هناك حالات من التذمر وعدم الرضى، تعيشها أندية أخرى، حيث تناقش إداراتها إمكانية إحداث تغيير على أطقمها التقنية، قبل حلول الميركاطو الشتوي.
إنه الدوران بحلقة مفرغة، إذ تتكرر نفس الأخطاء التي تقود حتما إلى نفس النتائج، والسؤال الذي يطرح باستمرار في هذه الحالة، يتعلق بأسس الاختيار، ومنطلقات التعاقد مع هذا المدرب أو ذاك؟
فأغلب الاختيارات تكون إما عشوائية أو مزاجية، أو مراعاة لأشياء هامشية لا علاقة لها بالمجال الرياضي، دون أن نستثني التأثيرات الخارجية التي غالبا ما تحسم في عملية التعاقد، بعيدا عن الأسس التقنية، المفروض أن تتحكم في مسألة الاختيار…
المؤكد أن الأمور ستبقى على ما هي عليه، إلى حين أن يقتنع مسؤولو الأندية الوطنية أن المجال التقني، لابد وأن يحسم فيه أهل الاختصاص، بعيدا عن التسلط والاحتكار وتهميش الكفاءات…

>محمد الروحلي

Related posts

Top